Home سياسة رمضان والصفقة: خلاف في “الكابينت”.. و”إسرائيل” بين الدقيقة 90 وكمائن الأسابيع المقبلة

رمضان والصفقة: خلاف في “الكابينت”.. و”إسرائيل” بين الدقيقة 90 وكمائن الأسابيع المقبلة

8
0

– إسرائيل هيوم- بقلم شيريت افيتان كوهن

تضغط الولايات المتحدة على كل الأطراف للوصول إلى الصفقة قبل شهر رمضان، وذلك كما يعترف كل من يعنى بالموضوع في إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. ويأتي الضغط الأمريكي لأغراض داخلية – فوقف النار وإعادة المخطوفين سيخلق بعض الهدوء في قاعدة جماهيرية ما هناك في القارة الشمالية. وقطر هي المطالبة بتوفير البضاعة. أساس الضغط توجهه الولايات المتحدة إلى الدولة التي تشكل المحور الأساس لحماس. لكن إسرائيل هي الأخرى تحت كماشة ضغوط. فمنذ أسابيع ومسؤولون كبار في إسرائيل يدعون بأن بايدن يحاول أن يدفع نحو صفقة تؤدي إلى نهاية الحرب، حتى وإن لم يكن إلى إعلان منذ البداية.

في غضون نحو أسبوعين، ستنضج صفقة تؤدي إلى تحرير المدنيين المتبقين في أسر حماس، وذلك كشريطة أن تبقى منظمة الإرهاب في وعاء الضغط الذي يطبخ فيه الوسطاء معاً وإسرائيل (بالضغط العسكري المتواصل). في نهاية الأسبوع، أشار قادة المنظمة لأول مرة إلى استعدادهم التنازل عن مطلب إنهاء الحرب، ما أدى إلى اختراق في المحادثات، لكن الطاولة مليئة بالفجوات الكبيرة: عدد أيام الهدنة، عدد المخربين المحررين وبالطبع “نوعيتهم”. لقد حظيت المفاوضات باختراق في نهاية الأسبوع، وإلى تفاؤل حذر لدى إسرائيل – لكن النقاش في التفاصيل هو الذي سيحسم الأمر في النهاية.

يتصاعد من خلف الكواليس توتر بين نتنياهو وغالنت وغانتس وآيزنكوت، وبقوة أكبر بين الثلاثة وآيزنكوت في داخل كابينت الحرب. وتدعي محافل في الكابينت منذ أسابيع بأن آيزنكوت يميل إلى مساومة مبالغ فيها. أما الآن فهي تخشى من محاولته التخفيف من مواقف إسرائيل تجاه حماس والوسطاء بشكل يضعفنا في المفاوضات ويؤدي إلى “دفع ثمن” بأعداد عالية. وثمة نوع من الإنذار يحوم أيضاً من جانب آيزنكوت في موضوع المخطوفين تجاه غانتس. إذا ما أيد آيزنكوت صفقة يعارضها الباقون، فقد ينسحب من الحكومة احتجاجاً، ويجر غانتس وراءه.

الأيام والأسابيع القادمة ستجعل الساحة الجماهيرية في إسرائيل متوترة وغاضبة. عودة المخطوفين، التي تبدو فجأة على مسافة نحو خطوة عن الواقع، تخلق مرة أخرى توتراً بين مؤيدي “صفقة بكل ثمن” والساعين للحرص على مصير المخطوفين إلى جانب القلق على مستقبل إسرائيل. خيراً يفعل وزراء كابينت الحرب وقادة جهاز الأمن إذا ما ابتعدوا الآن عن تصريحات كفيلة بتسخين الساحة الجماهيرية في موضوع المخطوفين، ومن جهة أخرى، تتسبب بعائلات أحبائنا التمترس في مواقفهم في رؤيتهم للضغط الإسرائيلي.

سيتخذ القرار كما يحصل في كل مفاوضات في الدقيقة التسعين من انتهائها، بداية شهر رمضان هذه المرة – 10 آذار. حتى ذلك الحين، سيكون كل اللاعبين مطالبين بالاتفاق على صفقة تؤدي ظاهراً إلى هدوء في الشهر الإسلامي الذي من المحتفلين فيه من يميلون إلى تنفيذ أعمال مضادة لليهود. يلتقي الأمل الأمريكي هنا أيضاً بالمصلحة الإسرائيلية لتنظيم القوى لمواصلة القتال، وكذا لتهدئة الوضع الأمني في إسرائيل الكبرى، في كل الجبهات. وفي كل وقت تكون فيه هذه هي المصلحة الإسرائيلية (إعادة المخطوفين، والهدوء الأمني، وتنظيم القوات القتالية) سنقوم بها وننجح.