Home سياسة “حماس” تدرس اقتراح هدنة ولبيد: صفقة الرهائن صعبة لكن يمكن إبرامها

“حماس” تدرس اقتراح هدنة ولبيد: صفقة الرهائن صعبة لكن يمكن إبرامها

96
0

في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً في الداخل والخارج في ما يتعلق بالحرب بقطاع غزة أعلنت حركة “حماس” أنها تدرس اقتراح هدنة يشمل الإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء عرض عليها في محادثات القاهرة.

وقالت “حماس” في وقت مبكر اليوم الثلاثاء إن الاقتراح الإسرائيلي الذي تلقته من وسطاء قطريين ومصريين لا يلبي أياً من مطالب الفصائل الفلسطينية. إلا أن الحركة أضافت في بيان أنها ستدرس الاقتراح وستقدم ردها إلى الوسطاء.

هدنة على ثلاث مراحل

وفي حين شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أنه التوقيت المناسب لإبرام صفقة مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع، قال مصدر في “حماس” ليل الإثنين إن الحركة تدرس اقتراح هدنة على ثلاث مراحل تستمر ستة أسابيع، وتشمل مرحلتها الأولى الإفراج عن نساء وأطفال إسرائيليين محتجزين لديها مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 900 معتقل فلسطيني.

ولفت المصدر الذي طلب عدم كشف هويته إلى أن المرحلة الأولى من الاقتراح تلحظ أيضاً عودة النازحين المدنيين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة مع السماح بدخول ما بين 400 و500 شاحنة مساعدات يومياً، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

 

واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي متوجهاً إلى مجندين أن “الوقت مناسب الآن” لإبرام صفقة مع حركة “حماس”. وأكد وفق بيان لمكتبه أن “الظروف العملياتية التي أوجدها الجيش الإسرائيلي من خلال الضغط المستمر على (حماس) والموقف القوي الذي نجد أنفسنا فيه بعد هذه الحملة، يمنحانا المرونة وحرية التحرك”، لكن في حين ما زالت المفاوضات جارية، أعلن نتنياهو أنه تم تحديد موعد لشن هجوم على رفح، إذ لجأ 1.5 مليون فلسطيني هرباً من معارك أكثر حدة في أنحاء أخرى من القطاع، لكنه لم يعلنه. وقال نتنياهو في بيان عبر الفيديو إن “الأمر سيحصل، تم تحديد موعد”، وكرر أن الانتصار على “حماس” يتطلب دخول رفح.

رفض أميركي

ويثير احتمال شن إسرائيل هجوماً برياً في رفح مخاوف عالمياً، لا سيما في الولايات المتحدة التي أكدت الإثنين أنها لا تزال ترفض عملية إسرائيلية واسعة النطاق في المدينة.

ودعت إدارة الرئيس جو بايدن إسرائيل مراراً إلى تقديم خطة لحماية المدنيين في رفح. وصرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين، “أبلغنا إسرائيل بوضوح اعتقادنا أن اجتياحاً واسع النطاق لرفح سيكون له تأثير ضار هائل على المدنيين، وأنه سيضر في نهاية المطاف بأمن إسرائيل”. وأضاف، “لا يتعلق الأمر فقط بتقديم إسرائيل خطة. لقد أوضحنا لهم أننا نعتقد أن هناك طريقة أفضل لتحقيق الهدف المشروع المتمثل في إضعاف وتفكيك وهزيمة كتائب (حماس) التي ما زالت موجودة في رفح”.

 

وكان بايدن قد حذر الأسبوع الماضي من أن مستقبل الدعم الأميركي على المحك ما لم تتخذ إسرائيل إجراءات لتهدئة المخاوف بعدما أسفرت ضربة إسرائيلية “من طريق الخطأ” عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة.

ورحب ميلر بخطوات أولية من جانب إسرائيل بما في ذلك زيادة عدد شاحنات المساعدات الداخلة إلى غزة وإنشاء وحدة عسكرية للتنسيق مع طواقم الإغاثة الإنسانية وتجنب تكرار الحوادث.

وقال ميلر، “نرحب بهذه الخطوات الأولية، لكن من الضروري الإقرار بوجوب بذل مزيد من الجهود. فلسطينيون كثر في غزة يتهددهم خطر المجاعة، والجميع من رجال ونساء وأطفال يعانون انعداماً للأمن الغذائي”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف ميلر، “نتوقع من إسرائيل أن تنفذ بالكامل وسريعاً تعهداتها، وسنراقب هذا التنفيذ”. وتابع، “في نهاية المطاف ما يهم هو النتائج”، مشيراً إلى أن “الحكم” سيكون “بناءً على تلك النتائج”.

“حقل من الخراب”

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد أنه سحب قواته من مدينة خان يونس (جنوب)، مما دفع آلاف الفلسطينيين النازحين إلى العودة ومشاهدة حجم الدمار بأم العين.

 

سيراً على الأقدام أو بالسيارات أو على عربات تجرها الحمير أظهرت صور رجالاً ونساء يسيرون في مدينة أصبحت حقلاً من الخراب.

وقالت مها ثائر، من منطقة مدينة حمد في غرب خان يونس، “أشعر بصدمة وحزن شديد”. وأضافت “بيتي دمر جزئياً لا يوجد جدران ولا نوافذ، غالب الأبراج نسفت بالكامل”.

