Home سياسة قراءة في قوائم المنتخبات العربية المشاركة بكأس الأمم الأفريقية 2023

قراءة في قوائم المنتخبات العربية المشاركة بكأس الأمم الأفريقية 2023

9
0

اقتربت النسخة رقم 34 من كأس الأمم الأفريقية من الانطلاق، وسط ترقب من المشاركين من أجل حصد اللقب وسط توقعات قوية في المنافسة على البطولة، وسط وجود أكثر من مرشح للصعود على منصات التتويج في النسخة التي ستقام في كوت ديفوار.

وتنطلق البطولة من يوم 13 يناير (كانون الثاني) 2024، حتى 11 فبراير (شباط)، بمشاركة 24 منتخباً، من بينهم خمسة منتخبات عربية وهي مصر الأكثر تتويجاً بسبعة ألقاب، والجزائر التي حصدته مرتين، وتونس والمغرب بتتويج واحد، وموريتانيا في مشاركتها الثالثة في تاريخ المنافسات.

وتخلو المجموعة الأولى من المنتخبات العربية حيث ضمت كلاً من غينيا بيساو ونظيرتها الاستوائية وساحل العاج ونيجيريا، ويأتي منتخب مصر على رأس المجموعة الثانية مع غانا وكاب فيردي وموزمبيق، وفي المجموعة الثالثة تواجد السنغال وغامبيا والكاميرون وغينيا، والجزائر في الرابعة بجانب كلاً من بوركينا فاسو وموريتانيا وأنغولا، وتونس على رأس المجموعة الخامسة مع مالي وناميبيا وجنوب أفريقيا، وفي المجموعة الأخيرة المغرب يتواجد مع تنزانيا وجمهورية الكونغو وزامبيا.

مصر واللقب الثامن

“ليس هناك أي مدرب قادر على قطع وعد بالتتويج بالبطولة، وإذا قام أحد بفعل ذلك، سيكون غير صادق”، هكذا تحدث البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني لمنتخب مصر، في المؤتمر الصحافي الذي عقب إعلان القائمة، وخلاله وضحت جيداً قراءة خياراته الفنية للقائمة التي ضمت 27 لاعباً للبطولة.

وقام فيتوريا بضم أربعة حراس مرمى، وذلك معللاً أن الرباعي جاهز في أي وقت يحتاجونه، وقد يعود اختيارهم بسبب تعرض محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي لإصابة في لقاء فريقه أمام سيراميكا كليوباترا في كأس السوبر المصري.

واختار فيتوريا لكل مركز في صفوف منتخب مصر بعيداً من حراسة المرمى، لاعبين ما عدا قلب الدفاع والمهاجمين، فكانت خياراته هي ضم ثلاثة لاعبين.

وجاء مركز المهاجم الصريح الذي كان هاجساً للمدربين في منتخب مصر الفترة السابقة، بضم مصطفى محمد لاعب نانت الفرنسي، ومحمود كهربا نجم الأهلي، وأحمد حسن كوكا مهاجم ألانيا سبور التركي، وفسر ذلك فيتوريا أن لكل منهم وظائف خاصة سيستعين بها في وقت معين خلال البطولة.

وشهدت القائمة ضم أحمد نبيل كوكا لاعب وسط الأهلي الشاب للمرة الأولى، وهو لاعب أعسر يلعب في مركز (8) وقدم مستويات مميزة رفقة فريقه خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يطبق قاعدة فيتوريا داخل منتخب مصر عندما قال إنه يريد العمل على خفض معدل السن في الفريق.

ويسعى منتخب مصر لتحقيق لقبه الثامن الغائب منذ 2010، حيث وصل إلى النهائي من بعدها في مناسبتين 2017 و2021 وخسرهما أمام الكاميرون والسنغال على الترتيب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الجزائر والفرصة الأخيرة

تعد فرصة جمال بلماضي في كأس الأمم الأفريقية هي الأخيرة له مع منتخب بلاده الجزائر، بعد الإخفاق في النسخة الماضية وخروجه من دور المجموعات، ومن بعدها عدم التأهل إلى كأس العالم لمصلحة منتخب الكاميرون.

ومن الواضح أن بلماضي يستعين بالحرس القديم في قائمته من أجل إنقاذ مسيرته مع المنتخب، بعدما ضم إسلام سليمان ويوسف بلايلي وعودة الحارس المخضرم رايس مبولحي، وإسماعيل بن ناصر العائد من الإصابة لفترة طويلة، ويوسف عطال الموقوف منذ فترة ليست بقليلة.

وبالنظر في قائمة منتخب الجزائر، بعيداً من استدعاء الحرس القديم، نجد أن بلماضي استبعد أحد أبرز اللاعبين الجزائريين في الملاعب الأوروبية خلال الفترة الماضية، وهو سعيد بن رحمة لاعب ويستهام يونايتد الإنجليزي، وذلك بسبب خلاف شخصي بينهما، ظهر في مباراة منتخب بلاده مع مصر ودياً خلال الأسابيع الماضية.

