Home سياسة سجن معارض مصري 6 أشهر

سجن معارض مصري 6 أشهر

9
0

أصدرت المحكمة الاقتصادية المصرية حكماً بالسجن ستة أشهر مع النفاذ في حق الناشر هشام قاسم، الأمين العام للتيار الحر المعارض، وهو ما يمنعه فعلياً من المشاركة في الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية المقررة في الربيع.

وحكم على هشام قاسم، “بالسجن ثلاثة أشهر وبغرامة قدرها 20 ألف جنيه مصري (نحو 647.25 دولار أميركي) بتهمة “سب وقذف” وزير سابق و”بالسجن ثلاثة أشهر أخرى بتهمة إهانة” موظف عام، وفق ما كتبت على منصة “إكس” جميلة اسماعيل، إحدى كوادر التيار الحر. وقال محاميه ناصر أمين على فيسبوك إنه تم استئناف الأحكام وحددت جلسة النظر فيها خلال 7 أكتوبر (تشرين الأول).

حبس هشام قاسم (64 عاماً) في 20 سبتمبر (أيلول) ونفذ على الإثر إضراباً عن الطعام احتجاجاً على احتجازه، استمر حتى 12 سبتمبر.

ويوجد آلاف السجناء السياسيين في مصر التي تحتل المرتبة 134 من 140 على لائحة وضعها مركز ورلد جاستيس بروجكت (مشروع العدالة الدولية) لتصنيف الدول حسب احترامها لقواعد دولة القانون، الأمر الذي تنفيه السلطات المصرية.

الانتخابات الرئاسية

وبحسب مراقبين، مع اقتراب انتخابات الرئاسة التي يعتزم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترشيح نفسه لها رغم عدم إعلانه عن ذلك رسمياً بعد، بدا أن القاهرة تريد تحسين صورتها. ويتولى السيسي السلطة منذ قرابة 10 سنوات بعد أن عزل الجيش الرئيس الراحل محمد مرسي.

فقد أطلق النظام “حواراً وطنياً” يفترض أنه يسمح للمعارضة بإسماع صوتها رغم ضعفها الشديد بعد 10 سنوات من الملاحقات. كما أحيا لجنة العفو الرئاسي. وخرجت خلال الأشهر الماضية عدة وجوه معارضة من السجون بموجب قرارات عفو رئاسية صدرت بناء على توصية من هذه اللجنة.

غير أن المنظمات الحكومية تؤكد أن في مقابل ألف شخص نجحت لجنة العفو في إطلاق سراحهم، “تم اعتقال ثلاثة أضعاف هذا الرقم” خلال الفترة نفسها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول جميلة إسماعيل إن “هشام قاسم يزعج النظام منذ فترة طويلة لأنه كان ينتقد خصوصاً دور الجيش في الاقتصاد” الذي يواجه أزمة كبيرة منذ شهور.

وقال التيار الحر، إنه يحتفظ لنفسه بحق “التصعيد” ويتحدث كوادره عن إمكانية تجميد أنشطتهم ومقاطعة الحوار الوطني وانتخابات الرئاسة.

وجوه رئاسية

غير أن المتحدث الرسمي باسم التيار الحر عماد جاد أعلن أخيراً أنه شخصيا يؤيد ترشيح الفريق محمود حجازي رئيس أركان الجيش السابق وصهر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عزله الأخير من منصبه قبل سنوات.

وأكد أحمد الطنطاوي “تصميمه” على مواصلة حملته رغم تضاعف “معدل وخطورة الأعمال غير القانونية وغير الاخلاقية التي تقوم بها أجهزة الأمن ضد حملته”.

وقالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، يوم الجمعة الماضي، إن ” 35 على الأقل من أعضاء حملة الطنطاوي تم القبض عليهم خلال 3 أسابيع في 13 محافظة”.

وتعد المبادرة المنظمة الحقوقية الأكبر في مصر، وانسحبت الأربعاء الماضي من الحوار الوطني احتجاجاً على “القبض على أحد المشاركين في الحوار” وهو محمد زهران، مؤسس النقابة الوطنية المستقلة للمعلمين المصريين.

وأطلق سراح زهران مساء السبت، حسبما أعلنت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

جرس إنذار

أما الحركة المدنية الديمقراطية، وهو تحالف يضم التيار الحر وأحزاباً وحركات معارضة أخرى من اليسار، فتحذر منذ عدة أيام من “انفجار” في الدولة العربية الأكبر ديموغرافيا التي يختنق اقتصادها بفعل التضخم والانخفاض الحاد لسعر العملة المحلية وتعد الآن ثاني بلد في العالم مرشح لعدم القدرة على سداد ديونه.

وقالت الحركة المدنية إن مصر “لن تتحمل ولاية ثالثة” للسيسي. واعتبرت أن تأخير التغيير سيؤدي الى “الانفجار”.

زيادة استثنائية للأجور

وأمس السبت، أعلن السيسي خلال زيارته منطقة ريفية جنوب القاهرة، زيادات استثنائية في الأجور للموظفين وذوي الرواتب الدنيا، إضافة إلى إعفاءات ضريبية جديدة فيما ارتفع التضخم خلال أغسطس (آب) إلى 40 فيالمئة مسجلاً رقماً قياسياً تاريخياً.

وأقرت واشنطن أخيراً الجزء الأكبر من مساعدتها العسكرية السنوية لمصر، وهو ما انتقدته منظمة هيومن رايتس ووتش معتبرة أن الولايات المتحدة “خلقت تناقضاً مصطنعاً بين الأمن الوطني وحقوق الإنسان”.

وتم إقرار 1.215 مليار دولار من هذه المساعدة واحتجاز 85 مليوناً شرط الإفراج عن سجناء سياسيين.

وهو ثالث عام على التوالي تتنازل فيه إدارة الرئيس جو بايدن عن بعض القيود التي فرضها الكونغرس على المساعدة العسكرية السنوية المخصصة لمصر.