Home سياسة “تباين عميق” بين النساء والرجال فيما يتعلّق بأسباب الأمراض والوفيات المبكّرة

“تباين عميق” بين النساء والرجال فيما يتعلّق بأسباب الأمراض والوفيات المبكّرة

112
0

ومع أنّ الهدف كان تسهيل المقارنات، استبعد الباحثون أيضًا الأمراض الخاصّة المحصورة بكلّ من النساء والرجال، كالأمراض النسائيّة وسرطان البروستات…

تبيّن أنّ ثمّة فرقًا عميقًا قائمًا بين النساء والرجال في ما يتعلّق بالأسباب الرئيسيّة للأمراض والوفيات المبكّرة المشتركة بين الجنسين، على ما جاء في دراسة نشرت الخميس في مجلّة “ذي لانسيت بابليك هيلث”.

وقارن الباحثون سنوات الحياة الصحّيّة المفقودة؛ بسبب الأسباب الرئيسيّة العشرين للمرض أو الوفاة المبكّرة بين الذكور والإناث الّذين تزيد أعمارهم عن عشر سنوات على مستوى العالم وفي سبع مناطق منه، بين العامين 1990 و2021.

وأظهرت الدراسة الّتي تستند على البيانات الواردة في تقرير “العبء العالميّ للأمراض” Global burden disease لعام 2021 أنّ خسارة سنوات الصحّة الجيّدة تبدو على مستوى العالم كلّه “أكبر لدى الرجال بسبب الوفيات المبكّرة خصوصًا، لكنّ النساء يعانين أكثر من الأمراض خلال حياتهنّ، رغم كونهنّ يملن إلى العيش لفترة أطول”.

ومن الأسباب الّتي أخذتها الدراسة في الاعتبار كوفيد وأمراض القلب والأوعية الدمويّة، وتلك الرئويّة، والسكّريّ، وأمراض الكبد المزمنة، إضافة إلى الاضطرابات العضليّة الهيكليّة، والحوادث المروريّة، وحتّى الاكتئاب واضطرابات القلق والزهايمر.

وكان الرجال على مستوى العالم أكثر تأثّرًا عام 2021 بالمشاكل الّتي تؤدّي إلى الوفاة المبكّرة، مثل كوفيد والحوادث المروريّة وأمراض القلب والأوعية الدمويّة والجهاز التنفّسيّ والكبد، في حين تبيّن أنّ الاضطرابات العضليّة الهيكليّة والنفسيّة والتنكّس العصبيّ طغت لدى النساء، وفقًا للدراسة.

وتعاني النساء طوال حياتهنّ من مستويات أعلى من المرض والإعاقة مقارنة بالرجال لأنّهنّ يعشن عمومًا فترة أطول.

وبقي التباين بين الجنسين في تأثير هذه الأمراض العشرين مستقرًّا عالميًّا خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، ولكنّه زاد في بعض الأحيان، كما هي الحال بالنسبة لمرض السكّريّ، الّذي يصيب الرجال أكثر من ذي قبل، وفقًا للدراسة.

وخلال الفترة نفسها، زادت التغيّرات الناجمة عن الاضطرابات الاكتئابيّة والقلق وبعض الاضطرابات العضليّة الهيكليّة الّتي تؤثّر في النساء بشكل ملحوظ عالميًّا.

كذلك بيّنت الدراسة أنّ الاختلافات الصحّيّة بين النساء والرجال تظهر منذ سنّ المراهقة.

ونقل بيان عن المعدة الرئيسيّة للدراسة لويزا سوريو فلّور، من جامعة واشنطن، تشديدها على أنّ “التحدّي من الآن فصاعدًا بات تحديد وتنفيذ طرق للوقاية والعلاج من الأسباب الرئيسيّة للإصابة بالأمراض والوفيات المبكّرة تأخذ في الاعتبار الجنس والنوع الاجتماعيّ، منذ سنّ مبكّرة وضمن مجموعات سكّانيّة متنوّعة”،

وأقرّ معدّو الدراسة أنّ ثغرًا عدّة تعتريها، ومن أبرزها كمّيّة بعض البيانات ونوعيّتها، وأخطاء منهجيّة تشوب بعضها.

ومع أنّ الهدف كان تسهيل المقارنات، استبعد الباحثون أيضًا الأمراض الخاصّة المحصورة بكلّ من النساء والرجال، كالأمراض النسائيّة وسرطان البروستات.