Home سياسة الخلافات الداخلية في “طالبان” الباكستانية والتحديات التي تشكلها

الخلافات الداخلية في “طالبان” الباكستانية والتحديات التي تشكلها

8
0

ظهرت خلافات جديدة بين حركة “طالبان” الباكستانية وفصيل جماعة “الأحرار” التابعة للحركة بعد أن نشرت منصة إعلامية تابعة لـ “الأحرار” بياناً ضد زعيم الحركة مفتي نور ولي محسود ووجهت اتهامات شديدة ضده.

جماعة “الأحرار” هي مجموعة متطرفة كانت تعمل تحت قيادة عمر خالد خراساني وانفصلت عن حركة “طالبان” باكستان في عام 2014 لتنضم إليها مرة أخرى بعد أشهر قليلة. الخلافات الأخيرة ظهرت بعد مقتل عمر خالد خراساني العام الماضي في أفغانستان ووصلت إلى أوجها في الأيام الأخيرة وسط أنباء عن عزل قياديي “الأحرار” من مناصبهم في الحركة.

مقتل الخراساني

أثار مقتل زعيم جماعة “الأحرار” عمر خالد خراساني خصومات بين الجماعة وحركة “طالبان” باكستان إذ اتهمت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الموالية للجماعة مجلس الشورى المركزي للحركة بالتورط في مقتل خراساني. 

هذه الاتهامات تم توجيهها الآن بشكل رسمي من قبل جماعة “الأحرار” في بيان لها قبل أيام والذي يقول بشكل صريح بأن أمير الحركة مفتي نور ولي محسود قتل خالد خراساني بعد أن استدعاه في بيته بتأييد من المؤسسات الرسمية الباكستانية. واتهم البيان أمير حركة “طالبان” بتعذيب أنصار عمر خالد خراساني وحاول استبعادهم من المشهد. 

وقال البيان في ما يبدو أنه إشارة إلى عزل قيادي جماعة “الأحرار” من مناصبهم: “قرارات مفتي نور ولي لا تمثل رأي الشورى بل هي قرارات دكتاتورية لا تحظى بالأكثرية”.

ولم تقم حركة “طالبان” باكستان بالرد على البيان الصادر في منصة غازي الإعلامية التابعة لـ “الأحرار”، كما أن “اندبندنت أوردو” لم تنجح في التواصل مع حركة “طالبان” باكستان.

 

خلفية الخلاف

ينتمي زعيم جماعة “الأحرار” عمر خالد خراساني إلى مقاطعة “مهمند” في إقليم خيبر بختونخوا. وقد شكل خراساني فصيلاً باسم جماعة “الأحرار” بعد خلافات مع الحركة، لكن جماعة انضمت مرة أخرى للحركة وكان عمر خالد خراساني عضواً في مجلس الشورى المركزي للحركة. 

سابقاً، أدلى كل من مجلس الشورى المركزي ومنصة “غازي” التابعة لـ “الأحرار” بتصريحات ضد بعضهما البعض حتى أن المتحدث الرسمي باسم الحركة نأى بنفسه عن منصة “غازي” الإعلامية ونفى أنها تمثل الرأي الرسمي للحركة. ورداً على هذا البيان، قالت المنصة في بيان لها إنها تنشر بيانات رسمية لجميع الفصائل المسلحة بما في ذلك تصريحات المنصة التابعة للحركة. وانتقدت المنصة في نفس البيان حركة “طالبان” الباكستانية وقالت إن المنصات التابعة للحركة حاولت إثارة الجدل وكسر وحدة الحركة من خلال إصدار بيانات ضد منصة “غازي” الإعلامية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الجدير بالذكر هنا أن منصة “غازي” التابعة لجماعة “الأحرار” أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على مسجد خطوط الشرطة في بيشاور في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، فيما نفت المواقع الرسمية لحركة “طالبان” تورطها في الهجوم.

