Home سياسة توترات متصاعدة في جامعات أميركية على خلفية التضامن مع الفلسطينيين

توترات متصاعدة في جامعات أميركية على خلفية التضامن مع الفلسطينيين

106
0

تصاعدت التوترات في جامعات أميركية بين الطلاب المتضامنين مع الفلسطينيين على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة، وإدارات المؤسسات الأكاديمية، مع توقيف محتجين ودعوات إلى حضور الدروس عبر الإنترنت.

 

“مخيم تضامن مع غزة”

وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي مع إقامة “مخيم تضامن مع غزة” في حرم جامعة “كولومبيا” بمدينة نيويورك، قبل أن تتسع لتشمل جامعات أخرى مثل جامعة “نيويورك” NYU ومعهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا MIT  و”وييل” وغيرها.

وطالب المشاركون في الاحتجاجات في جامعة “كولومبيا” بقطع الصلات بين المؤسسة المرموقة وإسرائيل على خلفية الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بين الدولة العبرية و”حماس” في قطاع غزة، والأزمة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها.

وشكلت الجامعات ميداناً رئيساً للنقاش والتحركات على خلفية الحرب، خصوصاً في ظل الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة لإسرائيل.

السامية

وقوبلت النشاطات الداعمة للفلسطينيين في جامعات عدة، خصوصاً المرموقة منها مثل “هارفارد” و”كولومبيا”، بتحذيرات من تنامي التحركات المعادية للسامية، لا سيما وأن عديداً من الجامعات الكبرى في البلاد تعتمد بشكل رئيس على دعم مالي من منظمات ومتمولين من اليهود.

وأمرت رئيسة جامعة “كولومبيا” نعمت شفيق بأن تعطى الدروس عبر الإنترنت، بعد اضطرابات شهدها حرم الجامعة، بينما امتدت الاحتجاجات إلى غيرها في الولايات المتحدة. وفي رسالة مفتوحة إلى أسرة جامعة “كولومبيا”، أشارت شفيق إلى ضرورة “إعادة إطلاق” الدروس، وقالت “على مدى الأيام الأخيرة، كان هناك عديد من الأمثلة على الترهيب والسلوكيات القائمة على المضايقات في حرمنا”، وأضافت “اللغة المعادية للسامية، حالها حال أية لغة أخرى تستخدم لإيذاء وتخويف الناس، غير مقبولة وسيتخذ إجراءات مناسبة. من أجل خفض التصعيد في مشاعر الضغينة ومنحنا جميعاً فرصة التفكير في الخطوات المقبلة، أعلن أن جميع الدروس ستعطى عبر الإنترنت الإثنين”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الشركات المرتبطة بإسرائيل

وذكرت شفيق بأنها ستنشئ مجموعة عمل تضم موظفي الجامعة في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة التي تجذب الطلاب وغيرهم على حد سواء، وكتبت “علت أصوات خلافاتنا في الأيام الأخيرة. استغلها أفراد غير مرتبطين (بجامعة) كولومبيا قدموا إلى الحرم من أجل أجنداتهم الخاصة وضخموا هذه التوترات”.

وبدأ المتظاهرون حراكهم الاحتجاجي الأسبوع الماضي، داعين الجامعة إلى فض علاقتها بالشركات المرتبطة بإسرائيل، وإلغاء نشاطات مرتبطة بالدولة العبرية ومؤسسات أكاديمية إسرائيلية. وأوقف أكثر من 100 منهم بعدما دعت سلطات الجامعة الشرطة للحضور إلى الحرم الجامعي الخاص، في خطوة يبدو أنها أدت إلى تصعيد التوتر ودفعت عدداً أكبر من الأشخاص للمشاركة في التحرك نهاية الأسبوع.

“الوسيلة الخاطئة”

وقالت ميمي إلياس، وهي طالبة في العمل الاجتماعي أوقفت سابقاً، “سنبقى في مكاننا إلى أن يتحدثوا إلينا ويستمعوا لمطالبنا”، وتابعت “لا نريد معاداة السامية أو “الإسلاموفوبيا” (رهاب الإسلام). نحن هنا من أجل أن يكون الجميع أحراراً”.

ورأى أستاذ الدراسات الكلاسيكية في الجامعة جوزيف هاولي أن “كولومبيا” استخدمت “الوسيلة الخاطئة” من خلال استدعاء الشرطة الى حرمها، مما أسهم في “جذب عناصر أكثر تطرفاً ليسوا جزءاً من احتجاجات الطلاب”.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الاحتجاجات امتدت إلى معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا وجامعة “ميشيغان”، كما تم توقيف 47 شخصاً في الأقل خلال تظاهرة في جامعة “ييل” الإثنين.

وبات النقاش الثقافي يتركز في الجامعات في الولايات المتحدة منذ هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته “حماس” ضد إسرائيل ورد الدولة العبرية العسكري عليه.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن دان “معاداة السامية”، مؤكداً أن “لا مكان لها على الإطلاق في حرم الجامعات، ولا في أي مكان آخر في بلادنا”، وفي تصريحات للصحافيين الإثنين، أكد الرئيس الأميركي أنه يدين “الاحتجاجات المعادية للسامية”، مضيفاً “لكنني أدين كذلك أولئك الذين لا يفهمون ما الذي يحصل مع الفلسطينيين”، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بهذا الشأن.

وأبدى رئيس بلدية نيويورك إريك آدامر الأحد شعوره بـ”الرعب والاشمئزاز” من التقارير عن معاداة السامية، مؤكدا أن الشرطة “لن تتردد في توقيف كل من يتبين أنه يقوم بمخالفة القانون”. لكنه شدد على أن “جامعة كولومبيا هي مؤسسة تعليمية خاصة مقامة على أراض خاصة، مما يعني أن شرطة نيويورك لا يمكنها التواجد ضمن حرمها ما لم يتم طلب ذلك من مسؤولي الجامعة”.

والإثنين نشرت شرطة نيويورك عشرات من عناصرها في حرم جامعة “نيويورك” لتفريق محتجين مؤيدين للفلسطينيين، وتحدثت تقارير صحافية أميركية عن توقيف عدد من أساتذة الجامعة وطلابها.