طمأن الفنان السعودي محمد عبده، في رسالة صويتة، أحباءه وجمهوره بأن صحته جيدة وتتحسن وأن العلاج الذي يتناوله بعد إصابته بمرض السرطان نتائجه فعالة.
أعلن فنان العرب إصابته بمرض السرطان في رسالة صوتية سابقة كان يشد فيها من أزر رفيق مسيرته الراحل الأمير بدر بن عبدالمحسن الذي قضى نحبه أمس السبت، بعدما عانى من الداء الخبيث. وفي وقت لاحق اليوم الأحد، ذكر عبده أنه لم يستطِع الوصول إلى السعودية للمشاركة في تشييع جنازة الراحل لمثوله للتعافي في باريس.
وحصد المقطع الصوتي تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في الوطن العربي لحظة انتشاره وحمل مواساة من الفنان الذي لقبه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في ثمانينيات القرن الماضي بـ”فنان العرب” لصديقه الراحل جاء فيه، “يا بدر، يا رفيق الدرب ورفيق العمر الوفي. شكلنا خريطة السعودية بحدودها وبكلمتها ونمطها وغنائها، وخرجنا بكلمة واحدة مفهومة ومرغوبة في كل مكان. هذا شي كبير والأثر الذي صار فينا منها قليل”.
وفي كلماته المؤثرة، قال عبده “أخضع للكيماوي كما تخضع أنت، الله معانا. واختتم “الله يرعاك ويرعاني ويرعى كل إنسان خدم بلده مثلنا”، ليردّ الشاعر الأمير الذي يلقب بـ”مهندس الكلمة” وعلت على نبرته طاقة من التفاؤل، “أنت أقوى من كل شي، وبإذن الله على طريق الشفاء نرجع. وستتجاوز لأنك محمد، وتأكد أننا سنجتمع ونكتب الشعر ونغني”.
وولد “مهندس الكلمة” و”فنان العرب” في السنة ذاتها، عام 1949، وجمعهما الفن بمسيرة تزيد على خمسة عقود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعبده الذي ولد في محافظة الدرب جنوب بلاده عانى حياة اليتم والفقر حين كان صغيراً، إذ توفي والده وهو في السادسة من عمره، وكان يتلقى معونات مع أسرته من الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود.
صوت من ذهب
لكن مطلع الستينيات حمل مفارقات للمطرب السعودي مع القدر، إذ بدأ رحلته الفنية عام 1961 في سن مبكرة حين كان طالباً في المعهد الصناعي بجدة، وبعد تخرجه في 1963 كان ضمن أفراد بعثة سعودية متجهة إلى إيطاليا لصناعة السفن، قبل أن تتحول أشرعة أقداره نحو بيروت التي كانت انطلاقة لحنجرته الذهبية، وكان ذلك عن طريق عباس فائق غزاوي الذي كان من ضمن مكتشفي صوته.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 عقدت شركة “روتانا” للصوتيات والمرئيات اتفاقاً مع شركة “مجموعة صوت الجزيرة” لشراء المصنفات والمحتوى الغنائي لـ”فنان العرب”، وذكر الرئيس التنفيذي لـ”روتانا” سالم الهندي أن المحتوى الفني الثري الذي امتد لـ60 عاماً انتقل لتتم إدارته من قبل شركة “روتانا”.
وفي تعليق لرئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، قال إن “كتالوغ الأغاني المؤرشفة الذي تسلمته روتانا يتضمن 122 ألبوماً، ففي كل صفحة من هذا الكتالوغ عشرات الأغاني”، وأشار إلى أن هناك أغاني قد يعاد تسجيلها.
وشكل خبر إصابة محمد عبده بالسرطان صدمة لدى عشاق الصوت الذي شارك كثيراً في الغناء على المسارح العربية الكبرى بدول الخليج العربي والشام وشمال أفريقيا وأقام كثيراً من الحفلات في مسارح العالم، أبرزها كرنفال جنيف ولندن وواشنطن ولوس أنجليس.
