Home سياسة أذربيجان تعتقل زعيما أرمينيا والنازحون يتجاوزون 50 ألفا

أذربيجان تعتقل زعيما أرمينيا والنازحون يتجاوزون 50 ألفا

7
0

اعتقلت أذربيجان رئيسا سابقا لحكومة أرمنية انفصالية في ناغورنو قره باغ أثناء محاولته الفرار إلى أرمينيا في موجة نزوح جماعي لعشرات الآلاف مما تسبب في أزمة إنسانية.

وترأس روبن فاردانيان، وهو مصرفي ومليادير مشهور بأعماله الخيرية، حكومة قره باغ الانفصالية في الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 إلى فبراير (شباط) 2023.

وقالت زوجته فيرونيكا زونابند على قناته على تطبيق تيليغرام إن سلطات أذربيجان اعتقلت فاردانيان خلال محاولته الفرار ضمن رحيل جماعي للأرمن بعد أن استعادت أذربيجان السيطرة على قره باغ في هجوم خاطف الأسبوع الماضي.

وقالت مصلحة الحدود الأذرية إنها نقلت فاردانيان إلى العاصمة باكو وسلمته لوكالات حكومية أخرى.

وقره باغ معترف بها دولياً على أنها جزء من أذربيجان لكن معظم سكانها من الأرمن الذين انفصلوا في التسعينيات خلال الحرب الأولى من حربين اندلعتا هناك منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

50 ألف نازح

وتقول أذربيجان، الدولة ذات الأغلبية المسلمة، إنها تريد إعادة دمج الأرمن سلمياً وستضمن حقوقهم المدنية التي تتضمن ممارسة شعائرهم الدينية المسيحية. وإنه لا أحد يجبرهم على المغادرة.

لكن نظرا للتاريخ الدموي بين الجانبين، يفر الأرمن من شدة الخوف ويهجرون منازلهم ويستقلون سيارات وشاحنات ازدحم بها طريق جبلي متعرج يقود إلى أرمينيا.

وقالت سلطات قره باغ إن أكثر من 50 ألف شخص غادروا حتى الآن، من بين ما يقدر بنحو 120 ألف أرمني.

مراقبون دوليون

وترفض أذربيجان اتهامات أرمينيا بضلوعها في تطهير عرقي، لكن صور عشرات الآلاف من الأشخاص اليائسين الفارين أثارت قلقا دوليا واسع النطاق.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيرسل مساعدات إنسانية أخرى “تضامنا مع الذين لا خيار لهم إلا الفرار”، في تحول كبير عن بيان سابق أشار إلى أشخاص “قرروا الفرار”.

وقال موريس تيدبال بينز، المقرر الخاص للأمم المتحدة، إنه يتعين على أذربيجان أن “تحقق على الفور وباستقلال في انتهاكات مزعومة أو مشتبه فيها للحق في الحياة التي تم رصدها في سياق هجومها العسكري الأخير في قره باغ”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانضمت ألمانيا إلى الدعوة الأميركية التي تطالب أذربيجان بالسماح لمراقبين دوليين بدخول قره باغ.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على موقع إكس، “المطلوب الآن هو الشفافية، وعيون وآذان المجتمع الدولي على الفور”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن ستعمل مع الحلفاء والشركاء خلال الأيام المقبلة “لتحديد ما ستبدو عليه هذه المهمة بالضبط”.

الطريق الجبلي

لم تتضح أسباب احتجاز فاردانيان لكن أذربيجان أشارت إلى أنها ستسعى إلى محاكمة بعض الانفصاليين.

وقال الرئيس إلهام علييف الأسبوع الماضي “اتهمنا عناصر من النظام الإجرامي وسنقدمهم إلى العدالة”، دون أن يذكر أي شخص أو يحدد أي جريمة. ووصف قيادة قره باغ بأنها “مجلس عسكري إجرامي. ووكر للسموم”.

خلال الفترة القصيرة التي قضاها في منصبه، وصفت أذربيجان فاردانيان بأنه عقبة أمام السلام. كما أنه اختلف مع رئيس وزراء أرمينيا بشأن دور قوات حفظ السلام الروسية.

وقالت زوجته زونابند إنها طلبت من الناس “الدعاء والدعم من أجل إطلاق سراح زوجي سالما”.

وقال ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، للصحافيين إن واشنطن على علم باعتقال فاردانيان وإنها “تراقب الوضع عن كثب”.

وقتل عشرات الآلاف في القتال على قره باغ منذ عام 1991 مع سقوط الاتحاد السوفياتي الذي كانت أرمينيا وأذربيجان جزءا منه.

فقدان عشرات الأرمن

وقالت سلطات قره باغ إنها فقدت 200 شخص في هجوم أذربيجان الأسبوع الماضي. وقالت باكو، الأربعاء، إن 192 من جنودها قتلوا ونشرت أسماءهم وصورهم. وكان بينهم أكثر من 50 شابا في سن المراهقة.

واكتظ الطريق الجبلي الحاد المتعرج من قره باغ باتجاه أرمينيا بالناس. وينام الكثيرون في السيارات أو يبحثون عن الحطب للتدفئة على جانب الطريق. واستغرقت الرحلة التي طولها 77 كيلومترا فقط إلى الحدود 30 ساعة على الأقل.

وقالت فيرا بيتروسيان وهي معلمة متقاعدة تبلغ من العمر 70 عاماً لرويترز، أمس من أول الثلاثاء، “تركت كل شيء ورائي. لا أعرف ما الذي ينتظرني. ليس لدي أي شيء. لا أريد أي شيء”.

مستودع وقود

وذكرت السلطات المحلية أن انفجارا كبيرا وقع في مستودع للوقود بمنطقة أسكيران في قره باغ يوم الاثنين. ولم يتضح سبب وقوعه. وقالت سلطات الأرمن إن 68 قتلوا و105 فقدوا وأصيب ما يقرب من 300.

وقالت روسيا إن قوة حفظ السلام التابعة لها في المنطقة أجلت أكثر من 120 شخصا بطائرات هليكوبتر.

وتشعر أرمينيا بالغضب لأن قوات حفظ السلام الروسية الموجودة منذ حرب استمرت 44 يوما في 2020، لم تحرك ساكنا لمنع أذربيجان من شن هجومها، مما أجبر قيادة قره باغ بسرعة على الموافقة على حل نفسها ونزع سلاحها.

ومع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا سلطت الأزمة الضوء على تراجع قدرتها على لعب دور الضامن الأمني ​​في منطقة القوقاز التي تتنافس معها على النفوذ فيها تركيا وإيران والولايات المتحدة.

وقال ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، للصحافيين إن روسيا يسرت في بعض الأحيان المفاوضات، وهو ما رحبت به واشنطن، “لكن من المؤكد أن دورها في الأسبوع الماضي لم يكن مثمراً في هذا الوضع”.