Home سياسة مصادر: طهران حذرت موسكو قبل الهجوم الإرهابي الدموي

مصادر: طهران حذرت موسكو قبل الهجوم الإرهابي الدموي

37
0

قالت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” إن إيران أبلغت روسيا باحتمال وقوع “عملية إرهابية” كبيرة على أراضيها قبل مذبحة قاعة الحفلات الموسيقية قرب موسكو في مارس (آذار) الماضي.

وأطلق مسلحون النار من أسلحة آلية على رواد حفل موسيقي في الـ22 من مارس داخل قاعة مدينة كروكوس، مما أسفر عن مقتل 144 شخصاً في الأقل وإصابة 360 بجروح، في أدمى هجوم على الأراضي الروسية منذ 20 عاماً، وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عنه.

وحذرت الولايات المتحدة روسيا أيضاً من هجوم محتمل من جانب متشددين، لكن موسكو، التي لا تثق بشدة في نوايا واشنطن، قللت من أهمية تلك المعلومات.

ومن الصعب، على رغم ذلك، أن تتجاهل روسيا معلومات استخباراتية واردة من حليفتها إيران في شأن الهجوم، الأمر الذي أثار تساؤلات حول كفاءة أجهزة الأمن الروسية. وعززت موسكو وطهران، الخاضعتان لعقوبات غربية، التعاون العسكري وغيره من صور التعاون منذ هجوم روسيا على أوكرانيا قبل عامين.

وقال أحد المصادر، “قبل أيام من الهجوم في روسيا، شاركت طهران معلومات مع موسكو حول هجوم إرهابي كبير محتمل داخل روسيا، حصلت عليها أثناء استجواب المعتقلين على خلفية التفجيرات المميتة في إيران”.

لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قال اليوم الإثنين، إنه ليس لديه معلومات عن تحذير إيراني لموسكو من “عملية إرهابية” في روسيا قبل مذبحة كروكوس.

تحذير من دون تفاصيل

واعتقلت إيران في يناير (كانون الثاني) 35 شخصاً على صلة بتفجيرين وقعا في الثالث من يناير في مدينة كرمان بجنوب شرقي البلاد وتسببا في مقتل نحو 100 شخص. ومن بين المعتقلين قائد فرع لتنظيم “داعش” يعرف باسم “داعش – ولاية خراسان” في أفغانستان.

وأعلن “داعش” مسؤوليته عن تفجيرات إيران، وهي الأكثر دموية منذ ثورة عام 1979. وقالت مصادر استخبارات أميركية إن تنظيم “داعش – خراسان” نفذ هجمات الثالث من يناير في إيران وعمليات إطلاق النار في الـ22 من مارس في موسكو.

وقال مصدر ثان لـ”رويترز”، طلب أيضاً عدم نشر هويته نظراً إلى حساسية الموضوع، إن المعلومات التي قدمتها طهران لموسكو حول هجوم وشيك كانت تفتقر إلى تفاصيل محددة في ما يتعلق بالتوقيت والهدف الدقيق. وأضاف، “تلقوا (أعضاء تنظيم داعش – ولاية خراسان) تعليمات بالاستعداد لعملية كبيرة في روسيا… قال واحد من الإرهابيين (جرى اعتقاله في إيران) إن بعض أعضاء الجماعة سافروا بالفعل إلى روسيا”.

وقال مصدر ثالث، وهو مسؤول أمني كبير، “بما أن إيران كانت ضحية لهجمات إرهابية لسنوات، فقد أوفت السلطات الإيرانية التزامها تنبيه موسكو بناءً على المعلومات التي تم الحصول عليها من الإرهابيين المعتقلين”.

ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على طلب من “رويترز” للتعليق على هذه القصة. ولم يكن لدى البيت الأبيض أي تعليق على الأمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اعتقال مشتبه فيهم

واعتقلت وكالات الاستخبارات الروسية 12 مشتبهاً فيهم بتنفيذ الهجوم، بينهم أربعة رجال من طاجيكستان يعتقد أنهم المهاجمون.

ونقلت وكالات أنباء روسية أمس الأحد عن ألكسندر باستريكين، رئيس لجنة التحقيق الروسية، وهي أهم هيئة تحقيق جنائي في البلاد، قوله إن العمل جار لتحديد المسؤولين عن الهجوم.

في غضون ذلك، نقلت وكالة “تاس” للأنباء عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي قوله اليوم إن مسلحين أجانب اعتقلوا أمس الأحد في منطقة داغستان بجنوب روسيا متورطين في تمويل هجوم قاعة الحفلات الموسيقية. وذكرت وكالة “إنترفاكس” نقلاً عن الجهاز، قوله أيضاً إن أحد الرجال الأربعة المعتقلين اعترف بأنه أحضر بنفسه أسلحة للمهاجمين. وقالت السلطات الروسية أمس إنها اعتقلت مجموعة من الرجال كانوا يخططون للقيام بأعمال عنف، لكنها لم تكشف عن جنسياتهم.

وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم الدموي. وقال مسؤولون أميركيون إن لديهم معلومات استخباراتية تظهر أن فرع التنظيم في أفغانستان، تنظيم “داعش – خراسان”، هو منفذ الهجوم.

وبث “داعش” مقاطع فيديو صورها المهاجمون أثناء المجزرة.

وعلى رغم مجاهرة التنظيم بمسؤوليته عن الهجوم، تصر السلطات الروسية على ربط الاعتداء بأوكرانيا التي تتواجه معها عسكرياً منذ سنتين.

وقال محققون روس الأسبوع الماضي إنهم عثروا على دليل على أن المسلحين الذين هاجموا قاعة الحفلات الموسيقية على صلة مع “قوميين أوكرانيين”، لكن كييف تنفي أي صلة لها بالهجوم.

وأكد المحققون الروس أن المشتبه فيهم كشفوا أن الاعتداء نسق من “رجل يحمل اسماً مستعاراً بواسطة رسائل صوتية على تطبيق تيليغرام”.

وأعلنت لجنة التحقيقات الروسية، “بناءً على تعليمات المنسق، توجه الإرهابيون بعد ارتكاب جريمتهم إلى الحدود الروسية – الأوكرانية في سيارة بغية اجتيازها وبلوغ كييف لتلقي المكافأة التي وعدوا بها”.