أكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أن ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا “لا يقبل التنازل والمساومة” ويجب معالجته بجرأة لاستعادة الثقة بين البلدين، بحسب رسالة نشرتها الرئاسة اليوم الثلاثاء لمناسبة اليوم الوطني للذاكرة.
وقال تبون في ذكرى “مجازر 8 مايو (أيار) 1945” إن “ملف الذاكرة لا يتآكل بالتقادم أو يتناسى بفعل مرور السنوات، ولا يقبل التنازل والمساومة، وسيبقى في صميم انشغالاتنا حتى تتحقق معالجته معالجة موضوعية، جريئة ومنصفة للحقيقة التاريخية”.
ويتزامن هذا التاريخ بالنسبة إلى الجزائريين مع أحداث دامية بدأت بتظاهرة في شرق البلاد، بخاصة في مدينة سطيف للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية ثم تحولت إلى المطالبة بـ”جزائر حرة ومستقلة” قمعتها القوات الاستعمارية، مما أسفر عن آلاف القتلى.
وأضاف الرئيس الجزائري الذي من المنتظر أن يزور باريس بين نهاية سبتمبر (أيلول) وبداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين، “إنني في وقت أؤكد الاستعداد للتوجه نحو المستقبل في أجواء الثقة، أعتبر أن الصدقية والجدية مطلب أساسي لاستكمال الإجراءات والمساعي المتعلقة بهذا الملف الدقيق والحساس”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ 2022 تعمل لجنة مشتركة من 10 مؤرخين، خمسة من كل جانب، على “النظر معاً في تلك الفترة التاريخية” من بداية الاستعمار عام 1830 حتى نهاية حرب الاستقلال في 1962.
وعقدت اللجنة اجتماعات عدة في العاصمتين، آخرها في باريس خلال فبراير (شباط) الماضي، ومن نتائجها الاتفاق على استرجاع كل الممتلكات التي ترمز إلى سيادة الدولة الخاصة بالأمير عبدالقادر ابن محيي الدين (1808-1883)، وهو في نظر الجزائريين مؤسس الدولة الحديثة وبطل المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي.
وأوصت اللجنة كذلك بوضع لافتات “في الأماكن المخلدة للذاكرة” في فرنسا، حيث دفن جزائريون تم سجنهم في بداية الحملة الاستعمارية.
وسبق لفرنسا أن سلمت الجزائر في 2020 رفات 24 مقاوماً قتلوا في بداية الاستعمار الفرنسي للبلاد الذي استمر 132 عاماً بين 1830 و1962، لكن الجزائر ظلت تطالب باسترجاع “الجماجم الموجودة في المتاحف” لإعادة دفنها.
وفي نهاية مارس (آذار) الماضي، صادقت الجمعية الوطنية الفرنسية على قرار يدين “مذبحة الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) 1961 في باريس التي ارتكبتها الشرطة بحق متظاهرين جزائريين، وهو ما رأى فيه تبون ’خطوة إيجابية‘”.
وقبل الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري إلى فرنسا التي تم تأجيلها مرات عدة، ستُجرى انتخابات رئاسية “مسبقة” في السابع من سبتمبر 2024، أي قبل ثلاثة أشهر من موعدها، لكن تبون لم يعلن بعد ترشحه لولاية ثانية.
