Home سياسة إعلام إسرائيلي: القوات الجوية تستعد لتنفيذ رد محتمل على إيران

إعلام إسرائيلي: القوات الجوية تستعد لتنفيذ رد محتمل على إيران

113
0

أفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين “القيادة السياسية والأمنية” في إسرائيل الإثنين بأن تل أبيب قررت الرد “بشكل حاسم وواضح” على الهجوم الذي نفذته إيران السبت الماضي وسيكون بطريقة لا تؤدي لإشعال المنطقة. وأشارت إلى أن القوات الجوية تستعد لتنفيذ الرد الإسرائيلي المحتمل.

كما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزراء حزب “الليكود” أن إسرائيل سترد على إيران لكن بحكمة وأن طهران يجب أن تعيش التوتر كما عاشته تل أبيب.

ودعا نتنياهو المجتمع الدولي الإثنين الى “البقاء موحداً” في مواجهة “العدوان الإيراني الذي يهدد السلام العالمي”.

وكتب رئيس الوزراء في رسالة نشرها مكتبه على منصة إكس “على المجتمع الدولي أن يبقى موحداً لمقاومة هذا العدوان الايراني الذي يهدد السلام العالمي”، مشيداً بـ”دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى لإحباط الهجوم الإيراني”.

من جانبه، اعتبر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري الإثنين أن قتلى الضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق والتي نسبتها طهران إلى إسرائيل، كانوا “ضالعين في الإرهاب ضد إسرائيل”، وذلك في أول تعليق إسرائيلي رسمي على هجوم الأول من أبريل (نيسان).

رداً على سؤال عن الضربة، قال هاغاري لصحافيين “بحسب علمي، أولئك الذين قُتلوا في دمشق كانوا أعضاء في فيلق القدس. هؤلاء أشخاص كانوا ضالعين في الإرهاب ضد دولة إسرائيل”، مضيفاً “من بين هؤلاء العناصر الإرهابيين كان هناك أعضاء في (حزب الله) ومساعدون إيرانيون. لم يكن هناك أي دبلوماسي هناك وفق علمي. لست على دراية بأي مدني قُتل في هذا الهجوم”.

 

غروسي يخشى أن تقصف إسرائيل منشآت نووية إيرانية

من جانبه، عبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الإثنين عن قلقه إزاء احتمال استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، لكنه أكد أن عمليات تفتيش الوكالة للمنشآت الإيرانية ستستأنف اليوم الثلاثاء.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الإثنين إن إسرائيل سترد على الهجوم الذي شنته إيران مطلع الأسبوع بالصواريخ والطائرات المسيرة. وجاء ذلك التصريح وسط دعوات لضبط النفس من جانب الحلفاء الحريصين على تجنب تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.

وقال غروسي إن إيران أغلقت منشآتها النووية الأحد “لاعتبارات أمنية” وأعادت فتحها الإثنين، لكنه أبقى مفتشي الوكالة بعيداً “حتى نرى أن الوضع هادئ تماماً”. وأضاف في تصريحات للصحافيين في نيويورك “سنستأنف غداً (الثلاثاء) … ليس لهذا تأثير على نشاط التفتيش”.

وعندما سئل عن احتمال تعرض المنشآت النووية الإيرانية لقصف إسرائيلي، قال غروسي “إننا قلقون دائماً بشأن هذا الاحتمال”. وحث على “ضبط النفس الشديد”.

وتجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتظام عمليات تفتيش للمنشآت النووية الرئيسية في إيران مثل محطات التخصيب في نطنز التي تعد جزءاً رئيسياً من البرنامج النووي للبلاد.

وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي تماماً، لكن القوى الغربية تتهمها بالسعي لصنع قنابل نووية.

قلق في إيران

وأثار احتمال رد إسرائيل على الهجوم الإيراني بطائرات مسيرة وصواريخ في مطلع الأسبوع قلق الكثير من الإيرانيين الذين يعانون بالفعل من وضع اقتصادي مؤلم وتشديد القيود الاجتماعية والسياسية بعد الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد في عامي 2022 و2023.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر القادة السياسيون والعسكريون في إيران مراراً من أنهم سيردون على أي عمل انتقامي إسرائيلي بمزيد من التصعيد مما قد يؤدي إلى هجمات أخرى.

وقال حسام، وهو مدرس من مدينة آمل في شمال البلاد يبلغ من العمر 45 سنة، إن ذلك لن يكون إلا أخباراً سيئة بالنسبة للناس العاديين.

