Home سياسة مباحثات القاهرة حول الهدنة في غزة: “النتائج اليوم ستكون مختلفة”

مباحثات القاهرة حول الهدنة في غزة: “النتائج اليوم ستكون مختلفة”

112
0

تشير التقديرات إلى إمكانية “إحراز تقدم” في المباحثات التي تستضيفها العاصمة المصرية، اليوم السبت، حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع وصول مفاوضي حركة حماس إلى القاهرة، فيما تواصل إسرائيل تهديدها بشن هجوم على مدينة رفح رغم التحذيرات الإقليمية والدولية.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

وأكد مسؤول في حماس أن مفاوضي الحركة سيعقدون محادثات مكثفة في القاهرة في محاولة للتوصل إلى هدنة محتملة تتضمن تبادل أسرى مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ويشارك مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، أيضا في المحادثات غير المباشرة في القاهرة. وأكدت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من المخابرات المصرية، وصول وفد حماس.

ونقلت القناة عن مصدر مصري رفيع المستوى تأكيده حصول “تقدم ملحوظ” في المفاوضات، مشيرة إلى أن الوفد المصري المفاوض “وصل إلى صيغة توافقية حول الكثير من نفاط الخلاف” بين الطرفين.

وأفاد مسؤول في حماس تحدث لوكالة “فرانس برس”، السبت، أن “الجولة الأولى من المفاوضات ستبدأ اليوم بحضور كل الوفود القطري والمصري وحتى الأميركي موجود بالمكان”.

وأضاف “إذا تطورت الأمور سيتم إحضار الوفد الإسرائيلي في قاعة منفصلة… لمحاولة إنجاز الاتفاق”. وأكد أن حماس “تنظر بعقل منفتح للتغيرات في موقف الاحتلال والموقف الأميركي لكن هناك أمور يجب أن يتم إحكامها”.

وقال مصدر أمني مصري تحدث لوكالة “رويترز” أن “النتائج اليوم ستكون مختلفة عن كل مرة، وتوصلنا إلى توافق في كثير من النقاط ويتبقى نقاط قليلة”. وأبدى مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة “تفاؤلا حذرا”.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لـ”رويترز” إن “الأمور تبدو أفضل هذه المرة ولكن ما إذا كان هناك اتفاق قريب يعتمد على ما إذا قدمت إسرائيل ما هو مطلوب لتحقيق ذلك”.

ووصل وفد حماس قادما من مقر الحركة في قطر التي تسعى بالتعاون مع مصر للتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار.

وتتواصل جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، سعيا من الأخيرة للتوصل إلى هدنة والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع لقاء إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وتعثرت المحادثات في الأسابيع الماضية، وسط إصرار إسرائيل على أنها ستستأنف حربها المستمر منذ سبعة أشهر تقريبا، بعد أي هدنة، فيما تطالب حماس بإنهاء الحرب المدمرة على قطاع غزة.

وفي إشارة إلى انفراجة محتملة، قالت حماس، يوم الجمعة، إنها ستأتي إلى القاهرة “بروح إيجابية” بعد دراسة المقترح الأحدث للتوصل إلى اتفاق، والذي لم يتم الإعلان عن الكثير منه.

وقالت إسرائيل في السابق إنها منفتحة على الشروط الجديدة.

وقالت مصادر مصرية إن بيرنز وصل إلى القاهرة يوم الجمعة. وشارك في جولات سابقة من محادثات الهدنة وأشارت واشنطن إلى أنه من المحتمل أن يتم إحراز تقدم هذه المرة.

ورفضت المخابرات الأميركية التعليق بشأن برنامج زيارة بيرنز.

واستأنفت مصر محاولة إحياء المفاوضات في أواخر الشهر الماضي، إذ شعرت بالقلق من احتمال شن إسرائيل هجوما على رفح في جنوب غزة، حيث يوجد أكثر من مليون نازح فلسطيني بالقرب من الحدود مع مصر.

ويشمل المقترح المطروح حاليا هدنة لمدة 40 يوما وتبادل عشرات الأسرى.

“إسرائيل تمهل المفاوضات أسبوعا إضافيا وإلا فإنها ستجتاح رفح”

وترفض إسرائيل، خصوصا رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وشركاؤه في معسكر اليمين، الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

وبعدما توعدت القيادة الإسرائيلية بـ”القضاء” على حماس، تلوّح منذ أسابيع بشن هجوم بري على مدينة رفح معظم النازحين الذين هربوا من القصف والمعارك.

ومن شأن أي عملية إسرائيلية كبيرة في رفح أن توجه ضربة قوية للعمليات الإنسانية الهشة في غزة وتعرض حياة المدنيين للخطر.

وبلغت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أكثر من 34,600 شهيدا و77 ألف مصاب.

ويدعي نتنياهو أن هذا الهجوم ضروري “للقضاء” على آخر كتائب حماس، وهدّد بالمضي فيه “مع اتفاق أو من دونه”، في إشارة لمباحثات الهدنة.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، أن تصريحات نتنياهو هدفها “إفشال أي إمكان لعقد اتفاق”.

وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مصادر مصرية، أن إسرائيل تمهل المفاوضات أسبوعا إضافيا، وإلا فإنها ستباشر الهجوم على رفح.

وأبدت واشنطن مرارا معارضتها لمثل هذا الهجوم ما لم يقترن بخطط موثوق بها لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وقال بلينكن، مساء الجمعة، إن إسرائيل لم تقدم “خطة ذات مصداقية لتأمين حماية حقيقية للمدنيين” في رفح، محذرا بأنه “في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول”.

كذلك حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، بأن “عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح قد تؤدي إلى حمام دم”، في وقت تعد المنظمة تحسبا لذلك خطة طوارئ “لمواجهة تزايد في أعداد الجرحى والقتلى”.

وفي جنيف، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن، إن “خطة الطوارئ هذه هي مجرد ضمادة”، مشددا على أن “النظام الصحي المتعثر لن يكون قادرا على تحمل حجم الدمار المحتمل الذي قد يسببه التوغل”.

وتشكل رفح نقطة العبور البرية الرئيسة للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة صارمة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقا نظرا إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع المحاصر البالغ عددهم حوالي 2,4 مليون نسمة.