Home سياسة غموض حول مصير الهدنة… توغل إسرائيلي في رفح وصواريخ من غزة على...

غموض حول مصير الهدنة… توغل إسرائيلي في رفح وصواريخ من غزة على سديروت

110
0

بعد أن أبلغت حركة “حماس” أمس الإثنين الوسيطين القطري والمصري موافقتها على مقترحهما للهدنة في الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر مع إسرائيل، قالت تل أبيب إنها ماضية في عمليتها البرية المقررة على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة والتي تتعرض لقصف عنيف منذ ساعات.

وشنت إسرائيل غارات جوية على رفح الإثنين وطلبت من الفلسطينيين إخلاء أجزاء من المدينة حيث يتكدس أكثر من مليون شخص شردتهم الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.

معبر رفح

ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصادر مطلعة أن قوات الجيش الإسرائيلي على وشك السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين مصر وقطاع غزة خلال الساعات المقبلة.
 
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرات إسرائيلية تقوم بتنفيذ أحزمة نارية عنيفة في محيط معبر رفح البري. 

 

وأشارت وسائل إعلام إلى أن الدبابات الإسرائيلية بدأت التوغل في مناطق شرقي رفح. كما أكدت وجود إطلاق نار كثيف واشتباكات عنيفة شرق المدينة.

إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل

من جانبها، أعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، إطلاق صواريخ من قطاع غزة على بلدات في جنوب إسرائيل.

وقالت في بيان إن القصف جاء رداً على “جرائم” إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وأشارت إلى أنها قصفت سديروت ونير عام ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية.

وقُتل خمسة أشخاص على الأقل في قصف إسرائيلي لمنزل في رفح، وفق ما أفاد مستشفى محلي فجر اليوم الثلاثاء.

 

وأعلن مستشفى الكويت التخصصي في رفح وصول 5 قتلى وعدد من الجرحى جراء استهداف إسرائيل منزلاً لعائلة أبو عمرة في حي البراهمة في تل السلطان برفح. وتتعرض رفح حالياً وفق شهود ومصادر أمنية فلسطينية لضربات إسرائيلية مكثفة.

ونفذت إسرائيل ضربات جوية مكثفة على رفح مساء الإثنين بعدما شددت على دعوتها للسكان إخلاء شرق المدينة الواقعة في جنوب غزة، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

الضربات لا تمثل “عملية عسكرية كبرى”

وقال مسؤول أميركي الإثنين إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أحدث الضربات الإسرائيلية على مدينة رفح لكنها تعتقد أنها لا تمثل عملية عسكرية كبيرة. 

وأضاف أن المسؤولين الأميركيين يركزون على منع حدوث عملية عسكرية كبيرة في المناطق المكتظة بالسكان في رفح مشيراً إلى أن الإسرائيليين لا ينفذون ذلك على ما يبدو. 

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش من عملية إسرائيلية كبيرة في رفح قائلاً إن اجتياح إسرائيل لمدينة رفح سيكون أمراً لا يُحتمل.

وفد قطري إلى القاهرة

في الأثناء، أعلنت الدوحة أن وفداً قطرياً سيتوجه صباح اليوم الثلاثاء إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة “حماس” بوساطة قطرية – مصرية – أميركية مشتركة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان إن “الوفد القطري سيتوجه صباح الثلاثاء إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين”، معرباً عن الأمل في “التوصل إلى اتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى كافة مناطق القطاع”.

وقالت الحكومة الإسرائيلية الإثنين إنها سترسل وفداً للقاء الوسطاء ومناقشة مقترح الهدنة في غزة الذي وافقت عليه “حماس” واعتبرت الدولة العبرية أنه “لا يلبي” مطالبها.

وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقب اجتماع لحكومة الحرب أنه “على الرغم من أن مقترح “حماس” لا يلبي مطالب إسرائيل الأساسية، سترسل إسرائيل وفداً للقاء الوسطاء”.

