Home سياسة ترقب عالمي لجوائز “غرامي” وهيمنة نسائية على الترشيحات

ترقب عالمي لجوائز “غرامي” وهيمنة نسائية على الترشيحات

12
0

تتجه الأنظار قبل الحفلة الـ 66 لتوزيع جوائز “غرامي” الموسيقية غداً الأحد إلى نجمة الـ “بوب” تايلور سويفت التي قد تسجل إنجازاً غير مسبوق في تاريخ هذا الحدث في حال فوزها بجائزة ألبوم العام للمرة الرابعة.

لكن فوز سويفت بالجائزة الأبرز يتطلب التفوق في منافسة شرسة يطغى عليها العنصر النسائي.

وفي مقدم المنافسات مغنية الـ “آر إن بي سزا” التي حصلت على أكبر عدد من الترشيحات، إذ نالت تسعة منها بفضل ألبومها “أس أو أس” الذي يتضمن أغنيات مطبوعة بتأثيرات أنواع موسيقية عدة مثل الـ “بوب” والـ “جاز” والـ “روك” والـ “إلكترو”، ومن أبرزها “كيل بيل”.

وتنافس أيضاً على جائزة ألبوم العام غانيل موناي ولانا ديل راي وأوليفيا رودريغو ومايلي سايروس، وكذلك فرقة الـ “روك” المستقلة “بوي غينيوس”. 

وحصلت الفرقة التي تتألف من الثلاثي النسائي فيبي بريدغرز وغوليان بيكر ولوسي داكوس على ستة ترشيحات، وبالتالي ثمة فرص كبيرة أن تؤول الجائزة الأهم إلى امرأة ما لم تأت المفاجأة من عازف الجاز جون باتيست الذي أثبت حضوره في جوائز “غرامي” خلال الأعوام الأخيرة.

وباتيست هو الرجل الوحيد الذي نجح في حجز مقعد له في المنافسة على اثنتين من الفئات المرموقة، وهما ألبوم العام وأغنية العام، بعد عامين من فوزه في حفلة “غرامي” متفوقاً على نخبة فناني موسيقى الـ “بوب”.

ويخوض جون باتيست السباق هذا العام عن أغنيته “باترفلاي” التي ألفها لزوجته الكاتبة سليكا غواد عندما دخلت المستشفى لمتابعة علاجها من سرطان الدم، ولم تتمكن تالياً من مشاهدة فوزه عام 2022.

وشدد جون باتيست في تصريح إلى وكالة الصحافة الفرنسية قبل بضعة أسابيع على أن أفضل ما في ترشيحه مجدداً لجوائز “غرامي” هو وجودها معه هذه المرة.

إنجاز منتظر لتايلور سويفت

وفي حال فاز “ميدنايتس” لتايلور سويفت (34 سنة) بجائزة ألبوم العام فستدخل إلى فئة أهم الفائزين بجوائز “غرامي” بتتويجها في هذه الفئة للمرة الرابعة.

ومن شأن إنجاز كهذا أن يؤكد مكانتها كنجمة أساس في عالم الموسيقى بعدما اختارتها مجلة “تايم” شخصية عام 2023، وتجاوزت إيرادات جولة حفلاتها العالمية “ذي إيراس تور” عتبة المليار دولار الرمزية في 60 حفلة عام 2023، وهو مبلغ لم يسبق له مثيل في تاريخ الموسيقى.

 

 

ونال منتجها جاك أنتونوف ستة ترشيحات، سواء لتعاونه معها أو مع المغنية لانا ديل راي في الألبوم Did you know there”s a tunnel under Ocean Blvd.

ويحضر بقوة أيضاً فيلم “باربي” الذي حصل على 11 ترشيحاً لهذه الجوائز المعادلة موسيقياً لجوائز الـ “أوسكار” السينمائية.

ويعود الفضل في هذا الرصيد من الترشيحات لأداء المغنيات بيلي إيليش ودوا ليبا ونيكي ميناج، وكذلك إلى الممثل راين غوسلينغ الذي تحول ظاهرة موسيقية غير متوقعة من خلال أغنيته “آيم جاست كن”.

وفي هذا الألبوم أيضاً يمكن أن تتوج مغنية الراب المتألقة في “برونكس آيس سبايس” بلقب اكتشاف العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتولى الفكاهي تريفور نوا تقديم الحفلة التي تخصص حيزاً واسعاً للوصلات الفنية، إذ إن جوائز معظم الفئات الـ 90 ستسلم للفائزين بها قبل الأمسية نفسها لا خلالها.

وسيتاح تالياً للنجوم على غرار سزا وبيلي إيليش وأوليفيا رودريغو وقت كاف لتقديم عروضهم الغنائية.

