Home سياسة شاهد.. تواصل الصلاة في أقدم مساجد غزة رغم الدمار | ثقافة

شاهد.. تواصل الصلاة في أقدم مساجد غزة رغم الدمار | ثقافة

12
0

يواصل الإمام فادي عارف رفع الأذان في “المسجد العمري الكبير” وإقامة صلاة الجماعة فيه، ويحمل هذا المسجد سمات معمارية تعود للعصرين المملوكي والعثماني، وتعرض معظمه للتدمير جراء قصف وهجمات إسرائيلية على شمال قطاع غزة.

المسجد العمري، المعروف أيضا باسم “مسجد غزة الكبير”، هو أكبر وأقدم مسجد في قطاع غزة، ويقع في مدينة غزة القديمة، ويُعتقد أنه يقع في موقع معبد وثني فلسطيني قديم، وقد استخدمه البيزنطيون لبناء كنيسة في القرن الخامس الميلادي، وهو ثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى في القدس، ومسجد أحمد باشا الجزار في عكا.

وتعرض المسجد العمري لقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2023، مما أدى إلى تدميره بشكل شبه كلي، ورصدت كاميرا الجزيرة كيف دمر القصف الإسرائيلي معالم المسجد الأثري كما فعل بمعظم منازل القطاع الفلسطيني.

وفي ظل التساؤلات المشروعة حول مصير المسجد العمري وغيره من المواقع الأثرية في غزة، أكد متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أن “الأولوية عادة لحالة الطوارئ الإنسانية، لكن يجب أيضا حماية التراث الثقافي بجميع أشكاله وفقا للقانون الدولي، الذي ينص على أن الممتلكات الثقافية هي بنية تحتية مدنية ولا يجوز استهدافها أو استخدامها لأغراض عسكرية”.

وأضاف -في حديث سابق للجزيرة نت- “وضعت اليونسكو عملية لرصد الأضرار منذ بداية الحرب بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية والمعلومات المرسلة إليها من أطراف ثالثة، بما في ذلك شركاؤنا والوكالات الشقيقة للأمم المتحدة الموجودة حاليا على الأرض وبالتعاون الوثيق مع مكتبنا في رام الله”.

وأشار الخبير الأثري الفلسطيني فضل العطل إلى أن المواقع الأثرية في غزة لم تُستهدف في الحروب الماضية بهذا القدر من الدمار، “لكن في هذه الحرب تم تدميرها بشكل مباشر مثل المحراب الشمالي وكل القباب الموجودة في التوسعة المعمارية للمسجد العمري منذ آلاف السنين والتي اندثرت كليا”.

وحول إمكانية ترميم الأماكن المتضررة بعد انتهاء الحرب، أجاب فضل العطل متشبثا ببعض الأمل “يمكننا إعادة ترميم المواقع المتبقية أو أجزاء منها اندثرت بشكل كلي، مثل موقع البلاخية، وهو أقدم ميناء بحري يعود تاريخه إلى 800 سنة قبل الميلاد، وتم اكتشاف الجدار الروماني الذي دمرته جرافات ودبابات الاحتلال في شقه الغربي”.

واسترسل الخبير الغزي -في حديث سابق للجزيرة نت- “لم تسلم المساجد والكنائس والثقافة في قطاع غزة” من العدوان الإسرائيلي، قائلا إن إعادة ترميم الجامع العمري ممكنة إلا أنها ستكون “عملية طويلة ومكلفة للغاية لأن مساحته شاسعة”.