Home سياسة منخفض الخليج وفيضانات وأعصاير غير مسبوقة.. أجراس الإنذار المناخي تتوالى (خاص)

منخفض الخليج وفيضانات وأعصاير غير مسبوقة.. أجراس الإنذار المناخي تتوالى (خاص)

111
0


قبل نحو عامين، شهدت باكستان فيضانات مدمرة، وصفت بأنها الأقوى في تاريخها، وعالميا تم تصنيفها على أنها أبرز جرس إنذار مناخي يتم قرعه، للفت الانتباه لخطورة تغيرات المناخ.

لم ينتظر العالم طويلا بعد هذا الإنذار المناخي القادم من باكستان، بل توالت الإنذارات، وكان أشدها وأقواها في شهر أبريل/ نيسان الماضي، وأوائل شهر مايو/ أيار الجاري.

وشهدت دول الخليج في شهر أبريل/ نيسان منخفض “المطير”، والذي شكل حدثا استثنائيا في تاريخ المنطقة، إذ لم ير شبيها له منذ نحو نصف قرن، وتسبب في خسائر وأضرارا بشرية ومادية كبيرة خلال اليومين الماضيين.

وواجهت الصين في نفس الشهر فيضانات شديدة ضربت الجنوب، وشردت عشرات الآلاف من الأشخاص بسبب المياه الجارفة التي غمرت المنازل والطرقات.

ولم يكن الوضع بأفضل حالا في أمريكا، والتي شهدت هي الأخرى، فيضانات غير مسبوقة، دعت الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى إعلان ولاية واشنطن منطقة منكوبة، وأمر بمساعدات فدرالية لمواجهة آثار الفيضانات والعواصف الشتوية الشديدة بالمناطق المتضررة.

وتستعد كينيا وتنزانيا لاقتراب إعصار من سواحلهما على المحيط الهندي، فيما تضرب فيضانات مدمرة البلدين الواقعين في شرق افريقيا منذ شهر مارس/ آذار الماضي.

لا مجال للإنكار

وبالرغم من الآثار المدمرة لهذه الأحداث المناخية، إلا أن خبراء حاولوا التقاط ملمحا إيجابيا، وهي أنها أطفأت بشكل كبير زخما كان يتمتع به فئة من الناس تسمى بـ”منكري التغيرات المناخية”.

ويقول حمدي أبو الحسن، أستاذ العلوم البيئية بجامعة أسيوط (جنوب مصر) لـ”العين الإخبارية”: “على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الجلسات العائلية، بات الجميع يقارن بين الأحداث المناخية في الماضي القريب، وما يحدث مؤخرا، ليخلصوا إلى نتيجة أن هناك شيئا غير طبيعي، اسمه التغيرات المناخية، وبات الناس أكثر استيعابا لحقيقة أن هذه التغيرات شارك الإنسان بأفعاله في تطرفها”.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ظهر مجال جديد لأبحاث علوم المناخ، يستكشف تأثير البصمة البشرية على الطقس المتطرف، مثل الفيضانات، وموجات الحر، والجفاف، والعواصف.

واكتسب هذا المجال، المعروف باسم “إسناد الأحداث المتطرفة”، زخما في عالم العلوم، لكن عندما كان يتم التطرق له في وسائل الإعلام، لم يكن هناك استيعاب لكيفية تسبب النشاط البشري في المناخ المتطرف، ولكن مع تلك الأحداث أيقن كثيرون أن هناك شيئا غير طبيعي تسبب فيما نشهده من أحداث، كما يقول أبو الحسن.

وكان العلماء في مجال “إسناد الأحداث المتطرفة”، قد نشروا أكثر من 400 دراسة تمت مراجعتها من قبل الأقران تبحث في الظواهر الجوية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، بدءا من حرائق الغابات في الولايات المتحدة وموجات الحر في الهند وباكستان إلى الأعاصير والفيضانات في آسيا وهطول الأمطار القياسي في المملكة المتحدة، والنتيجة التي خلصوا إليها هي وجود أدلة متزايدة على أن النشاط البشري يزيد من خطر بعض أنواع الطقس المتطرف، وخاصة المرتبط بالحرارة.

ولتتبع كيفية تراكم الأدلة حول هذا الموضوع سريع التطور، قامت شركة ” كربون سمري” بتحليل لدراسات إسناد الطقس المتطرف المنشورة حتى الآن، وخلصت إلى الآتي:

– من بين 152 حدثا شديد الحرارة تم تقييمها من قبل العلماء، وجد 93% منها أن تغير المناخ جعل الحدث أو الاتجاه أكثر احتمالا أو أكثر خطورة.

– بالنسبة لـ 126 حادثة هطول أمطار أو فيضانات تمت دراستها، وجد 56٪ أن النشاط البشري جعل الحدث أكثر احتمالا أو أكثر خطورة، وبالنسبة لأحداث الجفاف الـ 81 التي تمت دراستها، كانت النسبة 68%.

أمطار قبل الإعصار المرتقب في كينيا

مسؤولية الانبعاثات

والمقصود بشكل كبير بـ”النشاط البشري” المسؤول عن تغير المناخ هو “الانبعاثات” التي تسببها الدول الصناعية الكبرى، وفي مقدمتها أمريكا والصين، المسؤولتان عن أكبر نسبة من الانبعاثات.

ويقول باترشيا نابوكولو، عضو في تحالف الشباب من أجل تمويل الخسائر والأضرار المناخية لـ”العين الإخبارية”: “الملفت في الأحداث المناخية الأخيرة، أن المسؤولين في الصين بدأوا يتحدثوا بشكل صريح عن تسبب الاحتباس الحراري فيما آلت إليه الأحداث المناخية الأخيرة، ولكن ما ننتظره هو تحول هذا الإدراك إلى واقع عملي يتمثل في قيام الصين بدورها في تخفيض الانبعاثات، وتحمل المسؤولة”.

وقال مدير التنبؤات الجوية في المركز الوطني للأرصاد الجوية بالصين، ما شيويكان، في نهاية أبريل/نيسان، إن الاحتباس الحراري كان أحد أسباب الفيضانات، وقال “درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير معتاد أدت إلى ارتفاع مستويات الرطوبة في الهواء، ما أدى إلى توليد ظروف مناخية غير مستقرة أدت إلى أحداث مناخية مفاجئة ومدمرة للغاية مثل العواصف الرعدية والبرد والرياح القوية والأمطار الغزيرة”.

مناخ وليس طقس

وقبل هذا الاعتراف، كان المسؤولون يجادلون بأن ما يحدث من أحداث متطرفة، هو تغيرات في الطقس وليس المناخ.

ويحتاج التغير في المناخ إلى بيانات أكثر من موسم، ولا يعد حدوث واقعة طارئة تغيرا في المناخ، وهو ما كان يدعوهم للقول إن ما يحدث هو تغيرات طارئة في الطقس.

ويقول نابوكولو: “بعد تواتر تلك الأحداث، لم يعد هناك مجالا للشك بأن العالم بات يعاني من تغيرات المناخ”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDoxOjExMjk6MDozM2VmOmVkOGU6MiA=

جزيرة ام اند امز

US