وتشارك في الحفلة من لاس فيغاس فرقة الـ “روك”، “يو2U2 “، في حين يعتلي مسرح الأمسية حضورياً في لوس أنجليس مغني الراب ترافيس سكوت، ومغني الـ “كانتري” لوك كومز، والمغني النيجيري بورنا بوي.

وفي عمر الـ 80 تغني الكندية جوني ميتشل للمرة الأولى على مسرح جوائز “غرامي”، وهي تسعى هذا العام إلى الفوز بجائزة أفضل ألبوم من نوع الـ “فولك” بعدما سبق أن نالت تسع جوائز “غرامي” خلال مسيرتها الفنية.

وتبدأ الحفلة يوم الإثنين في الساعة 17:00 من يوم الأحد بالتوقيت المحلي (01:00 توقيت غرينيتش).

تهميش مستمر للموسيقى اللاتينية

وعندما افتتح “أمير” موسيقى الريغيتون باد باني احتفال توزيع جوائز “غرامي” قبل عام، أمل كثير في أن يكون إسناد هذه المهمة إليه مؤشراً إلى إعطاء الموسيقى اللاتينية حقها في هذا الحدث المخصص للصناعة الموسيقية الأميركية، لكن الواقع أظهر أن فناني أميركا الجنوبية والوسطى لا يزالون مهمشين فيه على رغم شعبيتهم الواسعة.

كذلك تمكن باد باني عام 2023 من أن يرفع للمرة الأولى أسطوانة باللغة الإسبانية هي Un verano sin ti، إلى مصاف الأعمال المرشحة لجائزة أفضل ألبوم، إلا أن قائمة الترشيحات للاحتفال هذا العام لم تتضمن أي فنان من أميركا اللاتينية في هذه الفئة الرئيسة، ولا في واحدة من الجوائز الثلاث الأخرى المرموقة، أفضل أغنية وأفضل تسجيل وأفضل فنان جديد لهذا العام.

وأحدث هذا الغياب صدمة لدى المراقبين الذين لاحظوا مثلاً عدم شمول الترشيحات لـ “جائزة أفضل فنان جديد” المغني المكسيكي بيسو بلوما على رغم كونه حقق نجاحاً هائلاً بنيله المركز الخامس عالمياً من حيث عدد نقرات الاستماع على منصة “سبوتيفاي” عام 2023.

ولاحظت مجلة “رولينغ ستون” أن المنظمين “يستبعدون موجة جديدة تماماً من المواهب التي تغير المشهد الموسيقي”.

كذلك لم تشمل الترشيحات شاكيرا التي عادت بقوة للساحة الفنية من خلال أغنيتها العالمية Bzrp Music Sessions, Vol. 53  عن انفصالها عن لاعب كرة القدم السابق جيرارد بيكيه.

ومن بين المستبعدين أيضاً مغني الراب البورتوريكي إيلاديو كاريون والكولومبية كارول جي التي حلت في المركز التاسع من حيث عدد نقرات الاستماع على “سبوتيفاي” عام 2023، ولكن اسمها لم يرد كمرشحة في أية من الفئات العامة.

واعترف رئيس أكاديمية التسجيل التي تمثل العاملين في صناعة الموسيقى الأميركية وتنظم جوائز “غرامي” هارفي مايسن جونيور بذلك على موقع “بيلبورد” إذ قال “كنت أتمنى أن يكون لدى مزيد من الفنانين والمؤلفين اللاتينيين”.

وأضاف، “علينا أن نحرص على تمثيل الواقع الفعلي للموسيقى”.

ورأى منتقدو جوائز “غرامي” أن “التهميش فاضح في ما يتعلق بأنماط الموسيقى المكسيكية المناطقية، باندا وسييرينو ونورتينو ومارياتشي، التي باتت تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة واحتلت مرات عدة هذه العام أحد المراكز الـ 10 الأولى في الترتيب المرجعي الأميركي “هوت 100” الذي تضعه مجلة “بيلبورد”.

وأتاح هذا الازدهار لجيل جديد من الفنانين إعادة تأهيل قصص الـ “كوريدو” السردية المغناة التي عرفت شعبياً قبل أكثر من قرن خلال الثورة المكسيكية من خلال تحديثها بإدخال تأثيرات موسيقى الراب أو الريغيتون عليها.

وتعرض بيسو بلوما إلى انتقادات شديدة بسبب عمله في هذا السياق على نوع فرعي قديم من هذه الأناشيد يعرف بـ “ناركوكوريدو”، وهي أغنيات تحكي قصصاً عن المخدرات، إذ اتهم الفنان بأنه يمجد بذلك تهريبها وعصاباتها.

