Home سياسة إسرائيل لن تحصل على دعمنا إذا دخلت المراكز السكانية في رفح

إسرائيل لن تحصل على دعمنا إذا دخلت المراكز السكانية في رفح

116
0

لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة، الرئيس الأميركي يربط علنا بين شحنات الأسلحة الأميركية إلى تل أبيب وبين سلوك إسرائيل في حربها على قطاع غزة، ويلوح بتعليق شحنات الأسلحة الهجومية إذا ما أقدم الاحتلال على اجتياح واسع لرفح.

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الليلة، إنه سيوقف شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، إذا أمر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، باجتياح واسع لمدينة رفح، واعترف أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية لقتل المدنيين.،

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات الرئيس الأميركي غير المسبوقة، والتي تأتي لأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك عقب تعليق شحنة أسلحة إلى إسرائيل.

وقال الرئيس الأميركي، في تصريحات لشبكة “سي إن إن”، “لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل وغيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية”، في إشارة إلى قنابل تزن طنا ضمن شحنة الأسلحة التي أوقفها، الأسبوع الماضي.

وقال بايدن “لقد أوضحت أنهم إذا ذهبوا إلى رفح – فهم لم يذهبوا إلى رفح بعد – إذا ذهبوا إلى رفح، فلن أقوم بتزويدهم بالأسلحة التي تم استخدامها تاريخيًا للتعامل مع رفح، للتعامل مع المدن، التي تتعامل مع هذه المشكلة”.

ويعتبر إعلان الرئيس الأميركي عن استعداده لربط الدعم العسكري لإسرائيل بتصرفات إسرائيل، بمثابة نقطة تحول في السياسات الأميركية تجاه الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة.

كما اعتبرت “سي إن إن” أن اعتراف بايدن بأن القنابل الأميركية قد استخدمت لقتل المدنيين في غزة، هو بمثابة اعتراف صارخ بدور الولايات المتحدة في الحرب، في ظل “الضغوط التي يتعرض لها للحد من شحنات الأسلحة وسط الأزمة الإنسانية في غزة”.

وقال بايدن إنه “بينما ستواصل الولايات المتحدة تقديم أسلحة دفاعية لإسرائيل، بما في ذلك منظومة ‘القبة الحديدية‘ فإن الشحنات الأخرى ستتوقف في حالة بدء اجتياح بري واسع لرفح”.

وأضاف: “سنواصل التأكد من أمن إسرائيل في ما يتعلق بالقبة الحديدية وقدرتها على الرد على الهجمات التي صدرت من الشرق الأوسط مؤخرًا. لن نقوم بذلك – لن نقوم بتزويد الأسلحة وقذائف المدفعية”.

“لا يتجاوزا الخط الأحمر بعد”

واعتبر بايدن أن تصرفات إسرائيل في رفح لم تتجاوز بعد الخط الأحمر الأميركي المتمثل في دخول المناطق المكتظة بالسكان، حتى لو تسببت أفعالها في تصعيد التوترات في الشرق الأوسط.

وقال: “لم يذهبوا إلى المراكز السكانية. ما فعلوه كان على الحدود مباشرة. وهو يسبب مشاكل في الوقت الحالي، في ما يتعلق بمصر، التي عملت بجد للتأكد” من أن واشنطن مطلعة على التطورات وتعتزم “المساعدة”.

وأضاف أنه أبلغ نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين أن الدعم الأميركي للعمليات في المراكز السكانية محدود. وقال: “لقد أوضحت لبيبي (نتنياهو) وكابينيت الحرب أنهم لن يحصلوا على دعمنا، إذا هاجموا هذه المراكز السكانية”.

الخارجية الأميركية: نراجع شحنات أسلحة أخرى إلى إسرائيل

وفي وقت سابق الأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن واشنطن تراجع شحنات أسلحة أخرى إلى إسرائيل بعد تعليقها شحنة مساعدات، وذلك مع استمرار قلق واشنطن إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح.

وذكر ميلر، في مؤتمره الصحافي اليومي، أنه يتوقع أيضا إرسال وزارة الخارجية خلال الأيام المقبلة تقريرها إلى الكونغرس عما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت أسلحة مقدمة من واشنطن بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.

وفي وقت سابق، الأربعاء، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن قرار بايدن تعليق شحنة ذخائر شديدة الانفجار إلى إسرائيل، اتُخذ في سياق خطط إسرائيل شن هجوم في رفح تعارضه واشنطن من دون ضمانات جديدة لحماية المدنيين.

وأوستن هو أول مسؤول كبير في إدارة بايدن يوضح علنا ما يبدو أنه تحول محتمل في سياسة الولايات المتحدة تجاه تسليح إسرائيل. وكان بايدن قد تعهد بدعمه الكامل لإسرائيل في أعقاب هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأرسل أسلحة قيمتها مليارات الدولارات لتل أبيب منذ ذلك الحين.

وشدد أوستن على أن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل لا يزال “صارما” وأن قرار تعليق شحنة الذخائر ليس نهائيا. ومع ذلك، قال إن الولايات المتحدة تفضل “عدم حدوث قتال كبير في رفح، وأن أي عملية إسرائيلية يجب، على الأقل، أن تحمي أرواح المدنيين”.

وأضاف أوستن، خلال جلسة في مجلس الشيوخ، “كنا في غاية الوضوح… منذ البداية، يجب ألا تشن إسرائيل هجوما كبيرا في رفح من دون وضع المدنيين في محيط تلك المعركة وحمايتهم بعين الاعتبار. ومن جديد، وبعد تقييمنا للوضع، علقنا شحنة واحدة من الذخائر شديدة الانفجار”.

وأردف قائلا: طلم نتخذ قرارا نهائيا بشأن كيفية المضي قدما فيما يخص تلك الشحنة”؛ وبحسب موقع “واللا” الإسرائيلي، فإن الشحنة كانت تشمل 1800 قنبلة تزن طنًا و1700 قنبلة أخرى تزن 250 كيلوغرامًا، بالإضافة إلى منظومة تزيد دقة الصواريخ.