Home سياسة الولايات المتحدة: “حماس” غيرت مطالبها في محادثات الرهائن

الولايات المتحدة: “حماس” غيرت مطالبها في محادثات الرهائن

113
0

فيما أكد الجيش الإسرائيلي زيادة الضغط العسكري على غزة والإعداد “للمراحل التالية من الحرب” ضد “حماس”، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أمس الإثنين إن الحركة “غيرت مطالبها” في مفاوضات الرهائن مع إسرائيل بوساطة مصر وقطر.

وأضاف ميلر في مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط من أجل وقف القتال في غزة والتوصل إلى اتفاق يُطلق بموجبه سراح الرهائن الذين احتجزتهم الحركة بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد قال في تسجيل فيديو مساء الأحد “سنوجه ضربات إضافية ومؤلمة… في الأيام المقبلة، سنزيد الضغط العسكري والسياسي على (حماس) لأن هذا هو السبيل الوحيد لدينا لتحرير الرهائن وتحقيق النصر”. وما زال 129 رهينة محتجزين في غزة.

ولا يكف نتنياهو عن التلويح بشن هجوم بري على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع والتي يتكدس فيها أكثر من 1.5 مليون شخص معظمهم نزحوا من الشمال. ويعتبر أنه بذلك سيقضي على آخر معقل لـ “حماس”.

لكن المنظمات الإنسانية وعدداً متزايداً من الدول الأجنبية تُعارض هذه العملية، خشية أن تتسبب بسقوط كثير من الضحايا المدنيين.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن عدداً من الرهائن محتجزون في رفح. وقال المتحدث باسمه “في عيد الفصح، يكون قد مر مئتا يوم على الرهائن في الأسر (…) سنُقاتل حتى تعودوا إلينا”.

 

تواصل القصف

ميدانياً، قصف الجيش الإسرائيلي الإثنين مخيمي النصيرات والمغازي والشريط الساحلي في دير البلح بوسط قطاع غزة وبلدتي رفح وخان يونس جنوباً، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

كما استهدفت عمليات قصف حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وقصفت طائرات مسيرة ملعب مدرسة في مخيم البريج وسط القطاع. وفي المخيم نفسه، جُرح ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف على مسجد، حسب مصادر طبية.

ومساء الإثنين طاول القصف بيت حانون وبيت لاهيا شمال غزة، مع قصف بالمدفعية على شرق جباليا وعلى أحياء حي الزيتون والشجاعية والدرج ومحيط مستشفى المعمداني وميدان فلسطين. كما تعرض حي الرمال غرب مدينة غزة لغارة جوية.

 

أميركا تنفي “ازدواجية المعايير”

ونفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين “ازدواجية المعايير” في تطبيق القانون الأميركي، في ما يتعلق بمزاعم ارتكاب الجيش الإسرائيلي انتهاكات في غزة، قائلاً إن هذه الاتهامات قيد المراجعة.

وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحفي كشف فيه عن التقرير السنوي لوزارة الخارجية عن حقوق الإنسان “بصورة عامة، بينما ننظر إلى حقوق الإنسان ووضعها حول العالم، فإننا نطبق نفس المعيار على الجميع”. وتابع “هذا لا يتغير سواء كان البلد (المعني) خصماً أو منافساً أو صديقاً أو حليفاً”.

وجاء في التقرير أن الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة كان لها “أثر سلبي كبير” على وضع حقوق الإنسان في إسرائيل.

وتشمل القضايا المهمة المتعلقة بحقوق الإنسان تقارير موثوقة عن عمليات قتل خارج إطار القانون واختفاء قسري وتعذيب واعتقالات غير مبررة لصحافيين وعدد من الأمور الأخرى، حسبما جاء في التقارير لعام 2023.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معاقبة المسؤولين

وأضاف التقرير أن حكومة إسرائيل اتخذت بعض الخطوات الموثوقة لتحديد ومعاقبة المسؤولين الذين ربما يكونون قد تورطوا في تلك الانتهاكات.

