Home سياسة مصمم فستان الأميرة ديانا يتذكر لحظة لقائه الرائع بها

مصمم فستان الأميرة ديانا يتذكر لحظة لقائه الرائع بها

10
0

اعتمدت ديانا، أميرة ويلز، أسلوباً مبتكراً ورائداً في إطلالتها وأناقتها، جعل منها واحدة من آخر أيقونات الموضة في بريطانيا.

سواء خصلات شعرها الذهبية القصيرة المتدرجة والمنفوشة، أو “فستانها الانتقامي” الجريء [ارتدته في الليلة التي اعترف فيها الأمير تشارلز علناً بخيانته لها أثناء زواجهما]، أو إطلالتها البسيطة خارج المناسبات، التي تميزت بكنزات فضفاضة وسراويل قصيرة من قماش الليكرا، تجاوزت أميرة الشعوب حدود تجسيد الأناقة خلال وجودها في العائلة المالكة وبعد انفصالها عنها.

ولكن فستان سهرة واحداً على وجه الخصوص، طابعه رومانسي وطوله كما فساتين الباليه [من منتصف الساق إلى فوق الكاحلين مباشرة] تطرزه نجوم أرغوانية اللون من توقيع مصمم الأزياء جاك أزاغوري، قد صنع أخيراً لحظته التاريخية في عالم الموضة، إذ بيع في مزاد رفيع المستوى في هوليوود في مقابل 1.143 مليون دولار (أي نحو 900.049 جنيه استرليني) في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التقت ديانا بصديقها ومصمم الأزياء أزاغوري عام 1985، بعد أربع سنوات من زواجها من تشارلز. آنذاك، كانت تبلغ من العمر 24 عاماً وكانت تحاول أن تعتاد العيش كأحد كبار أفراد العائلة المالكة. وفي الوقت نفسه، كان المصمم المولود في المغرب أزاغوري، الذي كان باع تواً مجموعته الأولى من الأزياء لمؤسسة “براون” في لندن، قد نال إشادة محرري المجلات بوصفه الموهبة الجديدة الأكثر روعة في عالم الموضة.

وفي حديثه إلى “اندبندنت”، يتذكر أزاغوري اللحظة التي التقى فيها الأميرة للمرة الأولى عندما اصطحبتها آنا هارفي، محررة الموضة في مجلة “فوغ”، إلى منصة أزاغوري في معرض لندن التجاري للتصميم. يتذكر قائلاً، “التفت، وكانت هناك، فاعترتني مفاجأة صادمة. كنت شاباً آنذاك، وكانت تغمرني الحماسة والمشاعر مجتمعة”.

إذ يتذكر ذلك اللقاء الأول، الذي تطور لاحقاً إلى صداقة طويلة الأمد، يقول أزاغوري إن ديانا كانت تتمتع “بهذه القدرة المذهلة على جعلك تشعر وكأنك في بيتك تماماً في غضون ثوان”.

وبعد مرور ثلاثة أسابيع، جلست “أميرة الشعب” في ورشة أزاغوري في منطقة نايتسبريدج في لندن، حيث اشترت الثوب الذي ظهرت به للمرة الأولى خلال جولة ملكية في إيطاليا في أبريل (نيسان) 1985. والآن، أصبح هذا الفستان القطعة الأغلى على الإطلاق ضمن ملابس ديانا التي بيعت بمزادات علنية، إذ حصل على سعر أعلى 11 مرة مما توقعه البائعون بداية في المزاد.

ويقول أزاغوري إن “السرور غمره” عندما سمع هذه الأنباء، مضيفاً أنه “عند التفكير فيه، نتبين أنه [الثوب] قطعة أيقونية ينبغي تصنيفها قطعة فنية عظيمة القيمة، لأنه، شأن معظم الفنون القيمة، يحكي عن اللحظة، وعن تلك الحقبة من الزمن”.

ولهذا السبب، يرفض أزاغوري التحدث عن السعر الأصلي على الرغم من أنه كشف عن أن الفستان كان ضمن الملابس الجاهزة ثم أدخلت عليه التعديلات المناسبة كي يكون ملائماً لديانا.

جاء تصميم الصدرية السوداء لهذا الفستان متقناً يحاكي طراز ثمانينيات القرن الـ20، فيما تزينها نجوم زرقاء مطرزة بخيوط معدنية جيء بها من تاجر المنسوجات السويسري العبقري جاكوب شلايبفر. كذلك يتميز الفستان بخصر منخفض ووسادتي كتف مربعتين كبيرتين، تتلاءمان تماماً مع أزياء تلك الفترة من الزمن، وتنورة كثيرة الطيات مصنوعة من قماش الأورغانزا باللون الأزرق الملكي ومؤلفة من طبقتين، يكملها وشاح وربطة.

ويقول أزاغوري إنه ليس مجرد فستان، بل جزء من تاريخ، “وقد ارتدته الأميرة ديانا”.

وكانت المرة الأولى التي ظهرت فيها ديانا مرتدية هذا الفستان في حفل عشاء استضافه عمدة فلورنسا، عندما انضمت الأميرة إلى زوجها آنذاك تشارلز في جولة لهما استمرت 17 يوماً في إيطاليا.

