Home سياسة إنها الذكرى السنوية الأولى لسوناك في رئاسة الوزراء… لكن من يحتفل؟

إنها الذكرى السنوية الأولى لسوناك في رئاسة الوزراء… لكن من يحتفل؟

9
0

خلال غداء، تجرّأتُ على أن أطلب من وزير في الحكومة تسمية أكبر إنجاز للمحافظين منذ توليهم السلطة قبل 13 سنة. رد بتوقف طويل ذي دلالة. في نهاية المطاف، قال شيئاً عن إصلاح التعليم في إنجلترا. صحيح أن البلاد تسلقت القائمة الدولية في هذا الصدد، على رغم أن من الممكن القول إن التغييرات التعليمية لم تُتابَع إلى النهاية.

في شكل حاسم، أعلن عن الإصلاحات مايكل غوف عام 2010. ولا بد من أن الوالدين والمعلمين والتلاميذ اليوم أكثر قلقاً من الضرر الذي ألحقته الجائحة بفئة غير محظوظة من الأطفال والخرسانة المتداعية في مدارسنا. لم يكن الأمر كله نتيجة لسوء الحظ: حين كان ريشي سوناك وزيراً للمالية، قسّم إلى مراحل برنامجاً للتعويض عن نقص التعليم خلال الجائحة بلغت قيمته 15 مليار جنيه استرليني (18.8 مليار دولار) وأوصى به مستشار الحكومة، وسقطت مشاريع مخصصة لبناء مدارس ضحية لتقشف حزب المحافظين.

يلخص هذا مشكلة سوناك وهو يحتفل بالذكرى السنوية الأولى غير السعيدة كرئيس للوزراء اليوم: لا يمكنه الترشح بناء على سجل المحافظين وفشلت محاولته تصوير نفسه مرشح التغيير في إحداث الأثر الذي كانت دائرته الداخلية مقتنعة به. بالنسبة إلى العديد من الناخبين، يبدو الرجل التكنوقراطي جزءاً من “الوضع السياسي الراهن منذ 30 سنة” الذي هاجمه في مؤتمر حزب المحافظين الشهر الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقييماته الشخصية آخذة في الانخفاض. كان من المفترض به أن يرفع مستوى حزبه بعد تطهيره، لكن حزبه يخفض مستواه. قبل سنة، تقدم سوناك على كير ستارمر كأفضل رئيس للوزراء بنسبة 38 في المئة إلى 35 في المئة، لكنه يتخلف عنه الآن بنسبة 32 في المئة إلى 41 في المئة، وفق مؤسسة “سافانتا”. لقد انخفض صافي تفضيل سوناك بمقدار 17 نقطة (من -3 إلى -20) في الأشهر الـ12 الماضية، بينما ارتفع صافي تفضيل ستارمر بواقع أربع نقاط (من -2 إلى +2).

من المحتمل أن يحصل سوناك على القليل من الفضل في تحقيق تعهده بخفض معدل التضخم إلى النصف هذا العام. قد يجري الوفاء بوعوده بالنمو الاقتصادي وخفض الديون على الورق، لكن أزمة تكاليف المعيشة ستحجب ذلك. أما أولوياته الأخرى – في شأن تقليص قوائم الانتظار لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومنع وصول مهاجرين غير شرعيين بقوارب – فلا تزال بعيدة المنال.

لم تقدم التعهدات دفعة، لذلك هو الآن يناشد الأصوات الأساسية لحزبه وأنصار حزب المحافظين السابقين المحبطين. وأدى ذلك إلى نفور تجمع “أمة واحدة” في حزب المحافظين، المحق في الاعتقاد بأن من الخطأ تسليم الأرضية الوسطى إلى حزب العمال. لكن اتجاه سوناك نحو اليمين لم يرضِ اليمينيين لأن التخفيضات الضريبية التي يطالبون بها في شكل غير واقعي هي خارج جدول الأعمال في الوقت الحالي. والآن يدعو البعض إلى إقالة جيريمي هانت، وزير المالية، لكن الخطوة لن تحقق الكثير في وقت يملي فيه سوناك استراتيجيته. وقد يضطر أولئك الذين يطالبون بدحرجة رؤوس إلى الاكتفاء برأس غريغ هاندز، رئيس المجلس الإداري لحزب المحافظين.

في حين أن التعديلات الوزارية تثير مراقبي البرلمان مثلي، نادراً ما تحدث أثراً كبيراً في العالم الحقيقي. وعلى نحو مماثل، من غير المرجح أن يحدث بيان الخريف الشهر المقبل وخطاب الملك [الذي تعده الحكومة] تغييراً.

يطلب مقر حزب المحافظين من المرشحين البرلمانيين “توجيه الأنظار محلياً” للعثور على ثغرات في موقف حزب العمال على مستوى الدوائر الانتخابية. لقد دقق حزب المحافظين كثيراً جداً في فوزه المفاجئ في الانتخابات الفرعية في أوكسبريدج وساوث روسليب، الذي نجم عن التوسيع غير الشعبي لمنطقة الانبعاثات المنخفضة جداً في لندن. هذا الأمل الجامح ليس استراتيجية وطنية؛ يخاطر المحافظون بتجاهل الدروس المستفادة من هزيمتيهم الساحقتين في سيلبي أند أينستي وميد بدفوردشاير وتاموورث.

تبدو الروح المعنوية بين نواب حزب المحافظين في أسوأ مرحلة عرفتُها منذ أن أصبح سوناك رئيساً للوزراء. يتساءل البعض عن تغيير زعيمهم مرة أخرى قبل انتخابات العام المقبل إذا لم يتمكن من تقليص تقدم حزب العمال إلى 10 نقاط بحلول الربيع. قال لي أحدهم: “أي شيء يمكن أن يحدث في حالة من حالات الذعر”. لكن اسألوا نواب حزب المحافظين عمن سيكون مايكل هوارد خاصتهم – الزعيم الموقت الذي عُيِّن للحد من الخسائر في انتخابات عام 2005 عند طرد إيان دنكن سميث – وما من إجابة وشيكة.

لن يحدث ذلك، لأسباب ليس أقلها أن الناخبين قد يعتقدون بأن المحافظين قد فقدوا صوابهم مرة أخرى، لكن مجرد الحديث عن ذلك ينذر بالسوء لسوناك. إن الخوف الذي يطارد القيادة العليا لحزب المحافظين هو: ماذا لو لم تتحرك نتائج استطلاعات؟ إذا لم يحصل ذلك، سيكون انقسام حزب المحافظين واضحاً تماماً في الفترة التي تسبق الانتخابات.

ربما ليس بوسع أي شخص أن يفوز بولاية خامسة غير مسبوقة لحزب المحافظين، ولا سيما بالنظر إلى الميراث الفاسد الذي ورثه سوناك من بوريس جونسون وليز تراس. ومع ذلك، يعتقد سوناك حقاً أنه لا يزال بإمكانه قلب الأمور رأساً على عقب.

كان أداؤه أفضل على جبهة السياسة الخارجية، بعدما أعاد بناء الجسور المقطوعة مع الاتحاد الأوروبي. وهو يستحق الاستحسان الذي فاز به لاستجابته لأزمة الشرق الأوسط، حتى من منتقدين محافظين. على عكس تراس وجونسون، هو مرتاح وفاعل وموثوق به على المسرح العالمي. لا تستمتع المملكة المتحدة بنفوذ الولايات المتحدة، لكن سوناك أظهر منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) المروع على إسرائيل أن بلاده يمكن أن تؤدي دوراً من خلال العمل عن كثب مع الحلفاء.

المشكلة، كما أخبرني أحد الوزراء السابقين، هي أن “هذا [النجاح في السياسة الخارجية] لن يحدث أدنى فارق محلياً”. ربما تبقت لسوناك سنة قبل الانتخابات، لكنها ستمر بسرعة؛ إن وقته ينفد.