Home سياسة موسم الأعياد اليهودية الأطول انطوى.. ماذا ينتظر الأقصى بعده؟ | القدس

موسم الأعياد اليهودية الأطول انطوى.. ماذا ينتظر الأقصى بعده؟ | القدس

18
0

القدس المحتلة- مرّ عيد العُرش (المظلة) اليهودي ثقيلاً هذا العام على المسجد الأقصى ومحيطه، فعلى مدار 5 أيام من الاقتحامات وثّقت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تدنيس 5729 متطرفا ومتطرفة ساحات المسجد، باقتحامهم وصلواتهم ونجاحهم في إدخال القرابين النباتية الخاصة بعيدهم 3 مرات وأداء الطقوس التوراتية بها في شرقي المسجد.

لم تُسجّل هذه الانتهاكات فقط خلال العيد الممتد على مدار 8 أيام، بل تزامن تنفيذها مع إحكام شرطة الاحتلال قبضتها على أبواب أولى القبلتين وتحقيقها التقسيم الزماني بشكل كامل، فأصرت على منع دخول المصلين ممن هم دون 70 عاما إلى الأقصى قبيل موعد صلاة الفجر وحتى انقضاء صلاة الظهر.

ومن نجح من المصلين في الدخول مُنع من الوجود في محيط المصلى القبلي طيلة فترة الاقتحامات الصباحية والمسائية لتأمين اقتحام “هادئ” للمتطرفين.

ويعتبر العُرش (المظلة) عيدا دينيا يهوديا يرتبط بذكرى سكن اليهود في الخيم وتحت المظلات، خلال التيه في صحراء سيناء.

وتُقدم خلاله القرابين النباتية وهي “الأترج، والصفصاف، وسعف النخيل، والآس”، ويحملها اليهود معهم في أثناء توجههم للصلاة، ويسعى المتطرفون لإدخالها إلى المسجد الأقصى، ونجحوا في ذلك للعام الثالث على التوالي.

من اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى خلال موسم الأعياد الحالي (الأوقاف الإسلامية)

اعتداءات بالأقصى ومحيطه

ولم تكن حال المبعدين عن المسجد الأقصى بأفضل حال، إذ لوحقوا في أزقة البلدة القديمة، واعتدت قوات الاحتلال عليهم عند باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى، واعتقلت بعضهم ثم أُفرج عنهم بشرط الإبعاد عن البلدة القديمة أو الأروقة المؤدية إلى المسجد، لتأمين مسيرات وصلوات المستوطنين بالقرابين النباتية، التي سُيرت بشكل يومي عند أبواب المسجد من الخارج، وتركزت عند باب القطانين والأسباط والحديد والسلسلة.

وضمن الانتهاكات التي سُجلت كسابقة خطيرة خلال هذا العيد توقف أحد المستوطنين قبالة المصلى القبلي لأداء صلوات توراتية، وآخر لشرب الماء من السبيل الواقع غربي هذا المصلى بحماية من شرطي احتلالي.

ووفقا لإحصاءات جماعات الهيكل المتطرفة، تضاعفت أعداد المقتحمين في عدوان “العُرش” 6 مرات خلال السنوات التسع الأخيرة، من 965 متطرفا عام 2015 إلى 5781 عام 2023، وبمتوسط زيادة 67% سنويا.

ووفقا لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فإن 7296 متطرفا ومتطرفة اقتحموا المسجد الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية الأطول، ونفذت الاقتحامات في عيد رأس السنة العبرية، وعشية ويوم الغفران، بالإضافة إلى 5 أيام من الاقتحامات في عيد العرش الذي يتكون من 7 أيام، ثامنها يوم “ختمة التوراة”.

أخطر المكاسب

وفي تقدير الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى رضوان عمرو، فإن من أخطر المكاسب التي حققتها جماعات الهيكل في موسم الأعياد الأخير هو حصولها على ساحات الأقصى فارغة من المسلمين، فتمكنت من حشد آلاف المقتحمين في ظروف “هادئة”.

وهذا المكسب، وفق عمرو، لم يكن ليتحقق لولا تمكُن الجماعات المتطرفة من تطويع المستوى الرسمي على صعيد الوزارات كوزارة الأمن القومي التي يرأسها إيتمار بن غفير، وأجهزة الأمن كالمخابرات والشرطة، والأجهزة القضائية والقانونية المنخرطة في مشروع تهويد المسجد الأقصى.

ويرى عمرو أن النفخ في البوق مرتين وتقديم القرابين النباتية 3 مرات هي الانتهاكات الأخطر التي وثقت، “وما خفي أعظم في ظل تنفيذ هذه الانتهاكات بعيدا عن أعين الجميع”.

ولم يغفل عن التطرق إلى خطورة اقتحام المسجد بشكل شبه يومي بملابس “كهنة المعبد” البيضاء، وأداء صلوات “بركات الكهنة” وطقوس توراتية أخرى وشروحات وجولات للمقتحمين تحمل أبعادا تاريخية وقومية ودينية، تؤكد ضرورة إزالة المسجد بكامل مساحته واستبداله بـ”الهيكل الثالث”.

أما ما تطمح الجماعات المتطرفة لتحقيقه الأشهر القادمة، فهو -وفقا للباحث عمرو- الارتقاء درجة أخرى في تهويد المسجد عن طريق ذبح البقرات الحمراء التي أحضرها الاحتلال من أميركا ويحتفظ بها في منشأة خاصة.

وتتمنى الجماعات أن تتمكن من ذبح هذه البقرات مع بلوغها سن الثانية واستخدام رمادها بعد حرقها في عملية “تطهير الشعب”، ومن ثم السماح لكافة اليهود باقتحام المسجد الأقصى باعتباره “المعبد”، وفق معتقداتهم.

الخطورة القادمة

ووفقا لهذا الواقع، ينظر رضوان عمرو بعين الخطورة لموسم الأعياد اليهودية المقبل والمتمثل في عيد “الفصح” في ربيع عام 2024، لأنه من المفترض أن تُذبح البقرات مطلع العام ذاته، وبهذا يتطهر “كهنة المعبد وشعب إسرائيل، وتزول معارضة الحاخامية الكبرى للاقتحامات التي تشترط طهارة الشعب قبل السماح له بدخول هذا المقدس”.

ولا يمكن فصل التقدم في أجندة جماعات الهيكل المتطرفة عن حملة الاستهداف والتضييق المستمرة ضد النشطاء والمرابطين في القدس، ممن يحركون بالعادة ساحة الرباط وقضية المسجد ويتهمون بسبب ذلك بالتحريض.

“عملت سلطات الاحتلال على إسكات صوت النشطاء عبر الاستفراد بهم والضغط عليهم بالاعتقال والإبعاد والمنع من استخدام شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وبالتزامن مع ذلك حُولت القدس إلى ثكنة عسكرية بتعزيز وجود الشرطة والجيش لإتمام مهمة السيطرة على البلدة القديمة وأبوابها وعزل المسجد الأقصى” أضاف عمرو.