Home سياسة تل أبيب تستعد لعمليات عسكرية في رفح وأنباء عن تقدم بمحادثات القاهرة

تل أبيب تستعد لعمليات عسكرية في رفح وأنباء عن تقدم بمحادثات القاهرة

123
0

يستعد القادة الإسرائيليون، اليوم الإثنين، لعمليات عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة التي نزح إليها غالبية سكان القطاع بعد ستة أشهر من الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس”.

وسحبت إسرائيل، الأحد، قواتها من مدينة خان يونس الواقعة أيضاً جنوب القطاع. غير أن وزير الدفاع يوآف غالانت قال إن القوات غادرت خان يونس “استعداداً لمواصلة مهامها في منطقة رفح”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال قبل ساعات “نحن على بعد خطوة واحدة من النصر”.

الحرب

وفيما نددت وكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإغاثية أمس الأحد بالحصيلة المدمرة الناجمة عن ستة أشهر من الحرب في غزة، كشف مصدر مصري رفيع المستوى أن تقدماً كبيراً تحقق في المباحثات بالعاصمة القاهرة حول صفقة تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

وأكد، وفق ما نقلته  وسائل إعلام مصرية في وقت مبكر اليوم الإثنين، أن “هناك تقدماً في المباحثات والتوافق على المحاور الأساسية بين الأطراف كافة”، مشدداً على أن “جولة المفاوضات بالقاهرة تشهد تقدماً كبيراً في تقريب وجهات النظر”.

ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ولم يصدر أي تعليق بعد من “حماس”، كما لم يؤكد أي طرف من أطراف محادثات القاهرة ما ذكرته وسائل الإعلام المصرية. 

وأفادت وسائل إعلام أن وفدي “حماس” وقطر غادرا القاهرة وسيعودان خلال يومين للاتفاق على بنود الاتفاق النهائي، فيما سيغادر الوفدان الإسرائيلي والأميركي العاصمة المصرية خلال ساعات قليلة. وأضافت أن المشاورات ستتواصل خلال الساعات الـ 48 القادمة.

وعُقدت في الأشهر الأخيرة جولات مفاوضات عديدة عبر الوسطاء الدوليين: مصر وقطر والولايات المتحدة، لكنها لم تثمر عن اتفاق حتى اليوم. وتتبادل “حماس” وإسرائيل الاتهامات بعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق.

وقالت حركة “حماس” أمس الأحد إن وفداً تابعاً لها وصل إلى القاهرة للاجتماع مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل. وكررت مطالبها التي اقترحتها في 14 مارس (آذار) قبل أن يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار في 25 مارس يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضافت الحركة في بيان أن المطالب تشمل وقف الهجوم بشكل كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وعودة النازحين بحرية إلى مناطقهم.

وأردفت أن من المطالب أيضاً إغاثة الفلسطينيين في غزة وبدء الإعمار وإنجاز صفقة تبادل للأسرى يتم بموجبها الإفراج المتبادل عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

 

وتشكل عودة آلاف النازحين إلى شمال غزة نقطة الخلاف الرئيسية بين إسرائيل و”حماس” من أجل التوصل إلى صفقة تتيح تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في القطاع، بحسب ما ذكر سابقاً مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر.

وكشف وسطاء عرب مشاركون في المحادثات أن الجانب الإسرائيلي أبدى انفتاحه للسماح بالعودة إلى الشمال بمعدل 2000 شخص يومياً، لكن معظمهم من النساء والأطفال، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وضع “أكثر من كارثي”

في الأثناء، نددت وكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإغاثية أمس الأحد بالحصيلة المدمرة الناجمة عن الحرب في محذرة من أن الوضع “أكثر من كارثي”.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن “ستة أشهر عتبة فظيعة”، محذراً من أنه “تم التخلي عن الإنسانية”.

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مجدداً إدانة الوكالة لـ “أعمال العنف الهمجية” التي أطلقت شرارة الحرب وطالب بـ “الإفراج عن الرهائن المتبقين”.