وأضاف البيان “قررت حكومة الحرب بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على “حماس” من أجل المضي قدماً في الإفراج عن رهائننا وتحقيق بقية أهداف الحرب”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقف إطلاق النار

من جانبه، أخبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماع خاص الإثنين بأن الهجوم الإسرائيلي على رفح “يهدد بالتسبب بمجزرة جديدة” وحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عاجلة.

وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله حذر من أن “تبعات أي اجتياح إسرائيلي لرفح قد تؤدي إلى توسيع دائرة الصراع بالإقليم”.

 

وقال البيان الأردني إن الملك عبد الله حذر خلال لقائه مع بايدن “من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح، التي نزح إليها نحو 1.4 مليون شخص جراء الحرب على غزة، يهدد بالتسبب بمجزرة جديدة”.

كما أكد على “أهمية دعم كل الجهود المستهدفة وقف فوري لإطلاق النار في غزة”. وشدد الجانبان على “التزامهما بالعمل للتوصل لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة، مشددين على أهمية تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع واستدامتها في ظل الحاجة الملحة لها”.

ولا تزال إدارة بايدن والمسؤولون الإسرائيليون على خلاف بشأن التوغل العسكري الذي تخطط إسرائيل لتنفيذه في رفح. وعقد آخر اجتماع بين بايدن والملك عبد الله في البيت الأبيض في فبراير (شباط) الماضي.

وناقش الحليفان قائمة من التحديات الشاقة منها الاجتياح البري الإسرائيلي الذي يلوح في الأفق في جنوب غزة ومعاناة المدنيين الفلسطينيين.

وينتقد الأردن ودول عربية أخرى بشدة تصرفات إسرائيل ويطالبون بوقف إطلاق النار منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) مع بدء ارتفاع عدد القتلى والمصابين المدنيين بشكل كبير.

 

منع الهجوم على رفح

وقال البيت الأبيض إنه يدرس رد حركة “حماس” على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مضيفاً أنه يواصل الضغط على إسرائيل لمنع شن هجوم عسكري واسع النطاق على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.

وقال جون كيربي المتحدث بالبيت الأبيض للصحافيين إن مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز موجود في المنطقة لإجراء مباحثات بخصوص رد “حماس”. وأحجم كيربي عن تقديم أي تفاصيل حول ما تم الاتفاق عليه، قائلاً إنه لا يريد تعريض أي اتفاق للخطر.

وأضاف كيربي “نريد إخراج هؤلاء الرهائن، نريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، نريد زيادة المساعدات الإنسانية”، مشيراً إلى أن التوصل إلى اتفاق سيكون “النتيجة الأفضل على الإطلاق”.

وقال كيربي إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمدة 30 دقيقة تقريباً في اتصال هاتفي بحثا خلاله الوضع في رفح والاتفاق المقترح بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار، قبل تلقي رد “حماس”.

ووصف كيربي المباحثات بأنها كانت بناءة. وأضاف كيربي “المكالمة لم تكن للضغط ولا للي ذراعه للموافقة على مجموعة معينة من الشروط”. وقال إن بيرنز يناقش مع إسرائيل رد “حماس”. وأضاف “نحن في مرحلة حرجة الآن”.

وذكر كيربي أن بايدن أكد لنتنياهو مجدداً موقفه الواضح بأن الولايات المتحدة “لا تدعم عمليات برية في رفح”، مضيفاً أنه لا ينبغي لإسرائيل المضي قدماً في خطة اجتياح المدينة ما لم تكشف عن سبل لحماية مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين هناك.

وقال مسؤول أميركي إن إسرائيل لا تتفاوض بنية صادقة. وأضاف لـ “رويترز”: “لم يتعامل نتنياهو وحكومة الحرب مع أحدث مرحلة من المفاوضات بنية صادقة على ما يبدو”.

وجاءت مكالمة بايدن مع نتنياهو بعد ساعات من مطالبة إسرائيل الفلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح.