Home سياسة “أكثر تدميرا ودموية”.. هل تخشى إسرائيل حربا شاملة مع حزب الله؟

“أكثر تدميرا ودموية”.. هل تخشى إسرائيل حربا شاملة مع حزب الله؟

8
0

القدس المحتلة- في الوقت الذي يتواصل فيه القصف المتبادل على الحدود اللبنانية، كُشف النقاب عن دراسة تستقرأ سيناريو ما سيحصل في الجبهة الداخلية الإسرائيلية إذا اندلعت مواجهة شاملة على الجبهة الشمالية بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال، وتحولت إلى حرب متعددة الجبهات.

وبحسب الدراسة الأمنية التي نشرتها صحيفة “كلكليست”، فإن الحرب المحتملة ستكون أكثر تدميرا ودموية بالنسبة لإسرائيل، كما استعرضت التفاصيل المروعة لما وصفته “سيناريو الرعب” الذي يتوقع ما ستبدو عليه الجبهة الداخلية الإسرائيلية إذا اندلعت هذه الحرب.

وستبدأ الحرب متعددة الجبهات، وفق الدراسة نفسها، من الشمال بإطلاق حزب الله صواريخ ضخمة ومكثفة ومدمرة في كل مكان تقريبا في إسرائيل، بمعدل 2500 إلى 3 آلاف عملية إطلاق يوميا، وستشمل صواريخ غير دقيقة وأخرى دقيقة بعيدة المدى.

كما سيطلق الحزب وابلا هائلا من الصواريخ على مراكز حساسة تطال قواعد عسكرية مهمة للجيش الإسرائيلي أو مدنا في منطقة تل أبيب الكبرى، التي سيتم استهدافها بمئات الصواريخ في يوم واحد، وسيستمر إطلاق النار يوما بعد يوم حتى اليوم الأخير من الحرب بعد حوالي 3 أسابيع من اندلاعها.

مقاتلو حزب الله اللبناني يشاركون في غارات عبر الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي (الفرنسية)

جبهات متعددة

وهذا السيناريو ليس ردا تم صياغته بعد معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل هو نتيجة دراسة بدأت قبل نحو 3 سنوات في معهد سياسات “مكافحة الإرهاب” بجامعة رايخمان في هرتسليا، وفي نهايتها تم إعداد تقرير بعنوان “التعامل مع تحديات الجبهة القتالية وكسب الحملة”.

وشارك في تحضير الدراسة -المؤلفة من 130 صفحة- 6 مراكز بحثية، تضم قرابة 100 خبير إسرائيلي فيما يسمى “محاربة الإرهاب”، ومسؤولين أمنيين سابقين، وأكاديميين ومسؤولين حكوميين، الذين درسوا الجوانب الحاسمة المتعلقة بإعداد الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية لحرب متعددة الجبهات.

وبحسب الدراسة، فإنه في المراحل الأولى من الحرب التي ستسبب ذعرا للإسرائيليين، سينضم إلى حزب الله المزيد من المنظمات المسلحة من منطقة الشرق الأوسط، ومن بينها التنظيمات الموالية لإيران في سوريا والعراق، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، والحوثيين في اليمن.

وبعيدا عن الدمار الهائل الذي لم تعرف إسرائيل مثله من قبل، مع توقع سقوط آلاف القتلى من الجنود والمدنيين، فإن أحد الأهداف الرئيسية لإطلاق النار، سيكون إحداث انهيار لأنظمة الدفاع الجوي لجيش الاحتلال.

وستطلق التنظيمات المسلحة الصواريخ الدقيقة والطائرات دون طيار وصواريخ كروز لإلحاق الضرر الجسدي ببطاريات القبة الحديدية وتدميرها بالكامل، وسيعرّض معدل إطلاق النار وكثافة الرشقات الصاروخية التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية لتحديات لم تواجهها من قبل.

ووفقا لهذه الدراسة، فإن مخزون صواريخ القبة الحديدية ومقلاع داود الاعتراضية سينفد خلال أيام قليلة على الأكثر من بداية القتال، وستكون إسرائيل معرضة لآلاف الصواريخ والقذائف طوال ساعات اليوم دون دفاع جوي فعال، بالتأكيد ليس محكما.

هجوم واسع

وفي الوقت نفسه، سيحاول حزب الله تعطيل أنشطة سلاح الجو الإسرائيلي والحد من قدرته على العمل من قواعده، حيث سيتم توجيه الصواريخ الثقيلة والدقيقة إلى المدارج على فترات تمنع أو تجعل من الصعب استعادتها.

