Home سياسة معركة أوكرانية غير محسومة في الكونغرس وتساؤلات حول طائرة الأسرى

معركة أوكرانية غير محسومة في الكونغرس وتساؤلات حول طائرة الأسرى

11
0

حض البيت الأبيض أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الخميس على التوصل إلى اتفاق يربط بين تقديم مساعدات حيوية لأوكرانيا وأمن الحدود مع المكسيك، في أعقاب تقارير أفادت بأن الرئيس السابق دونالد ترمب الذي يسعى لإعادة انتخابه رئيساً يحاول نسف الاتفاق.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن ترمب يحض الجمهوريين على معارضة الاتفاق لحرمان الرئيس الديمقراطي جو بايدن من تحقيق فوز سياسي قبل الانتخابات الرئاسية.

وقبل أيام بدا أن هناك اتفاقاً وشيكاً بين الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ يقضي بربط إقرار المساعدة العسكرية لكييف بتمويل مكافحة الهجرة على الحدود المكسيكية.

واستنفدت الأموال المخصصة للمساعدات الأميركية لأوكرانيا بسبب عدم التوصل إلى اتفاق في الكونغرس، ما ترك الحليف الرئيس للولايات المتحدة يعاني نقص الذخيرة وهو يواجه الحرب  الروسية.

وقالت أوليفيا دالتون نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض إن إدارة بايدن تعمل “بحسن نية” مع الجمهوريين للتوصل إلى اتفاق، وقد اجتمع الرئيس بهم الأسبوع الماضي.

وأضافت للصحافيين على متن طائرة الرئاسة “سنواصل العمل ونأمل أن يظل الجمهوريون على طاولة المفاوضات حتى نتمكن من القيام بذلك”.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن روسيا “تراقب من كثب” لمعرفة ما إذا كانت واشنطن ستواصل تقديم الدعم لأوكرانيا.

وأضاف “أوكرانيا أمام أشهر قليلة حرجة وهي في أوج فصل الشتاء واقتراب الربيع، ولم يظهر الروس أي نية للتراجع عن الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ”.

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قال لأعضاء في المجلس خلال اجتماع مغلق الأربعاء إنه لا ينبغي لهم “إضعاف” ترمب. وأضافت أن المناقشات استمرت الخميس.

وجعل ترمب من الهجرة عنصراً رئيساً في حملته للعودة إلى البيت الأبيض، وعارض منذ فترة طويلة تقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا.

وخضع ترمب للمحاكمة في الكونغرس أثناء وجوده بمنصبه بعد اتهامه بسعيه للمقايضة بين تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا مقابل الحصول منها على معلومات في شأن الصفقات التجارية لنجل بايدن هناك.

هجوم بمسيرات أوكرانية

ذكر مصدر أوكراني الخميس أن طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت مصفاة نفط مملوكة لشركة روسنفت بجنوب روسيا في أحدث هجوم من هذا النوع على البنية التحتية للطاقة.

وتسبب الهجوم في نشوب حريق أثناء الليل بالوحدة الموجهة للتصدير في بلدة توابسه وأفاد مسؤولون روس محليون بإخماد الحريق في ساعة مبكرة من الخميس.

وقال سيرجي بويكو رئيس منطقة توابسه عبر تطبيق تيليغرام “الحريق شب في وحدة التفريغ بالمصفاة. بحسب المعلومات الأولية ليس هناك خسائر في الأرواح ولا إصابات”.

ولم تصدر تعليقات من شركة روسنفت، أكبر منتج للنفط في روسيا.

وأكد المصدر أن جهاز الأمن الأوكراني استهدف المصفاة بطائرات مسيرة وسيواصل مهاجمة المنشآت التي تزود الجيش الروسي بالوقود في حربه على أوكرانيا المستمرة منذ عامين تقريباً.

وأضاف المصدر لـ”رويترز” أن “جهاز الأمن الأوكراني يوجه ضربات في عمق روسيا الاتحادية ويواصل هجماته على منشآت ليست مهمة للاقتصاد الروسي فحسب، بل تزود أيضاً قوات العدو بالوقود”.

وعرضت قنوات غير رسمية على تطبيق تيليغرام صوراً للحريق، وقالت إن طائرات مسيرة هي السبب في اندلاعه.

وهذا الاستهداف هو الرابع في الأقل خلال أسبوع ضمن سلسلة هجمات طاولت مواقع رئيسة بقطاع البنية التحتية للطاقة في روسيا، بعد استهداف محطة لتصدير الوقود في بحر البلطيق ومجمع لإنتاج الوقود في ميناء أوست لوجا.

وتبلغ الطاقة السنوية للمصفاة 12 مليون طن (240 ألف برميل يوميا). وتورد الوقود بشكل رئيسي إلى تركيا والصين وماليزيا وسنغافورة.

ومن المرجح أن يعزز الهجوم المخاوف في شأن إمدادات الطاقة العالمية.

وارتفعت أسعار النفط الخميس بعد هجوم جديد شنته ميليشيات الحوثي على سفن قبالة سواحل اليمن.

تساؤلات طائرة الأسرى

لا تزال تطرح الكثير من التساؤلات الخميس غداة تحطم طائرة عسكرية روسية قرب الحدود الأوكرانية تقل 65 أسير حرب أوكرانياً بحسب موسكو التي اتهمت كييف بإسقاطها عمداً من دون تقديم أدلة على ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأربعاء، تحطمت طائرة نقل من طراز “إيل-76” بالقرب من قرية يابلونوفو الروسية على بعد 45 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا في منطقة بيلغورود، ما أدى إلى مقتل كل ركابها الـ74 بحسب السلطات الروسية.

