Home سياسة السباق للبيت الأبيض: حملة خارجة عن المألوف وعقبات غير مسبوقة

السباق للبيت الأبيض: حملة خارجة عن المألوف وعقبات غير مسبوقة

16
0

يتوقع أن تكون حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية فريدة من نوعها وإن كانت تفتقد إلى الحماسة والزخم. فالسباق إلى البيت الأبيض يشهد مواجهة بين رجلين عليهما التعايش مع عقبات لم يسبق أن اعترضت مرشحين أميركيين: متاعب دونالد ترمب القضائية وسن جو بايدن الثمانيني التي تثقل كاهله.

المنافسة المعلنة لانتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) هي تكرار لسيناريو 2020، غير أن الرئيس السابق دونالد ترمب بات محاصراً منذ ذلك الحين بالاتهامات التي وجهها إليه القضاء في أربع قضايا جنائية.

وتجري حملته الثالثة للاستحقاق الرئاسي على وقع الجلسات في قاعات المحاكم، التي يحولها إلى منبر انتخابي، في موقف لم يشهده القضاء الأميركي من قبل.

وفي كل جلسة يحضرها أمام القضاء، يتابع الأميركيون مشهد موكب رجل الأعمال السبعيني ينطلق من أحد مقرات إقامته الفخمة، ثم يصل إلى المحكمة، فيدخل ترمب المبنى واجماً رافعاً قبضته باتجاه الفضوليين المتجمعين.

 

“دور الضحية”

وينصب اهتمام وسائل الإعلام بالكامل على هذه الجلسات، وهو ما يحسن الملياردير استغلاله لصالحه. وسيكون لهذا المنبر المتاح له وقعاً أكبر مع انطلاق أول محاكمة جنائية له في 15 أبريل (نيسان) في نيويورك.

وأوضح تود بيلت الأستاذ في جامعة جورج واشنطن “إنه يحب أن يلعب دور الضحية، وهذا ما يمكنه القيام به في المحاكم”.

لكن هذه الإستراتيجية لها ثمن، إذ ترتب عليه تكاليف باهظة لمحاميه، تكاليف يمول جزءاً منها بواسطة صناديق حملته الانتخابية.

كما أنها “تمنعه من عقد مهرجاناته الحاشدة مع أنصاره”، بحسب ما أوضح بيلت لوكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ أن حسمت المواجهة رسمياً بين المرشحين، لم ينظم ترمب سوى تجمع واحد من تجمعاته الشهيرة، وجرى في ولاية أوهايو.

وهذه المناسبات تكون فرصة يغتنمها ترمب ليقدم لأنصاره الجذلين استعراضه المفضل، فيسخر من سن منافسه، في حين أنه لا يكبره سوى بأربع سنوات، ويقلد بايدن متظاهراً بأنه تائه، غير قادر عن النزول عن منصة.

 

لا يتمتع بالكاريزما

أما بالنسبة لجو بايدن، فإن حملته تجري وفق إستراتيجية “مفصلة على المقاس” لمرشح عمره 81 سنة، لا يتمتع بكثير من الكاريزما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويجول الرئيس الديمقراطي على “الولايات المتأرجحة” التي ستعلب دوراً حاسماً، فزار خلال بضعة أسابيع ميشيغان وويسكونسن وأريزونا ونيفادا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وغيرها.

ويقابل فريق حملته هذا الزخم بالتنقلات النادرة التي يقوم بها ترمب، وقد أطلِق عليه على منصة إكس لقب “دون الضعيف الطاقة”، بعدما بادر الملياردير بوصف منافسه بلقب “جو النعس”.

اجتماعات صغيرة

ولا ينظم الرئيس تجمعات كبرى، بل يفضل عقد اجتماعات ولقاءات صغيرة بعضها بعيداً عن الصحافيين.

ويقوم الديمقراطي الذي يجد صعوبة في الكلام ويسعى فريقه لتجنيبه أي هفوات، بزيارة متاجر صغيرة، متل محل حلاق زبائنه من السود، أو مطعم مكسيكي، ويجري نقاشات مع عائلات من الطبقة الوسطى يغيب عنها الإعلام، وبعد ذلك ينشر فريق حملته مقاطع فيديو تعزز صورته.

ويظهر بايدن في بعض هذه المقاطع جالساً أمام “همبرغر” يتحدث مع طالبة، أو يواسي طفلاً يعاني من عسر في النطق على غراره في شبابه.

ويؤكد بين ويكر رئيس الحزب الديمقراطي في ويسكونسن أن “نجاح (بايدن) السياسي يقوم في جزء منه على قدرته على إقامة تواصل إنساني. وهذا يختلف عن التجمعات الكبرى التي ينظمها ترمب”.

 

سن بايدن

جمع فريق الرئيس تمويلاً طائلاً لحملته، ما يسمح له بنشر إعلانات تلفزيونية مستهدفاً فئات محددة.

فهل تكون هذه الإستراتيجية مجدية؟ لا بد لبايدن من خوض المعترك الإعلامي إن أراد طمأنة الناس بشأن سنه.

يرى تود بيلت أن فريقه على يقين بأن “عليه أن ينزل على الأرض للتخلص من صورة رجل متقدم في السن يفتقر إلى الطاقة، هم يعلمون أنه لا يمكنهم الاستمرار في إبقائه بمنأى”.

وبدأت نسب التأييد للرئيس ترتفع في الأسابيع الأخيرة في بعض استطلاعات الرأي.