Home سياسة مؤرخة أميركية: تظاهرات الجامعات غير مسبوقة منذ حرب فيتنام

مؤرخة أميركية: تظاهرات الجامعات غير مسبوقة منذ حرب فيتنام

119
0

منذ أكثر من أسبوعين تشهد الجامعات الأميركية تعبئة مؤيدة للفلسطيين ومناهضة للحرب في غزة، تعتبر المؤرخة في جامعة هارفرد غولي روبن التي عملت على النشاط الطلابي، أنها تتضمن أوجه شبه مع تحركات احتجاجية سابقة في البلاد.

وفي رأيها أن “الانقسامات العميقة المشحونة بالمشاعر” في شأن غزة فضلاً عن استعانة بعض الجامعات بالشرطة للتدخل في حرمها، تذكر ببعض جوانب التظاهرات الطالبية احتجاجاً على حرب فيتنام في الستينيات والسبعينيات.

كذلك يدعو الطلاب اليوم إلى أن تقطع جامعاتهم كل الجسور مع شركات أو متبرعين على ارتباط بإسرائيل، ما يتماهى مع طلبات مماثلة في شأن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

ما التحركات والتظاهرات الطلابية الرئيسة السابقة في الولايات المتحدة؟

شهدت الستينات أكبر حقبة من التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة ودول أخرى عدة، التحرك الأول الأوسع بدأ في 1964 وبين عامي 1968 و1972، كانت التظاهرات كثيرة جداً، وشملت خصوصاً الحقوق المدنية وحقوق الطلاب والحريات والنساء وكان ثمة موضوع رئيس هو حرب فيتنام.

لم تشهد أي مرحلة أخرى، ست سنوات من التظاهرات الكثيفة حول مسائل مختلفة في كثير من حرم جامعات الولايات المتحدة، كانت فترة فريدة من نوعها، لكن منذ ذلك الحين، صارت التظاهرات أكثر انتظاماً، أحياناً تكون محدودة وتتعلق بمشاكل محلية وأحياناً تصبح حركة تشمل البلاد برمتها مثل التظاهرات بوقف تمويل جنوب أفريقيا.

هل يمكن مقارنة التظاهرات الحالية بما حصل سابقاً؟

اصطدمت الدعوة بوقف التمويل بخصوص جنوب أفريقيا، بمقاومة كبيرة واحتجاج إلى سنوات من النضال لكي تفك كثيراً من الجامعات ارتباطها، وكان كثيرون يظنون أن هذا الأمر ليس بالضرورة جيداً للجامعات، لكن لم تكن ثمة انقسامات كبيرة في هذا الشأن، ولم يكن الموضوع مدفوعاً بالمشاعر كثيراً ولم يكن الناس ينقسمون في شأنه بشكل عميق.

أرى أن تظاهرات الستينيات شبيهة أكثر بما يحصل الآن، فحرب فيتنام كانت مسألة تثير جدلاً كبيراً، وكان كثير من الناس يعتبرون أنها حرب غير أخلاقية وكثير من الطلاب في بداية الاحتجاج كانوا يعتبرون أن مناهضة الحرب تعني الوقوف ضد مصالح الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اليوم حول الوضع في غزة المسألة تثير انقسامات عاطفية قوية، وهذا لم نشهده منذ حرب فيتنام.

وعُد أيضاً أن الاهتمام بالتظاهرات من خارج الجامعات وحتى التنديد بالطلاب، كان أمراً قوياً جداً خلال التظاهرات ضد حرب فيتنام حيث حصلت انتقادات خارجية كثيرة ومورست ضغوط سياسية كثيرة لإسكاتها، وهذا ما نلاحظه راهناً أيضاً.

وماذا عن عدد المتظاهرين؟

الأعداد لا ترقى إلى ما عرفناه في ذروة الاحتجاجات في الستينيات لكن ما يلفت الانتباه هي السرعة التي انتشر فيها التحرك ليشمل كثيراً من الجامعات.

ما الفرق بين رد الجامعات الأمس واليوم؟

في الستينيات صدم مديري الجامعات بتجرؤ طلاب على تنظيم تظاهرات، وكان القمع قاسياً، لكن ميلاً ظهر في نهاية العقد، فكلما كان قمع التظاهرات قاسياً مع تدخل للشرطة وتوقيف طلاب، توسع نطاقها، وبدأت المؤسسات تدرك أنه ينبغي ربما السماح بالتظاهرات وأن ذلك سيجعلها تتوقف بسرعة أكبر.

لذا اعتباراً من السبعينيات وأظن أن ذلك تواصل حتى فترة ليست ببعيدة، غالباً ما تعاملت الجامعات مع الاحتجاجات من خلال إجراءات تأديبية غير صارمة فعلاً.

ومن اللافت أن نرى هذا العدد الكبير من الجامعات يستنجد بالشرطة اليوم لأن رد الفعل هذا كان منتشراً جداً في الستينيات، لكن أظن أن كثيراً من الناس يعتبرون أنها لم يكن رد الفعل المناسب.