وأفاد شهود بتجدد الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي على شمال غزة ووسطها، وعلى رفح، حيث تقصف إسرائيل أهدافاً بانتظام.

لبيد: صفقة الرهائن صعبة لكن “يمكن إبرامها”

من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الإثنين إن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة صعب، لكن “يمكن إبرامها”، وذلك بعد أن ناقش مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ضرورة حل الصراع بين إسرائيل و”حماس” لحسم الصراع.

وقال لبيد، “إنها صفقة صعبة… قد لا تروق لنا، لكن يمكن إبرامها، ومن ثم يتعين إبرامها”. وجرت محادثات في مصر حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن والدعوة إلى وقف موقت لإطلاق النار.

وقال لبيد للصحافيين أمام مقر وزارة الخارجية، “هناك ما يكفي من الأشخاص الجيدين في الحكومة الإسرائيلية”. وأضاف أنه إذا لزم الأمر، “ستوفر المعارضة الإسرائيلية شبكة أمان للحكومة لإتمام صفقة الرهائن لأنه يتعين علينا إعادتهم”.

ودعا زميله السياسي المعارض بيني غانتس الأسبوع الماضي إلى إجراء انتخابات عامة في سبتمبر (أيلول). وغانتس، على عكس لبيد، عضو بحكومة نتنياهو الحربية. وحين سئل لبيد عن دعوة غانتس، رفض الحديث عن مجريات السياسة الإسرائيلية خلال وجوده في الولايات المتحدة.

 

وتأتي زيارة لبيد بعد أيام من حث الرئيس جو بايدن نتنياهو على إعطاء صلاحيات لمفاوضيه تمكنهم من التوصل إلى اتفاق.

وحذر بايدن نتنياهو للمرة الأولى من أن الدعم الأميركي قد يتوقف على بذل إسرائيل مزيداً من الجهود لتحسين الوضع الإنساني في غزة وحماية المدنيين. ورداً على سؤال عن الإنذار، قال لبيد إن بايدن “واضح القلق من الوضع الإنساني في غزة”. وأضاف، “إسرائيل قلقة أيضاً” ويتعين عليها “بذل قصارى جهدها لتجنب إلحاق الضرر بسكان غزة. ليس لدينا حرب مع أطفال غزة… ومن ناحية أخرى، عليكم أن تتذكروا أننا نقاتل منظمة إرهابية تستخدمهم دروعاً بشرية”.

“العفو الدولية” تطالب إسرائيل بإعادة جثمان وليد دقة

وطالبت منظمة العفو الدولية إسرائيل الإثنين بإعادة جثمان الفلسطيني وليد دقة الذي توفي الأحد أثناء احتجازه في سجن إسرائيلي بعد صراع طويل مع السرطان.

وقالت مديرة البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية إريكا جيفارا روساس، “من المؤلم أن يموت وليد دقة في سجن إسرائيلي على رغم الدعوات الكثيرة للإفراج العاجل عنه لأسباب إنسانية بعد تشخيص إصابته بسرطان النخاع العظمي في 2022 وانتهاء مدة عقوبته الأصلية”. وأضافت، “يجب على السلطات الإسرائيلية الآن أن تعيد جثمان وليد دقة إلى عائلته من دون تأخير حتى يتمكنوا من دفنه في أجواء سلمية ولائقة والسماح لهم برثائه دون خوف”. ولم يرد متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية بعد على طلبات للتعليق. وكانت مصلحة السجون قد قالت في وقت سابق إن جميع السجناء لديها محتجزون “وفقاً لأحكام القانون”.

وقالت المنظمة إن محكمة إسرائيلية أصدرت حكماً على دقة بالسجن المؤبد في 1987 بعد إدانته بقيادة مجموعة اختطفت وقتلت الجندي الإسرائيلي موشيه تمام، وهو ما نفاه دقة. وأضافت أن إدانته استندت إلى قوانين الطوارئ في بريطانيا ذات المستوى الأقل من متطلبات الإثبات مقارنة بالقانون الجنائي الإسرائيلي.

وتوفي دقة (62 سنة) وترك وراءه ابنته ميلاد (أربع سنوات) وزوجته سناء سلامة، التي قالت إنها حملت باستخدام حيوانات منوية من دقة بعد أن منعتهما السلطات الإسرائيلية من الزيارات الزوجية.

وقالت جمعية نادي الأسير الفلسطيني إن دقة كان من المقرر إطلاق سراحه العام الماضي بعد انتهاء حكم بسجنه لمدة 37 عاماً، لكن حكماً قضائياً مدد فترة حبسه عامين إضافيين بتهمة تزويد سجناء آخرين بهواتف محمولة. وأضافت أن دقة هو السجين السياسي الفلسطيني الـ14 الذي يموت في سجون إسرائيل خلال الأشهر الستة الماضية جراء الممارسات الإسرائيلية التي تشمل التعذيب والإهمال الطبي.

وبعد ورود أنباء عن وفاته الأحد، عبر وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير على وسائل التواصل الاجتماعي عن أسفه لأنه لم يواجه عقوبة الإعدام. وأشاد بن غفير بالشرطة لهدم خيمة عزاء أقيمت في مسقط رأس دقة.