Home سياسة هجوم رفح يلوح “بالأفق” ومسؤول أممي يحذر من “مأساة تفوق الوصف”

هجوم رفح يلوح “بالأفق” ومسؤول أممي يحذر من “مأساة تفوق الوصف”

114
0

بعيد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً عزمه على اجتياح رفح التي يقول إنها آخر معقل لحركة “حماس” في قطاع غزة، أعلن مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث أمس الثلاثاء أنه على الرغم من الدعوات العالمية لإسرائيل لعدم شن هجوم على المدينة فإن “عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب”.

وأضاف في بيان أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لتحسين وصول المساعدات إلى غزة “لا يمكن استغلالها للتحضير أو لتبرير هجوم عسكري شامل على رفح”.

وحذر غريفيث من أن اجتياح الجيش الإسرائيلي المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والمكتظة بأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، سيكون “مأساة تفوق الوصف”.

وقال إن “الحقيقة هي أن شن عملية برية في رفح سيكون ببساطة مأساة تفوق الوصف. ما من خطة إنسانية بإمكانها أن تعكس هذا الواقع، وكل ما عدا ذلك هو مجرد تفاصيل”.

“تصعيد لا يحتمل”

من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على رفح سيشكل “تصعيداً لا يحتمل”.

 

وقال غوتيريش في تصريح لصحافيين إن “الهجوم العسكري على المدينة سيمثل تصعيداً لا يمكن احتماله، يؤدي إلى مقتل آلاف المدنيين الآخرين ويجبر مئات الآلاف على الفرار وسيكون له تأثير مدمر على الفلسطينيين في غزة، مع تداعيات خطرة على الضفة الغربية المحتلة، والمنطقة بأسرها”، وفق ما أورد الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.

وأضاف “جميع أعضاء مجلس الأمن، والعديد من الحكومات الأخرى، أعربوا بوضوح عن معارضتهم لعملية من هذا القبيل”، وناشد “جميع المتمتعين بالنفوذ لدى إسرائيل، أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمنع ذلك”.

يأتي تحذير الأمين العام للأمم المتحدة في أعقاب توعد نتنياهو بأن جيشه سيدخل “مع هدنة أو بدون” مدينة رفح المحاذية لمصر والتي تعتبرها أسرائيل آخر معقل لـ”حماس”.

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن “فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها غير واردة. سندخل رفح وسنقضي على كتائب (حماس) هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل”.

وتحولت مدينة رفح إلى ملاذ لمليون ونصف مليون فلسطيني نزحوا إليها هرباً من القصف الإسرائيلي لشمال القطاع بعد اندلاع الحرب التي انطلقت شرارتها بهجوم غير مسبوق شنته “حماس” على أراضي الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

 

وحض غوتيريش الحكومة الإسرائيلية وقيادة “حماس” على “التوصل إلى اتفاق على الوقف الإنساني لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.

وجدد دعوته السلطات الإسرائيلية إلى “إتاحة وتيسير وصول المعونة الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني بأمان وسرعة ودون عوائق، بما يشمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) إلى جميع أنحاء غزة”، وفق الموقع.

المقابر الجماعية

وحذر الأمين العام “بدون ذلك، أخشى أن الحرب – بكل عواقبها في غزة وأنحاء المنطقة – ستزداد سوءاً بشكل هائل”.

من جهة أخرى أعرب غوتيريش عن “قلقه العميق” إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسيين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال “من الضروري أن يُسمح للمحققين الدوليين المستقلين، ذوي الخبرة في الاستدلال العلمي الجنائي، بالوصول فوراً إلى مواقع هذه المقابر الجماعية، لتحديد الظروف بالضبط التي فقد فيها مئات الفلسطينيين أرواحهم ودفنوا أو أعيد دفنهم”.

مخاوف أميركية

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل الثلاثاء إن الولايات المتحدة لم تر خطة إسرائيلية ذات مصداقية لشن عملية عسكرية في مدينة رفح من شأنها أن تعالج مخاوفها.

بلينكن يصل إلى إسرائيل

ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل الثلاثاء للدفع باتجاه اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وطالب بلينكن حركة “حماس” بقبول مقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.

وشهد وزير الخارجية الأميركي الثلاثاء انطلاق أول قافلة شاحنات أردنية محملة بالمساعدات وموجهة إلى قطاع غزة عبر معبر إيريز (بيت حانون) الذي أعادت إسرائيل فتحه.

 

وقال لصحافيين وهو يشاهد مرور المساعدات “من هنا في الأردن نرى طريقاً مباشراً من الأردن إلى شمال غزة عبر معبر إيريز. الشحنات الأولى تغادر اليوم”. وأضاف “إنه تقدم حقيقي ومهم، ولكن ما زال يتعين القيام بالمزيد”.

وأكدت إسرائيل في الفترة الأخيرةً، في خضم ضغوط دولية متزايدة، أنها ستسمح بمرور المزيد من المساعدات عبر معبر إيريز الحدودي مع شمال القطاع المدمر جراء الحرب المستمرة منذ نحو سبعة أشهر والمهدد بالمجاعة بحسب الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى.

ولم يُستخدم المعبر كثيراً منذ اندلاع الحرب بين اسرائيل وحركة “حماس”. وقال مسؤولون إسرائيليون إنه يحتاج إلى إعادة تأهيل بعدما دمره مسلحو “حماس” خلال هجومهم على جنوب إسرائيل.

محادثات مع نتنياهو

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال بلينكن إنه سيناقش مع نتنياهو الإجراءات التي ما زالت إسرائيل بحاجة إلى اتخاذها لزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك خلال اجتماعاته المقررة في إسرائيل اليوم الأربعاء.

وأشار “أستطيع الآن أن أتوجه إلى إسرائيل وأناقش مع الحكومة الإسرائيلية الأمور التي لا يزال يتعين القيام بها… في حالة التأكد من حصول الناس على ما يحتاجون إليه”.

وأضاف “سأفعل ذلك مباشرة مع رئيس الوزراء نتنياهو وأعضاء آخرين في الحكومة الإسرائيلية”.

وتأتي محادثات بلينكن مع نتنياهو بخصوص المساعدات بعد نحو شهر من توجيه الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيراً صارخاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي قال فيه إن سياسة واشنطن يمكن أن تتغير في حالة عدم اتخاذ إسرائيل خطوات لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة موظفي الإغاثة.

وقال بلينكن إن واشنطن أوضحت وجهة نظرها بخصوص رفح، في إشارة إلى التحذيرات التي وجهتها بلاده من خطورة المضي قدماً في العملية من دون وجود خطة ذات مصداقية لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين. 

 

وأثارت الأزمة الإنسانية الطاحنة دعوات لإسرائيل لبذل المزيد من الجهود لتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع، حيث أصبح معظم السكان بلا مأوى.

ويواجه كثيرون من سكان غزة خطر المجاعة وسط انتشار الأمراض ودمار البنية التحتية المدنية.

مصر والكويت تطالبان بوقف فوري للنار

وطالبت مصر والكويت “بوقف فوري ومستدام” لإطلاق النار في قطاع غزة وتيسير الدخول الآمن والكافي للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

وأكدت الدولتان في بيان مشترك في ختام زيارة دولة قام بها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى مصر الثلاثاء “رفضهما استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية بما في ذلك إمكانية امتدادها لمدينة رفح الفلسطينية”.

وهذه أول زيارة يقوم بها أمير الكويت لمصر منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأكد البيان على أهمية حل الدولتين في تسوية القضية الفلسطينية “وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية” ورفضهما القاطع لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية.