Home سياسة بايدن محط الانتقادات ونتنياهو: سنقف بمفردنا إذا اضطررنا

بايدن محط الانتقادات ونتنياهو: سنقف بمفردنا إذا اضطررنا

117
0

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أن اليهود “سيقفون بمفردهم” إذا اضطروا لذلك في ظل تصاعد الانتقادات الدولية للدولة العبرية بسبب الحرب في قطاع غزة.

يأتي ذلك بينما وقع الرئيس الأميركي جو بايدن تحت طائلة انتقادات من اليمين ومن الطلاب المؤيدين للفلسطينيين، بعد أن صرح الخميس بضرورة أن يسود “النظام” في الأحرام الجامعية، وذلك بعد أن لزم الصمت فترة طويلة حيال التعبئة الطالبية في جامعات أميركية على خلفية الحرب في غزة.

ومن ناحية أخرى، قال مصدر من المقاومة الإسلامية في العراق،  وهي مجموعة من فصائل مسلحة متحالفة مع إيران، إن مسلحين شنوا عدة هجمات على إسرائيل باستخدام صواريخ “كروز” الخميس.

وأوضح المصدر لـ”رويترز” أن الهجوم نُفذ بعدة صواريخ كروز من نوع الأرقب واستهدف تل أبيب للمرة الأولى.

وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن عشرات الهجمات الصاروخية والهجمات بطائرات مسيرة على القوات الأميركية في العراق وسوريا وعلى أهداف في إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

تزايد الانتقادات

وقال نتنياهو خلال لقاء مع ناجين من المحرقة النازية “إذا كان علينا أن نقف وحدنا فسنقف وحدنا”. أضاف “إذا أمكن تجنيد غير اليهود فهذا أمر جيد، لكن إذا لم نحم أنفسنا، فلن يحمينا أحد”.

وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت تتزايد الانتقادات لإسرائيل من قبل المجتمع الدولي في ظل الحرب المتواصلة منذ نحو سبعة أشهر، والتي تسببت بأزمة إنسانية حادة ودمار واسع النطاق في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وكرر رئيس الوزراء إصراره على شن هجوم بري على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع على رغم المطالبات الدولية بالتخلي عن هذه الخطط في ظل تكدس مئات آلاف المدنيين في المدينة.

وكرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إسرائيل هذا الأسبوع، موقف بلاده الرافض لعملية برية في رفح ما لم يتم وضع خطط موثوقة لحماية المدنيين.

وتأتي تصريحات نتنياهو الخميس في وقت تشهد الجامعات الأميركية منذ أسابيع تحركات احتجاجية داعمة للفلسطينيين ومطالبة بإنهاء الحرب في غزة.

وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قد انتقد الخميس جامعات أميركية بسبب الاضطرابات التي تشهدها احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معتبراً أن هذه المؤسسات الأكاديمية “ملوثة بالكراهية ومعاداة السامية”.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليين.

ورداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على حماس وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 34596 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة وزارة الصحة التابعة لحماس.

بايدن تحت الضغط

وقال بايدن الخميس “نحن لسنا أمة استبدادية حيث نسكت الناس أو نقوم بسحق المعارضة”، مضيفاً “لكننا لسنا دولة خارجة عن القانون، نحن مجتمع مدني، ويجب على النظام أن يسود”.

وأكد الرئيس الديمقراطي البالغ 81 سنة من البيت الأبيض، أنه لا يمكن السماح للاحتجاجات بأن تعوق انتظام الصفوف ومواعيد التخرج لآلاف الطلاب في أحرام جامعية في مختلف أنحاء البلاد.

 

وأضاف “يجب ألا يكون ثمة أي مكان في أي حرم جامعي، لا مكان في الولايات المتحدة، لمعاداة السامية، أو التهديدات بالعنف حيال الطلاب اليهود”، متابعاً “لا مكان لخطاب الكراهية أو العنف من أي نوع، أكان معاداة للسامية أم رهاب الإسلام أو التمييز ضد الأميركيين العرب أو الأميركيين الفلسطينيين”. واعتبر ذلك “خاطئا”.

وكان هذا الخطاب الذي أعلن عنه قبل وقت وجيز فقط من موعده، أول تعليق لبايدن على الاحتجاجات في الجامعات منذ 22 أبريل (نيسان)، حين قال رداً على سؤال “أدين مظاهر معاداة السامية، وأدين أيضاً أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث للفلسطينيين”.

واستمر الخطاب أربع دقائق، ولم يذكر فيه الرئيس الداعم لإسرائيل، كلمة “غزة” على الإطلاق، وذكر الفلسطينيين مرة واحدة فقط بحديثه عن أولئك الذين يحملون جواز السفر الأميركي منهم، وضرورة ألا يتعرضوا لـ”التمييز”، حالهم كحال الأميركيين العرب.

ترمب يهاجم

وأتى خطاب بايدن بعد ساعات من انتقادات وجهها له دونالد ترمب، سلفه في البيت الأبيض ومنافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال ترمب لدى وصوله إلى محكمة في نيويورك الخميس “إنهم يساريون متطرفون مجانين ويجب أن نوقفهم الآن لأن الأمر سيستمر ويزداد سوءاً”.

هل وجد بايدن نفسه مضطراً للخروج عن صمته في شأن الاحتجاجات التي قد تقوض حملته الانتخابية، رداً على ترمب؟

بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، فالرئيس الأميركي “لا يحتاج إلى أن يتبع أياً كان”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانتقد خصوم جمهوريون لبايدن الخطاب. وكتب النائب الجمهوري ريتشارد هدسون على منصة إكس “جو بايدن يخشى اليسار الراديكالي إلى درجة يعجز معها حتى عن أن يدين بلا لبس الاضطهاد المعادي للسامية في الأحرام الجامعية”.