كذلك التقطتها عدسات التصوير متألقة بالفستان في أحد عروض أوركسترا “فانكوفر” السيمفونية في مسرح “أورفيوم” في كندا، في مايو (أيار) 1986.

وكان الفستان الذي أرسى الأساس للصداقة التي جمعت أزاغوري وديانا طوال عقد من الزمن، حتى وفاتها المأسوية في عام 1997، أيضاً فاتحة التطور الذي شهده أسلوبها في الملابس.

ويوضح أزاغوري “حتى ذلك الحين، كانت الأميرة عالقة في ذلك النوع من مظهر ’سلون رينجر‘ Sloane Ranger، مع ما يشتمل عليه من ياقات مكشكشة، وبلوزات فضفاضة، وسترات على الكتفين، والتي كانت خاصة جداً بامرأة معينة في محيط نايتسبريدج، منطقة سلون، ولم يكن ذلك جيداً على الساحة الدولية”.

الفستان الأزرق والأسود، الذي يذكرنا بليلة مرصعة بالنجوم، “كان محاولتي الأولى لتنسيق خطها بشكل شامل، وجعله أكثر بساطة، ويتمحور حول الشكل وارتدائها الفستان، بدلاً من الزخرفات والجلبة. لم أكن اعتمد تلك الإطلالة على أي حال، ولهذا السبب قصدتني ديانا على ما أعتقد”، أضاف المصمم.

في الحقيقة، يعود الفضل إلى أزاغوري في ابتكار بعض إطلالات ديانا الأكثر شهرة، خصوصاً أثناء انفصالها المثير للجدل عن تشارلز وبعد طلاقها منه عام 1996.

وتشمل تلك الإطلالات مجموعة من خمسة فساتين مصممة خصيصاً لديانا، بعد أن كانت تبنت أسلوباً أكثر أناقة، متحرراً من قيود البروتوكول الملكي.

من بين تلك القطع، التي أطلق عليها اسم الفساتين “الخمسة الشهيرة”، الفستان الأسود الطويل الذي ارتدته ديانا في حفل أقيم في لندن في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995، في الليلة عينها التي شهدت بث مقابلتها في برنامج “بانوراما” على قناة “بي بي سي” مع المذيع مارتن بشير.

وفي المجموعة نفسها الفستان القصير باللون الأزرق الجليدي الذي ارتدته ديانا في آخر ظهور علني رسمي لها قبل وفاتها، عندما حضرت العرض الملكي لباليه “بحيرة البجع” Swan Lake في قاعة “ألبرت” الملكية عام 1997، إضافة إلى فستان أسود رقيق من الدانتيل شانتيه، هدية أزاغوري للأميرة في عيد ميلادها الـ36.

وابتكر المصمم نسخاً “توأمية” من الفساتين الخمسة، وكان من المفترض بيعها في مزاد علني في وقت سابق من الشهر الحالي. وحتى وقت قريب، كانت الفساتين بعيدة عن العيون، إلا في مرات قليلة اختار أزاغوري أن يعرضها على أصدقائه.

وأوضح أزاغوري “تقاعدت منذ خمسة أو ستة أسابيع… للحق، لم أكن أريد أن تنتهي القصة عند هذا الحد، أردت أن يستمر إرثها [واعتقدت] أن هذه ستكون طريقة رائعة لتحقيق هذا الهدف”.

ويضيف المصمم أنه قبل عرض الفساتين في المزاد، تفاوض مع “متحف الأميرة ديانا” في لوس أنجليس على صفقة خاصة لبيع المجموعة برمتها، كاملة مع الرسومات والملاحظات المكتوبة بخط اليد من ديانا، في مقابل مبلغ من ستة أرقام لم يكشف عنه.

وشرح أزاغوري “لم أكن أريد أن تتبعثر تلك المقتنيات، رسالة واحدة هنا أو بطاقة واحدة هناك أو فستان واحد هنا أو هناك. أردت الاحتفاظ بها كلها معاً… ولهذا السبب بعتها لـ[المتحف]، وصرفت النظر عن فكرة المزاد، علماً أني متأكد من أنه كان سيعود بسعر أفضل كثيراً من المتحف، ولكن كان شاغلي الحفاظ على المجموعة كلها معاً”.

وفي إحدى الرسائل التي بعثت بها ديانا إلى أزاغوري، تشكره فيها على تصميمه فستان عيد ميلادها الـ36. تقول “لقد تأثرت تماماً عندما فتحت طردك! أنا سعيد جداً لأنني حصلت على هذا الفستان الجميل في عيد ميلادي”.

وتضيف “تعجز كلماتي عن شكرك كفاية لأنك جعلت هذا اليوم مميزاً جداً. الكثير من الحب من ديانا”.

يقول أزاغوري، إنه بعد مرور قرابة 40 عاماً على لقائهما في معرض تجاري في لندن، تبقى فرصة تصميم فساتين لديانا لحظة “عصية على التصديق”.

ويختم بالقول “عندما أفكر بتلك الأيام الآن، يبدو سوريالياً جداً أن الأميرة ديانا ارتدت تصاميم من توقيعي، وأني ذهبت فعلاً إلى القصر كي أقدم لها التصاميم وأتعرف إليها”.