ويخضع السلوك العسكري الإسرائيلي لتدقيق متزايد بعد أن قتلت القوات 34 ألف فلسطيني في غزة، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع، كثير منهم من المدنيين والأطفال. وتحول قطاع غزة إلى أرض خراب، وأثار النقص الشديد في الغذاء مخاوف من حدوث مجاعة.

 

وتنفي إسرائيل الاتهامات الموجهة لها بالتسبب عمداً في معاناة إنسانية في القطاع. كما تنفي استهداف المدنيين عن عمد، وتتهم “حماس” باستخدام المباني السكنية للاحتماء بها، وهو ما تنفيه الحركة.

وأوردت جماعات حقوقية حوادث عديدة ألحقت أضراراً بالمدنيين خلال الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي في غزة، كما دقت ناقوس الخطر من تصاعد العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وتظهر سجلات وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية أو المستوطنين قتلوا ما لا يقل عن 460 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما زالت تقول إنها لم تتوصل إلى أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي.

وتقدم واشنطن مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار لحليفتها إسرائيل منذ زمن طويل. وينتقد الديمقراطيون اليساريون والجماعات الأميركية العربية دعم إدارة بايدن الثابت لإسرائيل، الذي يقولون إنه يمنحها شعوراً بالحصانة من العقاب.

لكن في هذا الشهر، هدد بايدن لأول مرة بفرض شروط على الدعم لإسرائيل، وأصر على اتخاذ خطوات ملموسة لحماية عمال الإغاثة الإنسانية والمدنيين.

محتجون يحرقون مائدة فصحية أمام منزل نتنياهو

من جانبهم، أحرق محتجون إسرائيليون مائدة فصحية رمزية أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بداية العيد اليهودي الإثنين، متهمين إياه بخذلان الرهائن في غزة.

وتجمع مئات المحتجين أمام البوابات المؤدية إلى المنزل في بلدة قيسارية الساحلية مطالبين بتحرير الرهائن وموجهين انتقادات لقيادة نتنياهو.

وقد ألقت معاناتهم بظلالها هذا العام على عيد الفصح المعروف أيضاً باللغة العبرية باسم “عيد التحرر من العبودية”. وقال غي بن درور إنه يشارك في الاحتجاج ضد “أسوأ رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل”.

 

وأضاف بن درور البالغ 54 سنة والموظف في شركة استثمارية “إنه (نتنياهو) لا يريد عودة الرهائن لأنه لا يريد أن تنتهي الحرب لأنه حينها سيذهب إلى السجن”.

وأمام منزل نتنياهو أشعل متظاهرون، بعضهم أقرباء رهائن، النار في مائدة فصحية رمزية بعدما تركوا مقاعد شاغرة على مائدة أخرى في خطوة ترمز إلى استمرار معاناة المخطوفين.

وقالت المتظاهرة يائل بن بورات “نحن هنا لمشاركة عائلات المخطوفين مشاعرنا وحزننا”. وأضافت المحامية البالغة 62 سنة “لا أريد أن أحتفل بهذا العيد بينما لا يزال كثر من أبناء شعبنا وأخوتنا وأخواتنا مخطوفين هناك في غزة”.

وتابعت “كلنا نعتقد أنه (نتنياهو) مسؤول عن الكارثة الرهيبة التي وقعت في السابع من أكتوبر”، متهمة رئيس الوزراء بأنه أخفق في التفاوض على الإفراج عنهم. وقالت إن هذه الليلة “ما هي إلا ليلة مريرة، بلا حرية”.

وفي بيان مصور نشره على منصة إكس عشية عيد الفصح اليهودي، قال نتنياهو “نحن عازمون بصلابة على رؤية جميع الرهائن يعودون إلى عائلاتهم”.

وأضاف “في هذه الليلة نفكر في أولئك الذين لا يستطيعون الانضمام إلى عائلاتهم” على مائدة الفصح. وتابع “غيابهم يقوي عزيمتنا ويذكرنا بمدى إلحاح مهمتنا. لن نستكين حتى تحرير كل واحد منهم”.