بدورهم، انتقد المؤيدون للاحتجاجات دعوة بايدن إلى إحلال “النظام”. وكتبت الأستاذة في جامعة كولومبيا والكاتبة في صحيفة “واشنطن بوست” كارن عطايا “لدى بايدن الجرأة ليقول إن الاحتجاج يجب ألا يسبب الفوضى، بينما يعتزم التحدث خلال حفل تخرج مورهاوس، جامعة مارتن لوثر كينغ” في 19 مايو (أيار).

وأشارت إلى أن المناضل من أجل حقوق السود في الولايات المتحدة “تحدث عن هؤلاء المعتدلين البيض الذين يكرسون أنفسهم للنظام أكثر من العدالة”.

موقف حساس

وكان أليكس كينا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كومنولث يونيفرسيتي، قد أكد قبل خطاب الرئيس الأميركي، أن “الاحتجاجات وضعت بايدن في موقف حساس لأنه اعتمد كثيراً للفوز في عام 2020 على الشباب، وعلى المسلمين والأميركيين من أصل عربي”.

لكن جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأميركي، وهي منظمة تمثل الأميركيين من أصول عربية، يقدر أن البيت الأبيض “مقتنع بأنه سيصمد أمام هذه العاصفة وسينتصر على رغم كل شيء على دونالد ترمب في نوفمبر”، وحذر من أن ذلك “سوء تقدير خطر”.

ومنذ بداية الحرب في غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته “حماس “على جنوب إسرائيل، كان بايدن هدفاً لانتقادات شديدة بسبب دعمه غير المشروط للدولة العبرية.

يحظى بأفضلية

وأظهر استطلاع للرأي نشرته جامعة هارفرد في منتصف أبريل الماضي، أنه يحظى بأفضلية بين الأميركيين تحت سن الثلاثين: 45 في المئة من نوايا التصويت مقابل 37 في المئة لدونالد ترمب، بفارق ثماني نقاط مئوية.

لكن هذه النسبة أدنى بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات. ففي ربيع عام 2020: كان الديمقراطي يتقدم بـ23 نقطة على خصمه الجمهوري.

من الممكن أن يستعيد الرئيس الأميركي رضا بعض الناخبين الشباب بحلول نوفمبر، إذا تم التوصل إلى اتفاق بين “حماس” والسلطات الإسرائيلية في شأن وقف إطلاق النار وتبادل رهائن محتجزين في غزة بأسرى فلسطينيين.

يرى كينا أن ذلك “سيكون أمراً جللاً” و”يسهم ربما في وضع حد لبعض الاحتجاجات واستعادة الاستقرار” في الجامعات.

 

وتضغط الإدارة الأميركية من أجل التوصل إلى اتفاق. وحض وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في إسرائيل الأربعاء “حماس” على الموافقة على مقترح الهدنة الأخير المطروح عليها.

وإذا فشل الاتفاق، واستمرت الاحتجاجات في الجامعات، فسوف يعقد الديمقراطيون مؤتمرهم في ظل توتر شديد للغاية هذا الصيف.

ومن المنتظر أن يرشح الحزب جو بايدن رسمياً في أغسطس (آب) في شيكاغو.

وفي عام 1968، انعقد في المدينة مؤتمر ديمقراطي سادته الفوضى على خلفية التظاهرات ضد حرب فيتنام، بعد فترة وجيزة من تخلي الرئيس المنتهية ولايته ليندون جونسون عن الترشح.

حينذاك، نأى طالب القانون جو بايدن بنفسه عن الاحتجاجات، وفي كتاب نشره عام 2007، يستذكر رؤيته طلابا يحتلون مبنى في جامعته في سيراكيوز (شمال شرقي البلاد) وتعليقه “انظر إلى هؤلاء الحمقى”، مضيفاً “إلى تلك الدرجة كنت بعيداً من الحراك المناهض للحرب”.

إغلاق جامعة فرنسية

أعلنت جامعة سيانس بو الفرنسية العريقة الخميس أنها ستغلق ليوم الجمعة فرعها الرئيس في باريس بعد أن احتل طلاب محتجون مؤيدون للفلسطينيين مبانٍ جديدة في حرم الجامعة.

وفي رسالة تلقاها موظفوها مساء الخميس، قال قسم الموارد البشرية في “معهد العلوم السياسية في باريس” (سيانس بو) إن المباني الواقعة في وسط العاصمة الفرنسية “ستظل مغلقة غداً الجمعة 3 مايو. نطلب منكم مواصلة العمل من المنزل”.

وفي سيناريو مشابه للاحتجاجات التي هزت عدد من كبريات الجامعات في الولايات المتحدة، نظم طلاب في جامعة سيانس بو مؤيدون للفلسطينيين تحركات عديدة احتجاجاً على استمرار الحرب بين إسرائيل و”حماس” في غزة والأزمة الإنسانية التي نتجت عنها في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وفرنسا التي تقيم فيها أكبر جالية مسلمة في أوروبا هي أيضاً موطن لأكبر عدد من اليهود في العالم بعد إسرائيل والولايات المتحدة.

وتدعو “لجنة فلسطين” في “سيانس بو” إدارة الجامعة إلى “إدانة واضحة لممارسات إسرائيل” و”إنهاء أي تعاون” مع أي من “المؤسسات والكيانات” التي تتهمها بالضلوع “في القمع المنظم للشعب الفلسطيني”.

ومطلع الأسبوع نددت بهذه التحركات الاحتجاجية رئيسة السلطة المحلية للعاصمة الفرنسية فاليري بيكريس التي تنتمي إلى اليمين المتطرف، مستنكرة ما اعتبرته “أقلية متطرفة تدعو إلى الكراهية المعادية للسامية”.