Home سياسة عباس يتعهد إعادة النظر في العلاقات مع أميركا بعد “الفيتو”

عباس يتعهد إعادة النظر في العلاقات مع أميركا بعد “الفيتو”

95
0

تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعادة النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، بعد أن استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد طلب فلسطيني بالحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

ميدانياً أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم السبت ارتفاع حصيلة القتلى إلى 34049 قتيلاً منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت الوزارة في بيان بأنه خلال 24 ساعة سجل سقوط 37 قتيلاً في الأقل، مشيرة إلى أن عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 76901 جريح جراء الحرب التي اندلعت قبل أكثر من ستة أشهر.

وقال الدفاع المدني في غزة اليوم السبت إن تسعة أفراد من عائلة واحدة، بينهم ستة أطفال، قتلوا في ضربة ليلية إسرائيلية على مدينة رفح في جنوب القطاع.

وأعلن مستشفى النجار في رفح أن القتلى هم خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وسبع سنوات وفتاة تبلغ 16 سنة وامرأتان ورجل.

وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن طائرات إسرائيلية استهدفت “شقة سكنية تعود لعائلة رضوان ما أدى إلى ارتقاء 9 من المواطنين المدنيين الآمنين”، مشيرا إلى “انتشال 9 مواطنين منهم 6 أطفال” من بين الأنقاض.

أمام المستشفى شوهد أشخاص يحيطون بأكياس صغيرة للجثث وهم يبكون، فيما يُسمع هدير طائرات تحلق في الأجواء. وقال أحد السكان ويدعى أبو محمد زيادة “الناس كانوا نائمين”.

وأضاف “كما ترى لا مقاتلين بينهم ولا حتى رجال سوى واحد وهو رب الأسرة وكلهم أطفال ونساء”.

وساطة تركية

من ناحية أخرى التقى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية اليوم السبت في إسطنبول أحد أبرز داعميه، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي سيحاول فرض وساطته بين إسرائيل والحركة.

وذكرت وسائل الإعلام التركية أن اللقاء بين هنية وأردوغان بدأ في قصر دولمة بهجة على ضفاف البوسفور، لكن لم تنشر أي صور.

وذكر مكتب الرئاسة أنه من غير المقرر عقد أي مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع الأول بين الرجلين منذ بدء الحرب بين إسرائيل و”حماس”.

وكان أردوغان أكد الجمعة هذه الزيارة وهي الأولى التي يلتقيان خلالها وجهاً لوجه منذ يوليو (تموز) 2023، من دون أن يكشف الهدف منها، وقال للصحافيين “دعونا نحتفظ بجدول الأعمال لنا وللسيد هنية”.

وقالت “حماس” في بيان نشر مساء الجمعة عند وصول هنية إلى إسطنبول إن الحرب في قطاع غزة ستكون على جدول أعمال المحادثات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصل هنية مساء الجمعة على رأس وفد من “حماس” إلى إسطنبول، وهي من بين أماكن إقامته منذ عام 2011، التي لم يزرها رسمياً سوى في يناير (كانون الثاني) الماضي، منذ بدء الحرب في غزة.

وكان التقى حينذاك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي اجتمع معه مطولاً الأربعاء الماضي في الدوحة.

وقال فيدان خلال زيارته للدوحة الأربعاء الماضي، إن ممثلي “حماس”، “كرروا له أنهم يقبلون بإنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود 1967″، بالتالي، ضمنياً وجود دولة إسرائيل “والتخلي عن الكفاح المسلح بعد إنشاء الدولة الفلسطينية”.

وأوضح فيدان أن “حماس لن تحتاج بعد ذلك إلى وجود جناح مسلح وستستمر في الوجود كحزب سياسي”، معرباً عن سعادته بتلقي مثل هذه الرسالة.

ونقل الوزير التركي أيضاً لمحاوريه “مخاوف الغربيين” الذين يعتبرون “حماس” حركة إرهابية “ويشبهونها بداعش”.

