Home سياسة روسيا مستعدة لبحث “مقترحات جادة” للسلام في أوكرانيا

روسيا مستعدة لبحث “مقترحات جادة” للسلام في أوكرانيا

115
0

أعربت روسيا أمس الجمعة عن استعدادها لبحث مقترحات “جادة” لتسوية الصراع في أوكرانيا على أساس “الواقع القائم” ومخاوف موسكو الأمنية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إفادة صحافية أن أوكرانيا لا بد أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة عسكرياً في المستقبل.

وشروط روسيا مماثلة لتلك التي رفضتها أوكرانيا عدة مرات من قبل.

هجمات إلكترونية

يأتي ذلك بينما اتهمت ألمانيا روسيا الجمعة بشن هجمات إلكترونية على شركاتها الدفاعية والفضائية وعلى الحزب الحاكم فضلاً عن أهداف في دول أخرى، وحذرت من عواقب لم تحددها.

ونفت السفارة الروسية في برلين الاتهامات التي ترددت أيضاً من جانب التشيك وحلف الأطلسي ووزارة الخارجية الأميركية، واصفة إياها بأنها “خطوة غير ودية أخرى تهدف إلى إثارة مشاعر العداء لروسيا في ألمانيا”.

وقال حلف شمال الأطلسي إن الحملة الإلكترونية استهدفت أيضاً هيئات حكومية و”مشغلي البنية التحتية الحيوية” وكيانات أخرى في ليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا والسويد.

قلق أوروبي

وتأتي هذه الاتهامات في وقت يتزايد فيه القلق في أوروبا في شأن مخترقين وجواسيس روس مشتبه فيهم منذ اجتياح موسكو لأوكرانيا في عام 2022، وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات الأوروبية.

وقالت الحكومة الألمانية إنها استدعت السفير الروسي احتجاجاً على ما قالت إنها حملة شنتها قبل عامين مجموعة لها علاقة بالاستخبارات العسكرية الروسية.

وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الهجمات استهدفت الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا وشركات في قطاعات الخدمات اللوجيستية والدفاع والفضاء وتكنولوجيا المعلومات.

وأضاف متحدث باسم الوزارة أن خوادم شركات في قطاعات حيوية تعرضت للاختراق دون ذكر أسماء الشركات أو الخوض في مزيد من التفاصيل حول الأضرار.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر “هذه الهجمات لا تستهدف فقط أحزاباً فردية أو سياسيين محددين بل تستهدف زعزعة الثقة في ديمقراطيتنا”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية “نحن وشركاؤنا لن نتسامح مع هذه الهجمات الإلكترونية وسنستخدم مجموعة كاملة من الإجراءات للمنع والردع والرد على السلوك العدواني لروسيا في الفضاء الإلكتروني”.

“فانسي بير”

قالت جمهورية التشيك إن الحملة الإلكترونية الروسية استهدفت عدداً من الكيانات فيها، من دون ذكر أسماء، منذ العام الماضي.

وقالت وزارة الخارجية “في سياق الانتخابات الأوروبية المقبلة والانتخابات الوطنية في عدد من الدول الأوروبية والعدوان الروسي المستمر على أوكرانيا، فإن هذه الأعمال خطرة على نحو خاص وتستحق الشجب”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي بيان منفصل، اتهمت بريطانيا روسيا بتقويض العمليات الديمقراطية من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني قال في وقت سابق إن حسابات البريد الإلكتروني لكبار الأعضاء قد تم استهدافها لكن لم يتضح ما إذا كانت البيانات قد سرقت.

وقالت وزارة الداخلية في برلين إن مجموعة تسمى “فانسي بير” أو “أيه بي تي 28” تعمل تحت إشراف الاستخبارات العسكرية الروسية، استغلت لفترة زمنية طويلة ثغرة أمنية لم تكن معروفة آنذاك في برنامج “مايكروسوفت أوتلوك” من أجل اختراق حسابات البريد الإلكتروني.

وقالت برلين إن عملية دولية قادها مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي في يناير (كانون الثاني) منعت تحول الأجهزة التي تم اختراقها في الهجمات من أن تصبح أداة تستغل في التجسس الإلكتروني في أنحاء العالم.

وأحال متحدث ألماني باسم “مايكروسوفت” رويترز إلى مدونة تفيد بأن جهات فاعلة مقرها روسيا كانت تستخدم أداة يشار إليها باسم “جوس إيج” منذ أبريل (نيسان) 2019 لسرقة البيانات السرية للمستخدمين.

ويقول خبراء القرصنة إن مجموعة “أيه بي تي 28” نشطة في أنحاء العالم منذ عام 2004 في الأقل، لا سيما في مجال التجسس الإلكتروني.

وذكرت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية أنها من بين أكثر الجهات نشاطاً وخطورة في الفضاء الإلكتروني على مستوى العالم.

وحذرت وكالات الاستخبارات الأميركية في الماضي من القدرات الإلكترونية القوية للجهات التي تخضع لسيطرة الاستخبارات العسكرية الروسية. وحملت مجموعة “فانسي بير” مسؤولية اختراق حسابات البريد الإلكتروني لفريق عمل هيلاري كلينتون قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وفي عام 2016، اتهمت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات قراصنة روس بسرقة معلومات طبية سرية عن رياضيين أولمبيين أميركيين ونشرها عبر الإنترنت. وصادر مكتب التحقيقات الاتحادي لاحقاً موقع “فانسي بير دوت نت” الذي نشرت فيه هذه المعلومات.

3 مصابين وحريق

ميدانياً، قصفت طائرتان مسيرتان روسيتان أهدافاً مدنية في خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص وإشعال حريق.

قال رئيس بلدية خاركيف إيهور تيريخوف على تطبيق “تيليغرام” للتراسل إن من بين المصابين طفلاً عمره 13 سنة وامرأة، وأضاف أن أجهزة الطوارئ موجودة في الموقع.

سيطرة روسية

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الجمعة إن القوات الروسية سيطرت على 547 كيلومتراً مربعا من الأراضي في أوكرانيا هذا العام فيما وصفها “بالمناطق الجديدة” لروسيا في إشارة إلى أربع مناطق أوكرانية قالت موسكو إنها ضمتها إليها.

وذكر شويجو في تصريحات لكبار قادة الجيش أن القوات الأوكرانية تتراجع على طول خط المواجهة الأمامي، وأن القوات الروسية تخترق ما وصفه بشبكة المعاقل الأوكرانية.

وأضاف “تحاول وحدات الجيش الأوكراني التشبث بخطوط متفرقة لكنها اضطرت في ظل هجومنا إلى التخلي عن مواقعها والانسحاب”.

ومضى يقول “حررت القوات المسلحة الروسية خلال الأسبوعين الماضيين تجمعات نوفوباخموتيفكا وسيمينيفكا وبرديتشي السكنية في جمهورية دونيتسك الشعبية”، في إشارة إلى الاسم الذي تستخدمه روسيا لإحدى المناطق الأربع التي ضمتها.

وقالت روسيا في سبتمبر (أيلول) 2022 بعد سبعة أشهر من غزو أوكرانيا إنها ضمت أربع مناطق أوكرانية، هي دونيتسك وخيرسون ولوجانسك وزابوريجيا، إلى أراضيها السيادية على رغم أنها لا تسيطر على أي منها بالكامل.

وذكرت أوكرانيا أن هذا التحرك هو استيلاء غير قانوني على الأراضي وأنها تعتزم طرد كل جندي روسي من أراضيها بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.

وتسيطر روسيا على نحو 18 في المئة من مساحة أوكرانيا شرقاً وجنوباً وتحقق تقدماً منذ فشل هجوم كييف المضاد في تحقيق أي تقدم مهم ضد القوات الروسية المتحصنة جيداً.