Home سياسة الحكومة اليمنية تحذر من مساع حوثية لدفن “جريمة البيضاء”

الحكومة اليمنية تحذر من مساع حوثية لدفن “جريمة البيضاء”

17
0

تتوالى ردود الفعل المحلية والدولية إزاء حادثة تفجير الحوثيين ثمانية من منازل المدنيين في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء (شرق اليمن) الثلاثاء الماضي، التي راح ضحيتها نحو 35 شخصاً بين قتيل وجريح في ظل سعي حثيث للجماعة الموالية لإيران للتنصل منها واعتبارها “عملاً فردياً”.

هذا التنصل دفع الحكومة اليمنية الشرعية للتحذير من مساعي الميليشيات مما وصفته “دفن ‎الجريمة”، وذلك بعد قيام (الحوثيين) “بالدفع بمجاميع كبيرة من عناصرها في محافظتي (ذمار، صنعاء) إلى مدينة رداع لتنظيم مسيرة شعبية يوم الجمعة بذريعة نصرة غزة لإظهار أن أبناء رداع ما زالوا يؤيدونها على رغم الفاجعة التي حلت بهم”.

مجاميع التأييد

وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني إن “ميليشيات الحوثي الإرهابية فشلت خلال 48 ساعة الماضية في إقناع أهالي ضحايا الجريمة النكراء ومشائخ ووجهاء المنطقة بالتنازل عن دماء أبنائهم، على رغم حملة الضغوط والإغراءات التي مورست عليهم”.

مشيراً إلى أن “الميليشيات الحوثية لجأت إلى الحشد من خارج مدينة رداع، لتنظيم مسيرة رداً على التظاهرات الشعبية الغاضبة التي جابت شوارع مدينة رداع مرددة: لا حوثي بعد اليوم… لا إله إلا الله الحوثي عدو الله”.

وتهدف الجماعة من خلال هذه المسيرة، وفقاً للإرياني، “إلى استعادة هيبتها أمام المجتمع المحلي في مدينة رداع ومحافظة البيضاء عامة، وتكثيف ضغوطها على أهالي الضحايا لإجبارهم على الرضوخ للحلول التي طرحت عليهم، وفبركة رسائل إعلامية عبر “المسيرة” (القناة الناطقة باسمهم) لتوجيه الشكر لمجرم الحرب عبدالملك الحوثي واللجان التي شكلها لاحتواء الجريمة”.

وأشعل سقوط مدنيين قتلى في تفجير قوات تتبع جماعة الحوثي لمنازل في مدينة رداع غضباً عارماً في أوساط اليمنيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأدى التفجير إلى تهدم عدد من المنازل في حارة الحفرة ومقتل 12 مدنياً وإصابة نحو 24 آخرين، بينهم نساء وأطفال كان معظمهم نائمين في صباح رمضاني يسكنون منازل طينية مجاورة.

عمل فردي ودوافع شيطانية

وفي ظل المساعي الحثيثة للجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات المجاورة لها للتنصل من الحادثة ووصفها بالعمل الفردي الذي لا يعبر عن سياسة ونهج الميليشيات المدعومة من إيران، كشف القيادي المنشق والناطق الرسمي السابق للحوثيين علي البخيتي، أن عمليات تفجير بيوت الخصوم نهج متأصل في الميليشيات يشرف عليه زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بنفسه بل ويحدد توقيت كل عملية تفجير ولا تتم إلا بعد موافقة صادرة عنه.

ونقل البخيتي في مقطع فيديو نشره على صفحته بمنصة “إكس” تعليقاً على حادثة رداع، ما قاله له قيادي رفيع في الجماعة سابقاً إن تفجير منازل الخصوم هدفه زجر وتخويف بقية فئات الشعب اليمني.

أما في الرواية الصادرة عنها، اعتبر الحوثيون جريمة التفجير عملاً فردياً غير مسؤول، ووعدوا بمحاسبة جميع المتسببين وإحالتهم للمحاكمة وتعويض الضحايا.

وأدان رئيس “المجلس السياسي” للجماعة، مهدي المشاط العملية، واعتبرها “مؤسفة”، واعداً “بمعاقبة المتورطين ومحاكمتهم”.

فيما اعتبر القيادي في الجماعة والمعين محافظاً لذمار، محمد البخيتي أن “إدانة أميركا المتأخرة لجريمة رداع بعد أن أدانتها حكومة الحوثيين بصنعاء، لا تعبر عن دوافع إنسانية، وإنما عن دوافع شيطانية لإثارة الفتنة”.

ووفقاً لتصريح الأرياني فإن” الميليشيات تخطط لتقديم عدد من عناصرها في مدينة رداع (كبش فداء) لامتصاص الغضب الشعبي، والتغطية على تورط قياداتها العليا في تلك الجريمة النكراء وذر الرماد على العيون”.

وكشف أن “الحملة المسلحة التي ارتكبت الجريمة مكونة من مدرعات وعربات خرجت من العاصمة المختطفة صنعاء بأوامر مباشرة من قيادات أمنية عليا في ميليشيات الحوثي الإرهابية وضمت فريقاً هندسياً مجهزاً بأدوات التفجير أوكلت له مهمة زرع المتفجرات حول منازل (آل ناقوس، وآل الزيلعي) وتفجيرها”.

وأظهرت المقاطع المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي حجم المأساة التي سببتها الجريمة الدخيلة على المجتمع اليمني، وهو ما دفع بالمئات للخروج إلى شوارع المدينة يهتفون بسقوط الحوثيين، ويصفون زعيمهم بـ”عدو الله”، قبل أن يرد مسلحو الجماعة بإطلاق النار عليهم لتفريقهم.

ودعت وزارة حقوق الإنسان، المبعوث الأممي ومفوضية حقوق الإنسان والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الانتهاكات الخطرة والجسيمة التي ترتكبها جماعة الحوثيين بحق المدنيين في مدينة رداع ومختلف المدن والمحافظات اليمنية، والعمل على توفير الحماية الكاملة للمدنيين.

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، عبرت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن عن صدمتها بشدة إزاء التقارير التي نشرت حول تفجيرات رداع بمحافظة البيضاء مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الأبرياء، بمن فيهم نساء وأطفال.

وقالت البعثة في تغريدة على منصة “إكس”، “تشكل هذه الجريمة المروعة انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، ويجب التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها”.

وبدورهما، أدانت سفارتا الولايات المتحدة الأميركية والبريطانية الحادث عبر بيانين منفصلين، وسط تأكيد على أن “هذه الهجمات تذكر بالمعاناة التي يعانيها اليمنيون من الحوثيين”.