وقالت السلطات الروسية إن الطائرة كانت تقل 65 أسيراً أوكرانياً كان سيتم تبادلهم، إلى جانب طاقم مكون من ستة أشخاص وثلاثة جنود روس.

وفتحت روسيا الخميس تحقيقاً بشبهة “الإرهاب” وقالت هيئة التحقيق الروسية التي تحقق في الجرائم الكبرى في بيان “يجرى تحقيق جنائي في إطار عمل إرهابي إثر حادثة الطائرة إيل-76 في منطقة بيلغورود”.

تبادل الاتهامات

ولا تزال تطرح تساؤلات كثيرة غداة تحطم طائرة النقل العسكرية الروسية، في وقت تتبادل فيه موسكو وكييف الاتهامات بالتضليل.

وقالت هيئة التحقيق الروسية إنه “خلال تفتيش موقع الحادثة، عثر المحققون على أشلاء بشرية، كما عثر على الصناديق السوداء للطائرة”. وأضافت الهيئة أنه “يتم استجواب الشهود”.

وكرر المحققون في البيان الرواية التي قدمتها موسكو الأربعاء، والتي تفيد بأن “الطائرة تعرضت لهجوم بصاروخ من منظومة الدفاع الجوية من الأراضي الأوكرانية”.

ومع ذلك، لم تقدم روسيا في هذه المرحلة أي دليل على هوية الركاب كما أنها لم تثبت أن أوكرانيا كانت تعرف من كان فيها.

لكنها أعلنت نشر أول صور لموقع الحادثة المفترض للطائرة. ففي شريط فيديو مدته نحو 40 ثانية، أظهرت هيئة التحقيق الروسية عدة خطط لمنطقة غابات وحقل تكسوه الثلوج لكن من دون أي إشارة لهيكل الطائرة العسكرية التي يبلغ طولها نحو 50 متراً تقريباً.

على الأرض تظهر صور الفيديو حطاما يصعب التعرف إليه وأشلاء بشرية لجثة أو جثتين، لكن لم يتسن لوكالة الصحافة الفرنسية على الفور التحقق من مكان تصوير الفيديو ولا موعد تسجيله.

تفتيش أممي

من جهته دعا دميترو لوبينيتس مفوض حقوق الإنسان الأوكراني، أحد الأشخاص المسؤولين عن تبادل الأسرى، الخميس الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الذهاب و”تفتيش مكان” الحادثة. لكنه عبر عن “قناعته” بأن موسكو “لن تسمح لأي شخص برؤية الموقع”.

ورفضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إطلاق أي “تكهنات” مؤكدة أنها “لا تعرف ما حدث”.

لم تؤكد كييف إسقاط الطائرة لكنها شددت على رغبتها في مواصلة ضرب أهداف عسكرية على الأراضي الروسية.

وشددت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية على عدم وجود “معلومات موثوقة وكاملة” في ما يتعلق بركاب الطائرة. ودعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء تحقيق دولي.

أكد مفوض حقوق الإنسان الأوكراني أن روسيا “مسؤولة عن أمن” المعتقلين في مطلق الأحوال بحسب اتفاقية جنيف.

وقال أيضاً إن “لا شيء يشير إلى أن هذا العدد من الأشخاص كان على متنها”.

تعترف كييف بأن عملية تبادل أسرى كانت مقررة لكنها تؤكد أنها “لم تبلغ” بضرورة تأمين المجال الجوي في منطقة التحطم.

وأعلنت أجهزة الاستخبارات في البلاد الخميس أنها فتحت تحقيقاً في الحادثة، لكن أي تحقيق يبدو صعباً، لأن الطائرة كانت على الأراضي الروسية.

وذكرت وكالة ريا نوفوستي الرسمية الروسية نقلاً عن مصدر في أجهزة الطوارئ، أن المحققين الروس عثروا على الصندوقين الأسودين.

من جانبها، حصلت موسكو على عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي عند الساعة 22:00 ت غ الخميس.

ردود الفعل الدولية

وفي مؤشر إلى الشكوك والتساؤلات الكثيرة، بقيت ردود الفعل الدولية قليلة نسبياً.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إنه “لا يستطيع القول ما إذا كانت التأكيدات الروسية صحيحة أم لا”.

تتعرض منطقة بيلغورود حيث وقع الحادث، لهجمات أوكرانية بشكل منتظم رداً على الهجمات الروسية الكثيرة.

وأعلنت كييف مسؤوليتها عن تدمير طائرات روسية كانت تبدو حتى فترة قريبة خارج مدى الأسلحة الأوكرانية.

الأسبوع الماضي، أعلنت انها أسقطت طائرتين روسيتين، وهو ما لم تؤكده موسكو أو تنفيه.

ارتبط اسم روسيا بالكثير من الكوارث الجوية التي لا تزال ملابساتها غير واضحة حيث أثارت الرواية الروسية للأحداث الكثير من الأسئلة.

الحالة المعروفة على نطاق واسع هي رحلة الخطوط الجوية الماليزية  MH17التي أسقطت فوق أوكرانيا عام 2014. وإذا كانت جميع العناصر تشير إلى مسؤولية مقاتلين يعملون لحساب موسكو، طرحت روسيا روايات عدة لاتهام أوكرانيا بهذه المأساة التي خلفت 298 قتيلا.

والحالة الأحدث تتعلق بالطائرة التي كانت تقل رئيس مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين وتحطمت في أغسطس (آب) 2023 خلال رحلة بين موسكو وسانت بطرسبورغ.

قتل بريغوجين في الحادثة مع أبرز مساعديه بعد أسابيع على تمرد فاشل أثار غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

نفت السلطات الروسية أي ضلوع لها معتبرة أن الطائرة قد تكون تحطمت لأن ركابها فجروا قنبلة يدوية على متنها.