بعد ساعات من إطلاق الرئيس الأمريكي جو بايدن، إعلانا تلفزيونيا يستهدف جذب ناخبي نيكي هيلي الذين فضلوا التصويت لها على دونالد ترامب، رد الأخير بمقطع فيديو أشعل سجالا بين المتنافسين.
فالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أثار ردود فعل غاضبة من البيت الأبيض والرئيس الحالي وكذلك معارضين آخرين، بعد أن نشر مقطع فيديو يحتوي على صورة لجو بايدن مقيدًا على الباب الخلفي لشاحنة صغيرة عابرة.
تلك الصورة رد عليها مدير اتصالات حملة بايدن، مايكل تايلر، واصفًا إياها بـ«الاستفزازية»، مؤكدًا أنه يمكن تفسيرها على أنها تشير إلى إيذاء جسدي للمنافس السياسي للرئيس السابق.
وقال تايلر: «يحرض ترامب بانتظام على العنف السياسي، وحان الوقت لأن يأخذه الناس على محمل الجد – فقط اسأل ضباط شرطة الكابيتول الذين تعرضوا للهجوم لحماية ديمقراطيتنا في 6 يناير/كانون الثاني 2021»، في إشارة إلى مهاجمة أنصار الرئيس السابق الكونغرس.
ورد المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونغ، على حملة بايدن، قائلا: إن الصورة المعنية تصور الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة كانت تسير على الطريق السريع، مضيفًا: الديمقراطيون لم يدعوا إلى العنف ضد الرئيس ترامب وعائلته فحسب، بل إنهم في الواقع يستخدمون النظام القضائي كسلاح ضده».
تصريحات تشيونغ تشير إلى أكثر من 80 تهمة جنائية معلقة ضد ترامب لمحاولاته إلغاء هزيمته بالقوة أمام بايدن في انتخابات عام 2020، والاحتفاظ بمواد سرية بعد رئاسته ودفع أموال سرية. ويواجه ترامب أيضًا عقوبات مدنية بملايين الدولارات بسبب ممارسات تجارية اعتبرت احتيالية، وادعاء اغتصاب.
وارتفعت نسبة استطلاعات الرأي لبايدن في الولايات المتأرجحة الحاسمة منذ خطاب حالة الاتحاد القوي. وتتفوق حملته على المرشح الجمهوري ترامب في جمع التبرعات بما يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات.
ومساء الخميس، أقام بايدن حفلا لجمع التبرعات في قاعة موسيقى راديو سيتي في نيويورك مع الرئيسين الديمقراطيين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما. وقد جمع هذا الحدث مبلغًا قدره 25 مليون دولار، على الرغم من مقاطعته مرارًا وتكرارًا من قبل المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على المساعدة العسكرية التي قدمتها إدارة بايدن لإسرائيل في ضرباتها على غزة.
وردا على طلب للتعليق على الفيديو، قال جهاز الخدمة السرية الأمريكي إنه «لا يعلق على مسائل تتعلق بالاستخبارات الوقائية».
ماذا يعني المقطع؟
وبحسب صحيفة «الغارديان»، فإن مقطع الفيديو الذي يظهر بايدن وكذلك رد الفعل عليه يتوج أسبوعًا آخر من الدراما المكتوبة – وغير المكتوبة – في مسار الحملة الرئاسية التي أصبحت متوترة بشكل متزايد.
ويمثل الفيديو مثالًا آخر على استخدام ترامب لصور مظلمة وعنيفة في رسائل حملته، حيث يبدو أن ولعه بالخطابات التحريضية يدعم محاولته للوصول إلى البيت الأبيض، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وحذر ترامب في وقت سابق من هذا الشهر، من أنه إذا خسر انتخابات 2024، فسيكون ذلك بمثابة «حمام دم» لصناعة السيارات الأمريكية والبلاد.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال الرئيس السابق إن المهاجرين «يسممون دماء» الولايات المتحدة، ونقل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهاجمته لبايدن باعتباره «تهديداً للديمقراطية».
وفي حالة أخرى، استخدم ترامب كلمة «الحشرات» لوصف منافسيه السياسيين في حدث انتخابي في نيو هامبشاير في نوفمبر/تشرين الثاني، مما أثار إدانة واسعة النطاق، بما في ذلك من بايدن، الذي شبه تعليقاته بـ«اللغة التي سمعتها في ألمانيا النازية».
وقال ترامب للحشد: «سوف نجتث الشيوعيين والماركسيين والفاشيين وبلطجية اليسار المتطرف الذين يعيشون مثل الحشرات داخل حدود بلادنا»، وحذر من أن «التهديد الحقيقي ليس من اليمين المتطرف. التهديد الحقيقي يأتي من اليسار الراديكالي، وهو يتزايد كل يوم».
يأتي نشر ترامب لمقطع الفيديو قبل أقل من ثلاثة أسابيع من مثول الرئيس السابق للمحاكمة في قضية جنائية تزعم أنه قام بالتستر على دفعات لامرأتين قبل انتخابات عام 2016 لقمع معلومات حول لقاءات جنسية خارج نطاق الزواج قالوا إنه قام بها معهم قبل سنوات.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDoxOjExMjk6MDozM2VmOmVkOGU6MiA=
جزيرة ام اند امز