“لا أريد الحرب”

وأضاف “ستزيد الضغوط الاقتصادية، وستتعرض سلامتنا للخطر… يجب أن نتجنب الصراع بأي ثمن. لا أريد الحرب. كيف يمكنني حماية طفلي الاثنين؟ لن يكون هناك مكان آمن”.

وتخشى بروانه، وهي ربة منزل من مدينة يزد في وسط إيران وأم لطفلين تبلغ من العمر 37 سنة، من أن يكون أي هجوم إسرائيلي بمثابة الضربة القاضية للاقتصاد الذي أضعفته العقوبات وسوء الإدارة والفساد على مدى سنوات.

وقالت بروانه “نحن الإيرانيون تحملنا ما يكفي على مدى سنوات. الحرب لا تجلب سوى الكوارث. زوجي عامل في مصنع ولا نملك من المال ما يكفي حتى لشراء المواد الأساسية، ناهيك عن تخزينها”.

ويتحمل الإيرانيون من ذوي الدخل المتوسط ​​والمنخفض قدراً كبيراً من أعباء المشاكل الاقتصادية القائمة مع ارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 50 في المئة وزيادة أسعار المرافق والغذاء والمساكن وانخفاض قيمة العملة بشكل حاد.

وامتزجت بالخوف مشاعرُ الفخر بالرد الإيراني على ما قالت طهران إنه غارة شنتها إسرائيل على قنصليتها بدمشق في أول أبريل.

وقال حسين صباحي (30 سنة)، وهو موظف حكومي في مدينة تبريز، لـ “رويترز”: “أنا فخور جداً بالهجوم على إسرائيل. هي التي بدأت. كان يجب علينا الرد. لا تستطيع إسرائيل أن تفعل شيئاً. إنها تعرف أن إيران قوية جداً”.

وعرض التلفزيون الإيراني مظاهرات محدودة في عدة مدن دعماً لهجوم طهران غير المسبوق على إسرائيل بعد وقت قصير من شنه والتي ردد خلالها المشاركون هتافات “الموت لإسرائيل” و”الموت لأميركا”.

 

سنكون أكثر عزلة

لكن الأسواق تكشف عن الواقع الاقتصادي الصعب وراء هذا التحدي.

وأدت المخاوف من الحرب إلى زيادة كبيرة في الطلب على العملة الصعبة. وانخفض الريال لفترة وجيزة إلى مستوى قياسي جديد عند نحو 705 آلاف مقابل الدولار الأميركي خلال هجوم السبت على إسرائيل، وفقاً لموقع “بونباست دوت كوم” الذي يجمع بيانات مباشرة من البورصات الإيرانية.

وقال رجل أعمال في طهران “الناس يشترون العملة الصعبة منذ يوم الأحد. تجارتي تنتعش بسبب الخوف من الحرب”. 

إيرانيون عبروا عن دعمهم لإسرائيل

وقد يكون لدى حكام إيران أيضاً ما يدعوهم إلى القلق.

وأفادت وسائل إعلام رسمية أن وحدة الاستخبارات التابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني أصدرت بياناً حاداً الأحد تحذر فيه من أي منشورات مؤيدة لإسرائيل من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيين.

وقد ذهب بعض الإيرانيين المعارضين للمؤسسة الدينية، داخل إيران وخارجها، إلى حد التعبير عن دعمهم لإسرائيل عبر الإنترنت.

“سنكون أكثر عزلة”

وقال مسؤول سابق في المعسكر المعتدل بإيران “كثير من الناس يشعرون بالإحباط بسبب الصعاب الاقتصادية والقيود الاجتماعية… ضربة إسرائيلية يمكن أن تطلق العنان لغضبهم المكبوت وتحيي الاحتجاجات، وهو آخر شيء نحتاجه عندما يهددنا عدو أجنبي”.

ولم يزد الشعور العام بالقلق إلا عندما بدأت بعض الحكومات الغربية في إجلاء عائلات دبلوماسييها، مما أعاد إلى أذهان الإيرانيين الأكبر سناً الأجواء المحمومة عندما بدأ الهجوم العراقي على إيران في عام 1980 أو في أثناء اضطرابات ثورة 1979.

وقال المهندس محمد رضا في طهران، الذي رفض مثل غيره ذكر اسمه بالكامل، إن “مغادرة الأجانب لإيران علامة على أننا سنتعرض لهجوم من إسرائيل… سنكون أكثر عزلة… سنكون أكثر بؤساً”.