Home سياسة “كوب28” يتبنى “اتفاقا تاريخيا” بشأن الوقود الأحفوري

“كوب28” يتبنى “اتفاقا تاريخيا” بشأن الوقود الأحفوري

23
0

تبنت دول العالم اليوم الأربعاء بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى “التحول” باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري.

وعند افتتاح الجلسة العامة الختامية لـ”كوب28″، تبنى المندوبون القرار الذي أعدته الإمارات وقوبل ذلك بتصفيق حار من الحاضرين.

وقال رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) الإماراتي سلطان الجابر إنه قرار “تاريخي لتسريع العمل المناخي”.

وأضاف الجابر “لدينا صيغة بشأن الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي للمرة الأولى”، ما أثار موجة تصفيق جديدة.

وتابع “يجب أن نكون فخورين بهذا الإنجاز التاريخي والإمارات العربية المتحدة، بلدي، فخورة بالدور الذي أدته للتوصل” إلى الاتفاق.

وأكدت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه الأربعاء أن “اتفاق كوب28 الذي تمّ تبنيه للتو هو انتصار للتعددية والدبلوماسية المناخية”.

وأضافت روناشيه أن النص، الذي استغرق التفاوض بشأنه ليالي طويلة، “يدعو للمرة الأولى إلى التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، تماشيًا مع هدف (حصر الاحترار المناخي بـ) 1.5 درجة مئوية”، الذي نص عليه اتفاق باريس المبرم عام 2015. 

وتابعت الوزيرة “هذه المرة الأولى التي تتفق فيها كافة الدولة على هذه النقطة”.

ونشرت هيئة تابعة للأمم المتحدة معنية بالمناخ اليوم الأربعاء النص المقترح للاتفاق الذي تأمل الدول في التوصل إليه في قمة “كوب 28” بدبي، والذي تضمن إشارة إلى التحول عن الوقود الأحفوري بالكامل في العقد الحالي.

وكشفت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ اليوم الأربعاء عن مسودة جديدة لحلحلة الجمود في المفاوضات الجارية في دبي تدعو دول العالم إلى “التحول” نحو التخلي عن الوقود الأحفوري بهدف الوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2050 بما يتماشى مع توصيات العلم.

وتتطرق المسودة التي نشرت بعد مناقشات استمرت طوال الليل، ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة، إلى جميع أنواع الوقود الأحفوري المسؤولة إلى حد كبير عن تغير المناخ، في القرار الذي يتعين اعتماده بالتوافق.

ويدعو النص، الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى “التحول من استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050، تماشياً مع ما يوصي به العلم”.

مطلب عالمي

هذه الدعوة إلى تسريع العمل خلال العقد الحالي كانت مطلب الاتحاد الأوروبي وعديد من البلدان الأخرى، لكن المشروع لا يتحدث عن “الاستغناء” عن النفط والغاز والفحم، وهو ما طالبت به أكثر من 100 دولة.

ولكي يدخل التاريخ ينبغي أن توافق نحو 200 دولة على هذا النص التوفيقي، الذي جاء نتيجة مفاوضات شاقة وبخاصة بين الاتحاد الأوروبي والدول الجزرية الصغيرة والولايات المتحدة والصين والسعودية.

ولهذا الغرض، ستعقد جلسة عامة في التاسعة والنصف صباحاً (05:30 ت غ)، في اليوم التالي للموعد المقرر لاختتام مؤتمر الأطراف الـ28 (كوب 28)، برئاسة الإماراتي سلطان الجابر، رئيس شركة النفط الإماراتية “أدنوك”.

ومن ثم، يمكن لأية دولة أن تعترض على اعتماد أي قرار في مؤتمر الأطراف، وفقاً لأنظمة هيئة الأمم المتحدة للمناخ.

“بعض التقدم”

عمل سلطان الجابر على مدار الساعة لإنقاذ مؤتمر الأطراف الذي قال إنه يمثل “نقطة تحول”، وسيتمكن من الحفاظ على الهدف الأكثر طموحاً لاتفاقية باريس التي تم اعتمادها قبل ثماني سنوات، وهو الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية.

وأثارت المسودة الأولى المقترحة للاتفاق أول من أمس الإثنين احتجاجات لأنها لم تدع إلى “الاستغناء” عن مصادر الطاقة الملوثة التي يعد حرقها منذ القرن الـ19 مسؤولاً إلى حد كبير عن الارتفاع الحالي في درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.2 درجة مئوية.