امتعاض قطري

وتمنح تركيا التي تقدم نفسها على رأس مؤيدي القضية الفلسطينية، دعماً قوياً ومستمراً لقادة “حماس”، لكنها وجدت نفسها مستبعدة من الوساطة بين إسرائيل والحركة الفلسطينية.

وتأتي زيارة هنية هذه في وقت قالت قطر التي تقوم بدور محوري في المفاوضات بين إسرائيل و”حماس”، إنها تريد “تقييم” دورها وبينما تراوح المفاوضات التي تهدف إلى التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، مكانها.

وشعر المفاوضون القطريون بالاستياء خصوصاً من الانتقادات الإسرائيلية وانتقادات بعض الديمقراطيين الأميركيين، لذلك يمكن لتركيا الاستفادة من ذلك لمحاولة استئناف الوساطة على أساس علاقاتها الجيدة مع “حماس”.

لكن سنان تشيدي الباحث المشارك في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن لا يتوقع أكثر من دور “محدود جداً” لأردوغان إلى جانب وسطاء آخرين، بسبب الرفض الذي يثيره من إسرائيل.

وقال أردوغان مرة أخرى هذا الأسبوع، إن الإسرائيليين “تفوقوا على هتلر” في ما فعلوه في قطاع غزة.

ورأى تشيدي أن أردوغان “لن يلقى ترحيباً”، مذكراً بأن الرئيس التركي وصف بنيامين نتنياهو بـ”النازي” وإسرائيل بأنها “دولة إرهابية”. وأضاف “يمكن على أبعد حد، دعوته إلى تمرير رسائل بين المفاوضين الفلسطينيين وإسرائيل”.

 

 

واعتبر أن أنقرة “لا تملك القدرة” على التأثير في “حماس” في شأن مصير الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة منذ اختطافهم في السابع من أكتوبر 2023.

وأشار إلى أنه على رغم الانتقادات، لم تفرض تركيا “قيوداً” على تجارتها مع إسرائيل إلا أخيراً، معتبراً أن “ازدواجية أردوغان لا تساعده مع الفلسطينيين أيضاً”.

من جهة أخرى، استقبل فيدان السبت وزير الخارجية المصري سامح شكري. وشدد وزيرا الخارجية على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، مؤكدين “خطورة” الوضع في الأراضي الفلسطينية.

وقال شكري آسفا إن “الأحداث الأخيرة (بين إسرائيل وإيران) صرفت انتباه المجتمع الدولي عن الظروف المأسوية في غزة”.

وصرح فيدان من جهته بأنه “لا ينبغي للدول الأخرى أن تقول إن (الوضع) يتعلق بالشرق الأوسط وحده. كل ما يتعلق بفلسطين يؤثر في خطوط الصدع العالمية”.

وتأتي زيارة شكري إلى تركيا وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط عقب هجوم إسرائيلي على ما يبدو على إيران. ولم تذكر إسرائيل شيئاً عن الهجوم.

وأضاف شكري “نحن قلقون من التصعيد القائم، ومنذ البداية حذرنا بأن الحرب في غزة ستؤتي باتساع رقعة الصراع والتوتر في المنطقة”.

كما قال “طالبنا الطرفين (إيران وإسرائيل) بضبط النفس وعدم الانزلاق إلى إطار أوسع من المواجهة العسكرية سواء المباشرة أم غير المباشرة في ما بينهما”.

وقال فيدان إن السبب الرئيس لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية والدعم الغربي لتل أبيب.

وتابع “إن أي تطور يمكن أن يصرف انتباهنا عن هذه الحقيقة يجب تجاهله. يجب أن يكون إنهاء سيطرة إسرائيل في فلسطين وحل الدولتين على رأس أولوياتنا”.

وأضاف فيدان عن لقائه مع شكري “ناقشنا مزيداً مما يمكننا القيام به لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وما يمكن القيام به على المدى الطويل من أجل التوصل إلى حل الدولتين”.

وعلى نحو منفصل، قال شكري إن مصر ستستضيف وفداً تركياً للتحضير لزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتركيا في المستقبل القريب.