وسيتم توجيه نيران كثيفة نحو مستودعات الطائرات الحربية التي تخزن فيها طائرات “إف 16، وإف 35، وإف 15” (F16 وF35 وF15)، والتي تشكل قاعدة الجزء الأكبر من القوة الجوية القتالية الإسرائيلية.

كما سيتم توجيه الصواريخ الدقيقة ذات الرؤوس الحربية التي تزن مئات الكيلوغرامات، بما فيها صواريخ كروز، إلى مشاريع البنية التحتية الحيوية التي في دائرة الاستهداف، ومنها محطات توليد الكهرباء والبنى التحتية لقطاع الكهرباء ومرافق تحلية المياه ونقلها، وسيتم إغلاق الموانئ البحرية في حيفا وأسدود وتعليق تجارة البضائع الدولية.

وستطير أسراب من عشرات الطائرات دون طيار الانتحارية -إيرانية الصنع- على ارتفاع منخفض للغاية نحو أهداف حساسة وعالية الجودة في العمق الإسرائيلي، في محاولة لضرب مصانع الأسلحة ومستودعات الطوارئ التابعة للجيش الإسرائيلي والمستشفيات التي ستكون مكتظة بالجرحى بأعداد هائلة لم تعهدها الفرق الطبية حتى في الأيام التي تلت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وستكون البنى التحتية الحيوية للنقل ووسائل الاتصال والمواقع الإلكترونية للوزارات الحكومية والسلطات المحلية هدفا لهجمات سيبرانية واسعة النطاق، إلى حد خطر تعطيل عمل الاقتصاد الإسرائيلي.

كما ستكون حركة المرور على الطرق صعبة وخطيرة، لأن أنظمة التحكم في الإشارات الضوئية ستنهار، وستتساقط الصواريخ في كل مكان، وستؤدي الاضطرابات الجماعية إلى إغلاق الطرقات المركزية.

وستشتد الفوضى عندما يرسل حزب الله المئات من مقاتلي الرضوان، قوة الكوماندوز التابعة له، للتوغل إلى الأراضي الإسرائيلية، في محاولة للسيطرة على المستوطنات على طول الحدود مع لبنان ومواقع جيش الاحتلال في الجليل الأعلى.

وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى التعامل مع القتال والفوضى، وخوض معارك واشتباكات مع مقاتلي حزب الله داخل الأراضي الإسرائيلية، وسيكون ذلك على حساب توجيه الجهود العسكرية لشن عمليات قتالية فورية في لبنان ومناورات برية للسيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني.

أضرار هائلة

وسيجد الجمهور الإسرائيلي صعوبة لعدة أيام في الحصول على معلومات محدثة وموثوقة حول الوضع، وسيفقد الثقة في الرسائل التي سيتلقاها من المسؤولين والمتحدثين الرسميين الإسرائيليين.

وسيزداد القلق والذعر بصفوف الإسرائيليين، نظرا لكثرة القتلى والأضرار الهائلة وانقطاع الكهرباء والمياه، وتأخر وصول قوات الإنقاذ إلى مواقع الدمار، وصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية مثل الغذاء، والعلاج الطبي والدواء.

وسيزيد حزب الله من قلق وارتباك الإسرائيليين عبر الحرب النفسية المتواصلة، وسيطلق معركة وعي واسعة النطاق بإغراق وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بالتهديدات والمعلومات المضللة التي من شأنها تعميق الخلافات الداخلية.

بينما أولئك الذين يريدون الفرار للنجاة بحياتهم للخارج، بحسب الدراسة الأمنية، سيجدون أن الاتصال الجوي لإسرائيل مع العالم قد انقطع بسبب إغلاق مطار بن غوريون الذي سيتعرض لهجوم صاروخي غير مسبوق.

طوال فترة الحرب، سيبذل حزب الله قصارى جهده لإشعال النار في كل ساحة ممكنة، عبر الحث على القتال وتشجيع الانتفاضة في الضفة الغربية وبين المواطنين العرب في إسرائيل، لإشغال أكبر عدد من الجيش والشرطة بالحفاظ على النظام العام على الجبهة الداخلية.

وبعد نحو 3 أسابيع من النار والدم، سيؤدي حجم الأضرار غير المسبوقة في لبنان وإسرائيل إلى انتهاء الحرب بشعور محبط بـ”التعادل”، وذلك تحت ضغط المجتمع الدولي.

وحتى في الساعات الأخيرة من الحرب، سيواصل حزب الله إطلاق الصواريخ والقذائف على الجبهة الداخلية وفق خطة إطلاق ممنهجة، مع تفعيل منظومات الإطلاق من عمق الأراضي اللبنانية من منصات الإطلاق التي أعدها مسبقا.