رأي الخبراء

يقول الصحافي والمحلل طاهر خان إن هناك رسالة من قبل حركة “طالبان” يتم تداولها تفيد بأن الحركة أقالت قيادي جماعة “الأحرار” من مناصبهم، لكن لم يتم إصدار أي بيان أو نفي رسمي من قبل الحركة في هذا الشأن، لذا يبدو أنهم عزلوا فعلاً من مناصبهم. ووصف طاهر خان الخلاف الحالي بتصعيد شديد مبيناً أن الخلافات بين الجانبين حدثت في الماضي أيضاً إذ حدث أكثر من مرة أن جماعة “الأحرار” وحركة “طالبان” يتعارضان في تبنيهما بعض العمليات أو نفي مسؤوليتهما عن عمليات أخرى. وبين طاهر أن السبب وراء الخلافات هو أن كل فصيل يرى نفسه أكبر وأهم من الفصيل الآخر.

من جانب آخر، سئل طاهر خان عما إذا كانت هناك هدنة غير معلنة بين حركة “طالبان” باكستان والحكومة الباكستانية بعد زيارة زعيم جمعية علماء إسلام فضل الرحمن لأفغانستان خصوصاً وأن المنصات التابعة للحركة وجماعة “الأحرار” لم تعلنا مسؤوليتهما عن أي عمليات خلال اليومين الماضيين. يرى خان أنه ليست هناك هدنة بين الجانبين لأن فضل الرحمن لم يعلن أي شيء من هذا القبيل. وأضاف أن هناك عمليات إرهابية حدثت بعد زيارة فضل الرحمن لأفغانستان وربما يعود السبب وراء عدم تبني الهجمات خلال اليومين الماضيين إلى عدم قيام حركة “طالبان” باكستان بأي عمليات خلال هذه الفترة، لا سيما وأن أجهزة الأمن تقوم بعمليات ضد حركة “طالبان” باكستان.

يقيم الصحافي والمحلل رفعت الله أوراكزاي في بيشاور ويعمل على التقارير الإخبارية المتعلقة بالجماعات الإرهابية. يرى أوراكزاي أن الخلافات بين حركة “طالبان” باكستان وجماعة “الأحرار” زادت بعد مقتل خالد خراساني إلا أنه لم يكن من المتوقع أن تكون الخلافات شديدة إلى حد إقالة كبار قادة “الأحرار” من مناصبهم بعد فترة قليلة من منحهم تلك المناصب.

ويرى رفعت الله أنه بعد هذا الخلاف ستفكر جماعة “الأحرار” في الانفصال عن حركة “طالبان” الباكستانية، لأنه لا يمكن لهاتين الجماعتين أن تعملا معاً بعد هذه الخلافات. ومن ناحية أخرى كانت جماعة “الأحرار” أيضاً ضد المفاوضات مع الحكومة الباكستانية فيما كان للحركة موقفاً آخر حيال المفاوضات.

وأضاف: “اتحد حوالى 40 فصيلاً صغيراً وكبيراً في حركة (طالبان) باكستان بعد أن تولى مفتي نور ولي محسود إمارة الحركة، لكن الوضع الحالي ينبئ بخطر الخلافات وقد تنفصل جماعة (الأحرار) مرة أخرى عن الحركة”، فيما قالت منصة غازي الإعلامية إنها ستعلن عن مسار عمل الجماعة في بيانها.

وعن سؤال حجم التحدي الذي سيواجه باكستان في التعامل مع اثنتين من الجماعات المتطرفة الكبرى في حال انفصال جماعة “الأحرار” عن حركة “طالبان”، قال رفعت الله أوركزاي إن جماعة “الأحرار” بدأت عمليات مختلفة منذ شهرين أو ثلاثة أشهر فيما استمرت حركة “طالبان” الباكستانية بعدم اكتراثها بهذه الهجمات، لذا سيشكل الانفصال والهجمات من الجانبين تحدياً حقيقياً لحكومة باكستان.

ومع ذلك، يرى رفعت الله أنه سيتضح لاحقاً في حال انفصال جماعة “الأحرار” عن حركة “طالبان” الباكستانية عن وضعها في وكيفية اختبائها في أفغانستان وكيف ستنظر الفصائل الأخرى لجماعة “الأحرار”. 

نقلاً عن اندبندنت أوردو