وعلى رغم أن قائمة المنتخب الجزائري متكاملة، وضمت جميع اللاعبين محترفين ما عدا أربعة فقط في أندية محلية وهم بلايلي في مولودية الجزائر وزين الدين بلعيد من اتحاد العاصمة، ورايس مبولحي في شباب بلوزداد وأسامة بن بوط في اتحاد العاصمة، إلا أن استبعاد بن رحمة قد يكون عاملاً مؤثراً في تشكيل محاربي الصحراء بشكل كبير لما يمتلكه الكثير من المميزات.

المغرب والضغط

يدخل المنتخب المغربي البطولة وعليه ضغط كبير للغاية، بسبب الأداء التاريخي الذي قدمه في كأس العالم 2022 في قطر، ووصوله إلى نصف النهائي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق ذلك الإنجاز.

ولم يكن هناك اختلاف جوهري في قائمة منتخب المغرب، عن اللاعبين الذين تواجدوا في كأس العالم الماضي، ولكن تصريحات الركراكي عن خياراته، تدل على أنه يعتمد على بعض اللاعبين ذوي الخبرة داخل صفوف أسود الأطلس.

وتعرض الركراكي لبعض الانتقادات بسبب ضم كل من سفيان بوفال لاعب الريال القطري، ونصير مزراوي لاعب بايرن ميونيخ الألماني بسبب الإصابة، وقال المدرب في تصريحاته “طبيب المنتخب سافر إلى ألمانيا للاطمئنان على مزراوي وأكد لنا غيابه من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، أي من المحتمل أن يشارك في الجولة الثانية أو الثالثة، فهو مهم بالنسبة لنا، سيأتي معنا إلى كوت ديفوار ونحاول تجهيزه، وبالنسبة لسفيان بوفال كان خياراً صعباً لي بسبب عدم مشاركته بشكل كبير، ولكن أنا لدي ثقة فيه وأؤمن بإمكانياته وسيساعدنا بكل تأكيد”.

وعلى رغم الإمكانيات الكبيرة لعبدالرزاق حمدالله مهاجم الاتحاد السعودي، لكنه لم يتواجد في القائمة بسبب كثرة الأزمات التي حدثت سابقاً، وذلك يدل على أن الركراكي لديه خيارات محددة وأهداف معينة يضعها من أجل ظهور المنتخب المغربي على أكمل وجه، واستبعاد لاعب قد يثير الأزمات داخل غرفة خلع الملابس حتى إذا كان يمتلك الكثير فنياً.

المنتخب التونسي

انتقادات عدة تعرض لها جلال القادري المدير الفني لمنتخب تونس عقب إعلان قائمة نسور قرطاج المشاركة في البطولة، على رغم الرضاء عن أكثر الاختيارات بشكل كبير، ولكن استبعاد حنبعل المجبري هو ما أثار الجدل.

وأشارت بعض التقارير عقب إعلان القائمة، إلى أن استبعاد اللاعب جاء لتصفية بعض الأزمات الشخصية، ولكن هذا عكس ما اثبتته تصريحات اللاعب والمدرب.

وقال القادري في تصريحاته “استبعاد المجبري جاء بسبب فني وليس تأديبياً، وتواصلت معه قبل إعلان القائمة، وأكد لي عدم قدرته على التواجد بسبب أزمة عدم المشاركة مع فريقه خلال الفترة الأخيرة”.

وهو ما أكده اللاعب في تصريحاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، وقال “شكراً للمدرب جلال القادري واتحاد كرة القدم لدعمهما لي، لا يمكنني المشاركة في مسابقة مثل أمم أفريقيا ما لم أكن جاهزاً وفي تمام التركيز لأداء دوري”، وذلك يدل على أن خيارات القادري هي ما يحتاج إليها المنتخب التونسي فنياً من أجل تحقيق شيء في النسخة المقبلة.

المشاركة الثالثة لموريتانيا

يسعى أمير عبده المدير الفني للمنتخب الموريتاني في البطولة، في المرور إلى دور الـ16 للمرة الأولى، بعد مشاركتين في نسختي 2019 و2021 والخروج من دور المجموعات.

واتضح أن مدرب موريتانيا يدخل وعينه على تقديم مستويات مميزة من الناحية الفنية، حيث قال “لماذا لا نتأهل إلى دور الـ16 ونواجه الكبار بكل قوة، سنحاول لتحقيق أول فوز في تاريخنا في البطولة بعد نسختين بعدم تحقيق أي انتصار”.

وسيواجه منتخب موريتانيا الكثير من الصعوبة في التأهل بسبب المنافسة القوية في المجموعة الرابعة رفقة الجزائر وأنغولا وبوركينا فاسو.