ومساء أمس الثلاثاء قال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري وهو في طريقه إلى اجتماع آخر “إننا نحرز تقدماً”، وتحدث وزير المناخ الأسترالي كريس بوين عن إحراز “تقدم جيد”.

التزامات

وطالبت نحو 130 دولة بينها الاتحاد الأوروبي والدول الجزرية والولايات المتحدة والبرازيل بصياغة نص طموح يرسل إشارة واضحة للبدء في مسار التخلي عن الوقود الأحفوري.

وحتى تاريخه، لم يسجل سوى هدف “خفض” استخدام الفحم في مؤتمر الأطراف الـ26 في غلاسكو، ولم يتم التطرق مطلقاً إلى النفط أو الغاز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعترف مسودة الاتفاق الجديدة بدور “الطاقات الانتقالية”، في إشارة إلى الغاز، في ضمان “أمن الطاقة” في الدول النامية، حيث ما زال نحو 800 مليون شخص محرومين من الكهرباء.

وتتضمن الدعوة إلى مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة وتيرة تحسين كفاءة الطاقة مرتين بحلول عام 2030، وتسريع التكنولوجيات ذات انبعاثات “صفر كربون” أو “المنخفضة الكربون”، بما في ذلك الطاقة النووية والهيدروجين المنخفض الكربون وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، وهي ما زالت غير ناضجة، ولكن تحبذها البلدان الغنية بالنفط حتى تتمكن من الاستمرار في إنتاجه.

ورفضت السعودية والكويت والعراق أي اتفاق يمس بالنفط والغاز. وندد وزير النفط الكويتي سعد البراك خلال مؤتمر في الدوحة بـ”هجمة شرسة” يشنها الغرب.

وقالت بعض الدول المطالبة بالاستغناء عن النفط إنها مستعدة للتضحية بهذه العبارة في مقابل التزامات كبيرة تجاهها.

التوصيات

أقرت الوثيقة “بالحاجة إلى تخفيضات عميقة وسريعة ومستدامة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية” ودعت الدول إلى اتخاذ إجراءات تشمل ما يلي:

(أ) رفع قدرة الطاقة المتجددة عالمياً إلى ثلاثة أمثالها ومضاعفة المعدل السنوي العالمي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة بحلول 2030.

(ب) الإسراع بالتخفيض التدريجي للفحم الذي يتم إنتاجه واستخدامه دون الاستعانة بتقنيات تقلص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والحد من السماح بتوليد الطاقة الجديدة من هذا النوع من الفحم.

(ج) تسريع الجهود العالمية لإنشاء أنظمة طاقة خالية من الانبعاثات، واستخدام أنواع وقود خالية من الكربون ومنخفضة الكربون قبل منتصف القرن أو بحلول منتصفه تقريباً.

(د) التحول عن استخدام الوقود الأحفوري في نظم الطاقة ابتداءً من العقد الحالي بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة لتحقيق صافي انبعاثات صفر بحلول 2050 بما يتماشى مع العلم.

(هـ) تسريع وتيرة استخدام تقنيات وقف وخفض الانبعاثات، بما في ذلك تكنولوجيات الطاقة المتجددة والطاقة النووية وتكنولوجيات التخفيض والإزالة، مثل احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، لا سيما في القطاعات التي يصعب التخفيف فيها، وإنتاج الهيدروجين المنخفض الكربون، وذلك لتعزيز الجهود نحو استبدال الوقود الأحفوري الذي يتم إنتاجه واستخدامه دون الاستعانة بتقنيات تقلص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في أنظمة الطاقة.

(و) خفض الانبعاثات الأخرى غير ثاني أكسيد الكربون بصورة كبيرة، بما في ذلك على وجه الخصوص انبعاثات الميثان، على مستوى العالم بحلول 2030.

(ز) تسريع وتيرة خفض الانبعاثات الناجمة عن النقل البري من خلال مجموعة من المسارات، بما في ذلك تطوير البنية التحتية والنشر السريع للمركبات خالية الانبعاثات.

(ح) الإلغاء التدريجي للدعم غير الفعال للوقود الأحفوري الذي لا يعالج مشكلة الفقر في مجال الطاقة أو العدالة في التحول في أقرب وقت ممكن.