 

غير أنه شدد في تصريحات على منصة إكس على أن “هذه الفظائع لا تبرر القصف والحصار المروع المتواصل وتدمير إسرائيل للنظام الصحي في غزة وقتل وجرح وتجويع مئات آلاف المدنيين من بينهم عمال إغاثة”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورأى أن “الحرمان من الاحتياجات الأساسية، الغذاء والوقود والصرف الصحي والمأوى والأمن والرعاية الصحية، غير إنساني ولا يطاق”.

ومن بين 36 مستشفى رئيسي في غزة، لا تزال عشرة منها فقط تعمل بشكل جزئي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

آلاف الإسرائيليين يحتجون من أجل الرهائن

وتظاهر آلاف المحتجين في القدس الأحد للمطالبة بإطلاق سراح نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.

واستؤنفت المحادثات في مصر الأحد بهدف التوصل لاتفاق آخر لوقف إطلاق النار يشمل إطلاق سراح عشرات الرهائن الآخرين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.

 

لكن بعض عائلات الرهائن يشعر بالقلق، إذ لم تفض الجولات السابقة من المحادثات إلى نتيجة ومات بعض الرهائن بالفعل في أثناء احتجازهم.

وقالت ميخال نخشون (39 سنة) التي جاءت من تل أبيب للمشاركة في الاحتجاج خارج مبنى الكنيست الإسرائيلي “فاض الكيل بعائلاتهم وبنا جميعاً. يجب أن يعي الأفراد ذلك وعلى العالم أن يساندنا ويعيدهم”.

وأضافت “الأمر يفوق العمل السياسي والدين، إنها قضية إنسانية ولهذا نحن هنا اليوم للتعبير عنها بقوة”.

وطلب بعض أهالي الرهائن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال المسيرة بذل المزيد من الجهود لإعادة ذويهم، لكن آخرين بعثوا برسائل غير سياسية ركزوا فيها على آلامهم والحاجة الملحة لإعادة أحبائهم.

ورداً على سؤال في استطلاع رأي بثته قناة (إن 12) الإخبارية الإسرائيلية الأحد عما إذا كانت الحكومة تبذل جهداً كافياً لإعادة الرهائن، أجاب 56 في المئة من الأشخاص بلا، بينما أجاب 39 في المئة بنعم.

وخلال الأسابيع القليلة المنصرمة، زادت الاحتجاجات المناهضة لحكومة نتنياهو، واتهم بعض المنتقدين رئيس الوزراء بالمماطلة في التوصل إلى اتفاق، وهو اتهام ينفيه نتنياهو بشدة.

وتواجه حكومة نتنياهو انتقادات شديدة بسبب الإخفاق الأمني ​​في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ونظمت جماعات احتجاجية مظاهرات للمطالبة بإجراء انتخابات. وتظهر استطلاعات الرأي المتعاقبة منذ السابع من أكتوبر أن الوسطيين سيهزمون نتنياهو.

محكمة العدل الدولية

وسط هذه الأجواء، تواجه ألمانيا، اليوم، تهمة “تسهيل ارتكاب إبادة” بحق الفلسطينيين من خلال دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل في دعوى رفعتها ضدّها نيكاراغوا أمام محكمة العدل الدولية.

وطالبت نيكاراغوا قضاة المحكمة بفرض إجراءات طارئة لدفع برلين للتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة وغير ذلك من أشكال الدعم.

وردّت ألمانيا على الاتهامات إذ قال الناطق باسم خارجيتها سيباستيان فيشر للصحافيين قبيل جلسات الاستماع “نرفض الاتهامات الصادرة عن نيكاراغوا”.

وأضاف أن “ألمانيا لم تنتهك اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية ولا القانون الإنساني الدولي وستستعرض ذلك بالكامل أمام محكمة العدل الدولية”.

ومن المقرر بأن تعرض نيكاراغوا قضيتها الاثنين