Home سياسة باكستان تعزو ترحيل الأفغان إلى فشل كابول في مكافحة الجماعات المسلحة

باكستان تعزو ترحيل الأفغان إلى فشل كابول في مكافحة الجماعات المسلحة

5
0

عزا رئيس الوزراء الباكستاني أنور الحق كاكار أمس الأربعاء، طرد مئات آلاف المهاجرين الأفغان نحو بلادهم إلى عجز سلطات كابول عن مكافحة المجموعات المسلحة التي تخطط لتنفيذ هجمات في بلاده انطلاقاً من أفغانستان.
وأكد كاكار في تصريحات للصحافيين أن أفغاناً ضالعون في هجمات انتحارية ومواجهات مع قوات الأمن الباكستانية، مضيفاً أن الأوضاع الأمنية في باكستان تدهورت كثيراً منذ عودة حركة “طالبان” للسلطة في كابول في أغسطس (آب) 2021.
وعبر أكثر من 250 ألف شخص الحدود من باكستان إلى أفغانستان منذ إعلان إسلام أباد مهلة انتهت في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، لمغادرة البلاد طوعاً أو التعرض للطرد، تشمل نحو 1.7 مليون أفغاني في وضع غير نظامي بحسب إسلام أباد. وتؤكد باكستان أن معظمهم غادروا بمحض إرادتهم، لكن كابول تعتبر أن جلهم أُكرهوا على الرحيل.
وقال كاكار “إن غالبية المهاجرين في وضع غير نظامي بباكستان متحدرون من أصول أفغانية”. وأضاف أن “جزءاً كبيراً من المتورطين في أنشطة إجرامية أو إرهابية هم من ضمن هؤلاء المهاجرين في وضع غير نظامي”.
واعتبر أن أعمال العنف ارتفعت بنسبة 60 في المئة في باكستان منذ عودة حركة “طالبان” إلى السلطة في البلد المجاور، موضحاً أن 2267 شخصاً في المجموع قُتلوا في باكستان في هجمات انتحارية أو معارك بين نشطاء وقوات الأمن منذ أغسطس (آب) 2021.
ونسب كاكار غالبية تلك الحوادث إلى حركة “طالبان” الباكستانية المعارضة، لكنه أكد أيضاً أن هذه المجموعة المتطرفة تحضر هجماتها انطلاقاً من الأراضي الأفغانية وأن مواطنين أفغاناً متورطون فيها.
وأشار إلى “تورط 15 من الرعايا الأفغان في هجمات انتحارية ومقتل 64 آخرين في مواجهات مع قوات الأمن”، خلال العامين الأخيرين.
وأعرب عن أسفه لعدم اتخاذ أي إجراءات ملموسة من جانب حكومة “طالبان” الأفغانية، على رغم الشكاوى المتكررة للسلطات الباكستانية بهذا الخصوص.
وأكد “في بعض الحالات هناك أدلة على دعمها (حكومة طالبان) لهؤلاء الإرهابيين”.

“طالبان” تتنصل

في المقابل، كررت “طالبان” الأربعاء أن أراضيها لا تُتخذ منطلقاً لتنظيم هجمات على بلدان أخرى من طرف مسلحين، معتبرة أن المشكلات الأمنية في باكستان مسألة داخلية تهم هذا البلد.
وقال الناطق الرسمي باسم حركة “طالبان” الأفغانية ذبيح الله مجاهد “في ما يخص تأكيدات رئيس الوزراء الباكستاني الموقت هذا اليوم، نود القول إن الإمارة الإسلامية (لأفغانستان) تريد السلام والاستقرار في أفغانستان بقدر ما تريده في باكستان”. وأضاف أن “الإمارة الإسلامية لأفغانستان ليست مسؤولة عن الحفاظ على السلام في باكستان. بل على الأخيرة أن تحل مشكلاتها الداخلية بنفسها وألا تلوم أفغانستان على إخفاقاتها”.
وتدفق ملايين الأفغان إلى باكستان في العقود الأخيرة هرباً من الحروب، بينهم نحو 600 ألف أفغاني دخلوا البلاد منذ عودة حركة “طالبان” إلى الحكم في أغسطس 2021.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العائدون من إيران

في موازاة ذلك، ارتفع عدد الأفغان العائدين إلى بلادهم من إيران بشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي، وفق ما أفاد مسؤول أفغاني، علماً أن هؤلاء أبلغوا عن ضغوط مورست عليهم للمغادرة.
وقال عبدالله قيومي رئيس شؤون اللاجئين في معبر “إسلام قلعة” بالقرب من مدينة هرات في غرب أفغانستان، إن ما لا يقل عن 14480 أفغانياً عبروا عائدين من إيران خلال أربعة أيام منذ عطلة نهاية الأسبوع. وأضاف قيومي “عندما اتخذت باكستان قراراً بترحيل مواطنينا من أراضيها، بدأت الأرقام بالارتفاع هنا”.
وكشف لوكالة الصحافة الفرنسية هذا الأسبوع أن “الأعداد تضاعفت الآن مقارنةً بالشهر الماضي”، مضيفاً أن الأعداد قفزت من نحو ألفي شخص يومياً إلى نحو 4500.
وأشار قيومي إلى أن “إيران لم تعلن ذلك (ترحيل الأفغان)، ولكن أرقامنا لا تنخفض، بل تتزايد يوماً بعد يوم”.

الاحتجاز والترحيل

وتحدث أفغان وفدوا إلى معبر إسلام قلعة عن تعرضهم للاحتجاز والترحيل في إيران، حتى لو كان بعضهم يحمل وثائق تسمح له بالإقامة.
وصرح عبدالرحيم أحمدي أنه يعيش في إيران منذ 11 سنة بوثائق قانونية، لكن تم إلقاء القبض عليه مع ابن أخيه ونُقلا إلى قاعدة عسكرية قبل ترحيلهما إلى أفغانستان عبر إسلام قلعة الاثنين. وأضاف الرجل البالغ 47 سنة “لم يحدث أي استجواب، نقلونا إلى القاعدة العسكرية، وهكذا تم ترحيلي”. وتابع “زوجتي وابني هناك في إيران حيث استأجر منزلاً. لا أعرف ماذا أفعل”.
وتستضيف إيران التي تتشارك حدوداً بطول 900 كيلومتر مع أفغانستان، إحدى أكبر مجموعات اللاجئين في العالم التي تتكون بمعظمها من الأفغان الذين وفدوا مدى الأعوام الأربعين الماضية فراراً من الحروب في بلادهم.
ويعيش حالياً قرابة 4.5 مليون أفغاني في إيران، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، على رغم أن طهران تقدّر أن هناك أكثر من خمسة ملايين.
وقالت المنظمة في تقرير صادر عام 2023 إن عدد الأفغان الذين يغادرون إيران يفوق عدد الوافدين، لافتةً إلى أن ذلك “يعود بشكل أساس إلى عمليات الإبعاد القسرية الممنهجة” من قبل الحكومة الإيرانية.
ونقلت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية للأنباء عن مسؤول في الشرطة هذا الشهر قوله إن أكثر من 15 ألف مواطن أفغاني “غير شرعي” عادوا خلال أربعة أيام فقط، وتم ترحيل نحو 328 ألفاً هذا العام.
وكان وفد أفغاني برئاسة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الملا عبدالغني بارادار أخوند قد زار طهران الأسبوع الماضي.
وقال بيان صادر عن السلطات الأفغانية إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان تعهد حل “القضايا المتعلقة باللاجئين” خلال المحادثات مع أخوند التي تناولت تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.