لكن هذه الأغنيات تجذب في الواقع جمهوراً عابراً لحدود الدول من الشباب المعتادين على العالم الرقمي الذين يشكلون الغالبية العظمى من مستخدمي منصات البث التدفقي وشبكات التواصل الاجتماعي.

ورأى الأستاذ في جامعة المكسيك خوان كارلوس راميريس بيمينتا المتخصص في الـ “كوريدو” وثقافة المخدرات أن “ما يحدث راهناً هو عبارة عن إعادة معايرة ليس فقط للموسيقى المكسيكية المناطقية، بل كذلك للهوية المكسيكية في الولايات المتحدة”، فكثير من محبي الفنانين كبيسو بلوما هم من المهاجرين الشباب إلى الولايات المتحدة أو من الجيل الأول من الأميركيين، إضافة إلى عدد كبير من غير اللاتينيين الذين لا يتحدثون الإسبانية.

ولاحظ الأكاديمي أن هذه الظاهرة “مرتبطة فعلاً بتآكل الموسيقى الإنجليزية والأميركية كموسيقى عالمية”.

 

 

وكما حال موسيقى الـ “بوب” والـ “روك” والـ “هيب هوب” والـ “كانتري” وسواها من الأنواع، فللموسيقى اللاتينية فئة فرعية خاصة بها من جوائز “غرامي” إلى جانب الفئة العامة الأكثر شهرة، ومنذ عام 2000 دأب فرع منفصل من “أكاديمية التسجيل” على تنظيم جوائز “غرامي” اللاتينية أيضاً، وهي مخصصة بالكامل للموسيقى باللغتين الإسبانية والبرتغالية.

ولاحظ الأستاذ في جامعة كولومبيا في نيويورك إد موراليس أن احتفال توزيع هذه الجوائز اللاتينية فرصة لترويج تجاري واسع، لكنه في الوقت نفسه يسهم ربما في عزل الموسيقى اللاتينية وتقليل الحاجة إلى إدراجها في جوائز غرامي التقليدية.

واعتبر الباحثان أن هذا التهميش يشبه ما عرفه فنانو الـ “هيب هوب” طوال عقود، ولم يوضع له حد إلا في الآونة الأخيرة.

وقال خوان كارلوس راميريس بيمينتا “إنها عملية الحرمان من التمثيل نفسها”.

أما إد موراليس فشدد على أن “أميركا اللاتينية يجب ألا تبقى إلى الأبد هامشية ومصنفة على أنها أجنبية”.

حفلة زاخرة بالنجوم

وقدم مغني الـ “روك” الشهير جون بون جوفي خلال مشاركته كضيف شرف في حفلة تسبق موعد توزيع جوائز “غرامي” أداء مشتركاً صاخباً مع المغني بروس سبرينغستين مساء أمس الجمعة أمام جمهور من النجوم من بينهم بول مكارتني.

وأدخل نجما الـ “روك” العالميان جمهور لوس أنجليس في حال من الحماسة الشديدة مع أغنيتي “هو سز يو كانت غو هوم” لبون جوفي و”ذي بروميسد لاند” لبروس سبرينغستين.

وتقام هذه الحفلة التقليدية التي يتهافت النجوم على المشاركة فيها عشية توزيع جوائز “غرامي” من جانب هيئة “ميوزيكيرز”، الذراع الخيرية لمنظمة “ريكوردينغ أكاديمي” (أكاديمية التسجيل)، القائمة على هذه المكافآت الرئيسة في قطاع الموسيقى الأميركية.

 

 

ومن بين ضيوف الشرف دوللي بارتون وجوني ميتشل إضافة إلى الزعيم سبرينغستين ومغني البيتلز السابق بول مكارتني.

وأثناء تسلمه جائزة الأمسية رحب جون بون جوفي بصديقه سبرينغستين وتحدث عن وفاة والدة الأخير في وقت سابق من الأسبوع، وقال جون بون جوفي (61 سنة) “لقد أراد أن يكون هنا من أجلي الليلة، وأنا ممتن له إلى الأبد”.

وانتهت الأمسية بأداء نسخة من أغنية بون جوفي “ليفين أون إيه براير” بعد كلمة سلط فيها مغني الـ “روك” الضوء على هبة الموسيقى.

وقال، “في كل مرة أعزف على غيتاري يذكرني ذلك بأن لدى صديقاً مدى الحياة، وهذه الآلة لا تخذلك أبداً”. وأضاف، “لا يهم إذا كان عمرك ثمان سنوات أو 80 سنة، سواء كنت تعزف الموسيقى في غرفة نوم أو في الملعب المحلي”.