Home سياسة «معركة الكرامة» في الأردن.. ذكرى أول انتصار عربي على إسرائيل

«معركة الكرامة» في الأردن.. ذكرى أول انتصار عربي على إسرائيل

11
0


في مثل هذا اليوم قبل 56 عاما، اختصرت 15 ساعة فقط، معركة خاطفة مثّلت أول نصر للعرب وأول هزيمة لإسرائيل.

إنها “معركة الكرامة” التي التحم فيها “الفدائيون” (مصطلح عُرف به المقاتلون الفلسطينيون في تلك الحقبة) والجيش الأردني بالقليل من السلاح والكثير من العزم ضد القوات الإسرائيلية، يوم 21 مارس/أذار عام 1968، وانتصر فيها الطرف العربي.

فبعد نكسة يونيو/حزيران 1967، التي انتهت باحتلال سيناء ومرتفعات الجولان السورية وجنوب لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، خُيل لإسرائيل أن نصرها في حرب “الأيام الستة”، سيقودها إلى إلى غنائم متتالية.

9 أشهر فقط، مرت على تلك النكسة، لتقرر إسرائيل اجتياحا عسكريا لغور الأردن، لتبدأ نقطة التحول في الصراع العربي الإسرائيلي.

كيف بدأت المعركة؟

في الساعة الـ5:30 من فجر يوم 21 مارس، حاولت القوات الإسرائيلية المدججة بالآليات والطيران والمشاة والمظليين، العبور إلى الأراضي الأردنية من الضفة الشرقية لنهر الأردن، من أربعة محاور رئيسية هي:

– المثلث المصري على طريق جسر الأمير محمد (جسر داميا).

– مثلث الشونة الجنوبية-السلط على طريق جسر الملك الحسين.

– مثلث عمّان-الشونة على طريق جسر الأمير عبدالله.

– غور الصافي باتجاه طريق الكرك.

في تلك المحاور، اصطدمت القوات الإسرائيلية بمقاومة عنيفة من المقاتلين الفلسطينيين من حركة فتح وقوات الجيش الأردني، بلغت ذروتها بعد الساعة العاشرة صباحا.

الملك الأردني الراحل مع أفراد من القوات المسلحة

ووفق ما طالعته “العين الإخبارية” في موقع “التراث الأردني”، كانت القوات الإسرائيلية تحاول تدمير الجيش العربي الأردني، واحتلال المرتفعات الغربية للأردن، والعمل على تدمير الاقتصاد الزراعي في وادي الأردن.

لكن القوات المسلحة الأردنية كانت بالمرصاد، ما اضطر إسرائيل، وللمرة الأولى في تاريخها العسكري، أن تطلب وقف إطلاق النار.

إلا أن العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال، رفض وقف إطلاق النار ما دام هناك جندي إسرائيلي واحد شرق نهر الأردن، وهكذا أُجبرت إسرائيل على الانسحاب.

وأخذت المعركة اسمها من بلدة “الكرامة” الأردنية الواقعة قرب الحدود الفلسطينية شرقي نهر الأردن.

الملك الأردني الراحل مع أفراد من القوات المسلحة

وفي كتابه “مهنتي كملك”. وصف العاهل الأردني الراحل، أحداث المعركة قائلا: “كان الاشتباك دمويا بين الجانبين؛ خسائر في الأرواح البشرية، تدمير للمعدات… وما من شك في أنّ الفدائيين لفتوا النظر بروعتهم في القتال، وقد قاتلوا في معركة الكرامة إلى جانب القوات الأردنية ببسالة وفعالية”.

ولأنها كانت تهدف إلى “القضاء على الفدائيين الفلسطينيين”، يقول مؤرخون إن إسرائيل تفاجأت بانخراط الجيش الأردني في تلك المعركة، معتقدة أنه كان سيقف متفرجا، بالنظر إلى “هزيمة يونيو 1967” وعلاقته المضطربة مع هؤلاء المقاتلين.

الخسائر 

15 ساعة كانت كفيلة بانسحاب الجيش الإسرائيلي الذي وصف بأنه “لا يُقهر”، بعد أن بلغت خسائره نحو 250 قتيلا و450 جريحا. وفق المركز الفلسطيني للمعلومات.

كما تم تدمير عدد كبير من الآليات الإسرائيلية، مقابل مقتل 185 من الجانبين الفلسطيني والأردني وإصابة 108 آخرين.

الملك الأردني الراحل مع أفراد من القوات المسلحة

الوحدة العربية وهزيمة “الأسطورة”

أثناء المعركة، وجّه الملك الراحل الحسين بن طلال، رسالة إلى ملوك الدول العربية ورؤسائها، قال فيها إن من “الأسباب التي سهّلت قيام العدوان وشجعت على اقتراف المزيد منه، معرفة العدو معرفة دقيقة وأكيدة بحقائق الوضع العربي تجمّعا وحشدا وإعدادا”.

مضيفا “بينما يعمل العدو يدا واحدة وهدفا واحدا، فإنه يعرف حقيقة الإمكانات والطاقات التي وضعتها الأمة العربية قبالته في الميزان، وهو أيضا يعلم أننا نكتفي بالتحدث عن الصف العربي ووحدته من غير أن نعمل جديا على بنائه عربيا سليما يتطابق فيه الاسم مع المضمون”.

“هُزمت الأسطورة، وهوت إلى الأبد، واستعادت النفس العربية ثقتها واسترد الإنسان العربي عزته وكرامته، في يوم العزة، يوم الكرامة”. هكذا وصف الملك الحسين معركة الكرامة.

أما الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فقال عنها “إن معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي”.

الملك الأردني الراحل مع أفراد من القوات المسلحة

وفي مثل هذا اليوم، يحتفل الأردنيون وكذلك الفلسطينيون، بذكرى معركة الكرامة التي تعد أول انتصار عربي وفلسطيني على آلة الحرب الإسرائيلية بعد هزيمة عام 1967.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDoxOjExMjk6MDozM2VmOmVkOGU6MiA= جزيرة ام اند امز US