Home سياسة تزايد الهجمات الأوكرانية على روسيا عشية الانتخابات الرئاسية

تزايد الهجمات الأوكرانية على روسيا عشية الانتخابات الرئاسية

30
0

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال زيارة إلى واشنطن، من أنّ الأشهر المقبلة ستكون “حاسمة” في تحديد مسار الحرب في أوكرانيا، مطالباً حلفاء كييف الغربيين بزيادة مساعداتهم لها.

وقال بوريل إن “العديد من المراقبين يتوقعون هجوماً روسياً هذا الصيف، وأوكرانيا لا يمكنها أن تنتظر نتيجة الانتخابات الأميركية المقبلة”، وأضاف المسؤول الأوروبي من العاصمة الأميركية التي قصدها بعد مشاركته في جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك أن “كلّ ما ينبغي القيام به يجب أن يتمّ القيام به بسرعة”.

وفي واشنطن، اجتمع بوريل خصوصاً مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مشدداً على العواقب المأسوية إذا ما انتصرت روسيا في حربها ضدّ أوكرانيا. وأضاف أنه إذا انتصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “في هذه الحرب واحتل أوكرانيا وأقام نظاماً عميلاً في كييف، مثل النظام الذي نراه بالفعل في بيلاروس، فالأمر لن يتوقف عند هذا الحد”ن وتابع “ستكون لهذا الأمر تداعيات هائلة على الولايات المتحدة وعلى الأنظمة التحالفية المبنية حول الولايات المتحدة وأوروبا”.

معارك

ميدانياً، دارت معارك الخميس في منطقة كورسك الروسية الحدودية بين قوات موسكو ووحدات موالية لكييف، فيما تسببت موجة هجمات جديدة بمسيرات على منطقة بيلغورود المجاورة بمقتل شخصين على الأقل وذلك قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية الروسية.

ودعا الرئيس فلاديمير بوتين الخميس الروس إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقررة من 15 حتى 17 مارس (آذار) للتعبير عن وطنيتهم في “فترة صعبة” تمر بها البلاد.

ومع استعداد الروس للتوجه إلى صناديق الاقتراع، تزايدت التوغلات المسلحة والهجمات الجوية في مناطق روسية حدودية مع أوكرانيا في الأيام الأخيرة.

مناطق القتال النشطة

في الأثناء، قال مسؤول كبير بالمخابرات الأوكرانية، إن مجموعات مسلحة وصفها بأنها روسية معارضة للكرملين تتوغل في الأراضي الروسية وحولت منطقتين حدوديتين إلى “مناطق قتال نشطة”، لكن حاكم إحدى المنطقتين قال إن “القوات المعادية” لم تعد موجودة هناك، وذلك بعد زيارة لقرى في المنطقة.

وأصدرت ثلاث مجموعات مقرها أوكرانيا بيانات قالت فيها إنها تمضي في عمليات مسلحة في منطقتي بيلغورود وكورسك وطلبت من السكان إخلائهما حفاظاً على سلامتهم.

وقال أندريه يوسوف المتحدث باسم مديرية المخابرات العسكرية في وزارة الدفاع للتلفزيون الرسمي “أصبحت منطقتا كورسك وبيلغورود الآن منطقة أعمال قتالية نشطة. وهذا ما نؤكده”، وأضاف “كما ذكرنا، هم متطوعون ومتمردون، نحن نتحدث عن مواطنين روس ليست لديهم خيارات أخرى، يدافعون عن حقهم المدني بالسلاح ضد نظام بوتين”.

لكن فياتسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود الروسية قال في حساب على تيليغرام “أستطيع أن أقول إنه لا توجد قوات أوكرانية على أراضي المنطقة. والقتال يدور خارجها”.

مجموعات معادية

وكان الحرس الوطني الروسي أعلن أنه “منخرط في صد هجوم مجموعات إلهاء معادية قرب قرية تيوتكينو في منطقة كورسك”.

وسبق أن نفذت وحدات آتية من أوكرانيا مؤلفة من روس مناهضين للكرملين وموالين لكييف، هجمات على هذه القرية الحدودية الثلاثاء. وأكدت موسكو أنها صدت الوحدات وقضت على المهاجمين.

وحضت قوات المتطوعين الروس الداعمة لكييف الأربعاء المدنيين على مغادرة بيلغورود وكورسك، مهددة بشن هجمات واسعة النطاق على أهداف عسكرية في المدن الحدودية الروسية.

وقالت المجموعات الثلاث “فيلق حرية روسيا” و”فيلق المتطوعين الروس” و”سيبير” في بيان مشترك “نحن مجبرون على تنفيذ قصف على مواقع عسكرية متمركزة في مدينتي بيلغورود وكورسك”. وأضافت “ندعو السلطات المحلية للمحافظة على حياة البشر وبدء إخلاء مدينتي كورسك وبيلغورود”. وأعلنت سلطات منطقة بيلغورود الخميس إقفال مراكز التسوق لأسباب “أمنية”.

 

وقال ممثل لمجموعة “فيلق حرية روسيا” أليكسي بارانوفسكي للتلفزيون الأوكراني إن “اشتباكات عنيفة” ما زالت دائرة حول تيوكينو وغرايفورون في منطقة بيلغورود.

هجمات الطائرات المسيرة

ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو غير مؤرخ يُفترض أنه يُظهر هزيمة المجموعات التي حاولت التسلل.

في الوقت نفسه، تزايدت هجمات الطائرات المسيرة التي تستهدف الأراضي الروسية في الأيام الأخيرة.

