Home سياسة ليبيا خارج الدول الأكثر تأثرا بالإرهاب.. حلحلة مرتقبة بأزمة الانتخابات؟

ليبيا خارج الدول الأكثر تأثرا بالإرهاب.. حلحلة مرتقبة بأزمة الانتخابات؟

18
0


في خضم حراك محلي ودولي للدفع بليبيا نحو الاستقرار، كان البلد الأفريقي على موعد مع خطوة «إيجابية» في الملف الأمني، قد تقود لقهر «القوة القاهرة»، التي أرجأت الاستحقاقات الدستورية.

خطوة كشفت عنها التقرير الصادر عن المعهد الدولي للاقتصاد والسلام، في معرض إعلانه نتائج وقياس تأثير الإرهاب على الدول لسنة 2024، قائلا إن ليبيا احتلت المرتبة الـ39 في الدول المتأثرة بالإرهاب، في «ترتيب متقدم».

وبحسب التقرير الصادر الذي اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، فإن أكبر تحسن في المنطقة وتعاف من الهجمات الإرهابية كان من نصيب ليبيا، مشيرًا إلى أنه لم تقع حوادث ولا وفيات بسبب الإرهاب في ليبيا للمرة الأولى منذ عام 2010.

ويقول المعهد الدولي، إن ليبيا سجلت فقط 30 حالة وفاة في السنوات الخمس الماضية، مقارنة بـ537 في السنوات الخمس السابقة لفيروس كورونا (2019).

ردود فعل محلية

ذلك التقدم، رحبت به القيادة العامة للجيش الليبي، مشيرة إلى أن ليبيا -وفقا للتقرير- «خرجت من صدارة الدول المتأثرة بالإرهاب لتصبح على درجة (تأثير قليل) بعد أن كانت وطيلة سنوات على درجة (تأثير عال جدًا)».

وبحسب بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، فإن الجيش الليبي أكد أن مدنًا ليبية وعلى رأسها بنغازي ودرنة والجنوب عامة وكافة المناطق، «تطهرت من دنس الإرهاب»، مجددا عزمه على «ضرب الإرهاب وقطع دابره أينما طل برأسه وحيثما حَلّ».

وفيما لم تبد حكومة أسامة حماد المعترف بها من البرلمان أي رد فعل، دخلت غريمتها في الغرب (حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية) برئاسة عبدالحميد الدبيبة على الخط، قائلة إن «تحول ليبيا من ترتيب متقدم في الدول المتأثرة بالإرهاب، وانتقالها إلى مراتب أقل خطورة لأول مرة منذ سنوات، يعد مؤشرا على استعادة الأمن وتعزيز مؤشرات الاطمئنان في عموم البلاد».

وفي بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، أضاف الدبيبة: نعمل على أكثر من مسار لتثبيت حالة الاستقرار في بلدنا رغم التحديات، وأتطلع إلى تحقيق الصورة المثلى للدولة التي يتمناها الليبيون، عبر تدوير عجلة التنمية وإعادة الحياة في كافة مناحيها.

فماذا يعني خروج ليبيا من قائمة الأكثر تأثرًا بالإرهاب؟

يقول المحلل السياسي الليبي حكيم معتوق، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن ذلك الترتيب المتقدم لليبيا، يعني أن هناك مكافحة حقيقية للإرهاب خلال السنوات الماضية، بسواعد كل الليبيين، مشيرًا إلى أن «التحسن» لم يقتصر على المنطقة الشرقية فحسب حيث الجيش الليبي، بل إن المنطقة الغربية (مصراتة تحديدا) كان لها نصيب من ذلك التحسن؛ فـ«شبابها قاتلوا بشراسة تنظيم داعش في مدينة سرت».

بدوره، اعتبر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمؤتمر الوطني السابق عبدالمنعم اليسير، في حديث لـ«العين الإخبارية»، تراجع ليبيا في مؤشر الإرهاب حدثا إيجابيا ومطمئنا، مشيدًا بجهود جميع الجهات التي ساهمت فيه -دون تسمية إحداها-

إلا أنه أشار إلى عدة عوامل أدت إلى تراجع الجماعات الإرهابية في ليبيا عن شن عمليات؛ أبرزها نشاط الجيش الليبي وعملية البنيان المرصوص التي تمكنت من تحرير سرت، مما جعل معاقل الإرهاب تتقلص في ليبيا.

هل يقود ذلك التحسن إلى انفراجة في ملف الانتخابات؟

ورغم أن الأزمة الليبية توصف بـ«الأمنية» ما يعني أن أي تحرك في ذلك الملف قد يقود لحلحلة في ملف الانتخابات، إلا أن المحلل الليبي معتوق، قلل من شأن تلك الخطوة في إحداث انفراجة بالاستحقاقات الدستورية التي أرجأتها «القوة القاهرة».

وأوضح المحلل الليبي، أن أزمة الانتخابات ملف سياسي بامتياز، مستبعدًا في الوقت نفسه، أن يقود تلك الانفراجة في حلحلة ملف المليشيات المسلحة في ليبيا والتي «لديها أجندات وارتباطات خارجية».

بدوره، اعتبر اليسير، أن ذلك التحسن سينعكس إيجابا على ملف إعادة الإعمار وعودة الشركات الأجنبية إلى البلد الأفريقي، متوقعًا أن يقود التحسن في حلحلة العملية الانتخابية.

وأشار إلى أن تراجع الجماعات الإرهابية عن شن عمليات إرهابية، سيقود إلى حلحلة في ملف الانتخابات، وخاصة بعد تحسن المناخ الأمني في البلد الأفريقي.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDoxOjExMjk6MDozM2VmOmVkOGU6MiA= جزيرة ام اند امز US