والخميس، قُتل مدنيان وأُصيب 19 في هجمات متواصلة في منطقة بيلغورود وفق ما أعلن حاكمها فياتشيسلاف غلادكوف الذي نشر صوراً تظهر مركبات ومباني متفحمة ونوافذها محطمة.

وأعلنت السلطات الإقليمية أنها ستغلق المراكز التجارية موقتاً لتجنب وقوع المزيد من الضحايا.

ماكرون: على أوروبا الاستعداد للرد

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن روسيا في عهد بوتين خصم لن يتوقف في أوكرانيا إذا لحقت الهزيمة بقوات كييف في الصراع الدائر منذ عامين وحث الأوروبيين على ألا يكونوا “ضعفاء” وأن يستعدوا للرد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأثار ماكرون جدلاً الشهر الماضي بعد أن قال إنه لا يستبعد إرسال قوات برية إلى أوكرانيا في المستقبل في وقت نأى فيه زعماء كثيرون بأنفسهم عن ذلك بينما عبر آخرون، خاصة في شرق أوروبا، عن دعمهم. وقال في مقابلة تلفزيونية موجهة في معظمها إلى الفرنسيين “إذا فازت روسيا بهذه الحرب، ستنخفض مصداقية أوروبا إلى الصفر”، وذلك بعد أن انتقد زعماء المعارضة الفرنسية تصريحاته ووصفوها بأنها داعية للحرب.

وأضاف أنه يختلف “بشدة” مع زعماء المعارضة، لكن “اليوم، اتخاذ قرار بالامتناع عن التصويت أو التصويت ضد دعم أوكرانيا لا يعني اختيار السلام، بل اختيار الهزيمة. الأمر مختلف”.

وقرر حزب المعارضة الرئيسي اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، الامتناع عن التصويت في البرلمان في وقت سابق من هذا الأسبوع على اتفاق أمني وقعته فرنسا مع أوكرانيا، في حين صوت حزب فرنسا الأبية اليساري المتشدد ضده.

 

وأردف ماكرون “إذا انتشرت الحرب في أوروبا، فروسيا المسؤولة… لكن إذا قررنا أن نكون ضعفاء، إذا قررنا اليوم عدم الرد، فسيكون ذلك اختياراً للهزيمة بالفعل. ولا أريد هذا”. وتابع أنه من المهم لأوروبا ألا ترسم خطوطاً حمراء، مما قد يوحي بضعف أمام الكرملين ويشجعه على الاستمرار في الهجوم على أوكرانيا. وأحجم عن تقديم تفاصيل حول الشكل الذي قد تبدو عليه عملية نشر القوات في أوكرانيا.

وقال “لا أريد هذا. أريد من روسيا أن توقف هذه الحرب وتتراجع عن مواقعها وتسمح بالسلام… لن أطلع شخصاً على أمر لا يطلعني على أي شيء. هذا شأن الرئيس بوتين”. وأكد أن فرنسا لن تبدأ أبداً هجوماً ضد روسيا وأن باريس ليست في حالة حرب مع موسكو على الرغم من أن روسيا شنت هجمات على مصالح فرنسية داخل فرنسا وخارجها.

وأضاف “نظام الكرملين خصم”، ممتنعاً عن وصف روسيا بأنها عدو. ووصف تهديد بوتين بشن ضربات نووية بأنه “ليس ملائماً”. ومضى ماكرون يقول إن أوكرانيا في وضع “صعب” على الأرض وإن الدعم الأقوى من الحلفاء ضروري. وأشار إلى أن “السلام لا يعني استسلام أوكرانيا… الرغبة في السلام لا تعني الهزيمة. والرغبة في السلام لا تعني التخلي عن أوكرانيا”.

وعبر أيضاً عن أمله في أن يأتي يوم يتم فيه التفاوض على السلام مع رئيس روسي “أياً كان”، متصوراً للمرة الأولى احتمال ألا يكون بوتين في السلطة. ونفى أن يكون إلغاء زيارة كانت مقررة لأوكرانيا راجعاً لأسباب أمنية. وقال “هذا ما قالته روسيا. يجب ألا تصدقوهم”.

تصريحات حادة

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الخميس، إن ذخيرة أوكرانيا في حربها ضد الهجوم الروسي بدأت تنفد وإن أعضاء الحلف لا يبذلون ما يكفي من الجهود لمساعدة كييف.

وأضاف ستولتنبرغ في تصريحات حادة غير معتادة بشأن حالة الحرب أن أعضاء حلف شمال الأطلسي لديهم القدرة على تقديم المزيد لأوكرانيا لكنهم بحاجة إلى إظهار الإرادة السياسية للقيام بذلك.

وقال للصحافيين بمقر الحلف في بروكسل “المساعدات غير المسبوقة التي قدمها أعضاء التحالف العسكري ساعدت أوكرانيا على البقاء كدولة مستقلة لكنها تحتاج إلى دعم أكبر في الوقت الحالي”.

وبعد مرور أكثر من عامين على الهجوم الروسي الشامل، ظل الجيش الأوكراني يواجه في الآونة الأخيرة مشكلة انخفاض إمدادات الأسلحة من الغرب بشكل كبير.

وتابع “لا يقدم الحلف كمية كافية من الذخيرة لأوكرانيا، وهذا له تبعات على ساحة المعركة يومياً… وهو أحد الأسباب التي جعلت الروس قادرين على تحقيق بعض التقدم في ساحة المعركة خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية”.

وأردف “لدينا القدرة والاقتصادات التي تمكننا من تزويد أوكرانيا بما تحتاجه. إنها مسألة إرادة سياسية لاتخاذ القرارات وتحديد الأولويات لدعم أوكرانيا”.