Home News النائب العام الليبي: إجراءات حازمة لمحاسبة المقصرين بأزمة الفيضانات

النائب العام الليبي: إجراءات حازمة لمحاسبة المقصرين بأزمة الفيضانات

11
0

بعد مرور أيام على الكارثة جراء الفيضانات والسيول في ليبيا، أعلن النائب العام، الصديق الصور، مساء أمس الجمعة، بدء التحقيقات لمعرفة أسباب انهيار سدّي درنة لافتاً إلى أن الدراسات أثبتت أن السدين كانا بحاجة إلى صيانة.

وقال الصور خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي أسامة حماد إن مكتب النائب العام باشر استدعاء إدارة السدود والهيئة المختصة عن صيانة السدود ووزارة الموارد المائية.

وأضاف أن التحقيقات ستركز على الأموال التي تم دفعها لصيانة السدود وكيف صرفت، مع مساءلة السلطات المحلية المتعاقبة.

وأكد الصور أن التحقيقات ستشمل السلطات المحلية والمسؤولين عن أي تقصير أو إهمال، فضلاً عن اتخاذ إجراءات حازمة وجادة لمحاسبة المقصرين، قائلاً: “سنحدد أركان وعناصر الجريمة ومرتكبيها”.

وأشار إلى توجه 26 عضواً من النيابة إلى المناطق المتضررة للكشف على الجثث والمنشآت والمباني، موضحاً أن نحو 800 مبنى في درنة تعرض إلى ضرر جراء السيول التي اجتاحت المدينة.

حفظ الحمض النووي

وأكد الصور العمل على إعداد منظومة لقاعدة بيانات المفقودين عبر حفظ الحمض النووي لكل ضحية مجهولة الهوية.

وفي ما يخص عدد الضحايا، قال: “لا نستطيع تقديم أي إحصائيات دقيقة وصحيحة الآن حول ضحايا الفيضانات إلى حين انتهاء الإجراءات”.

 

درنة تجد صعوبة في دفن آلاف الجثث

يواجه سكان وفرق إغاثة في مدينة درنة صعوبة كبيرة في التعامل مع آلاف الجثث التي أعادتها الأمواج لليابسة أو تتحلل تحت الأنقاض بعد أن دمرت الفيضانات المباني وألقت بالكثيرين في البحر.

ودعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة أخرى السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، قائلة إن هذا قد يتسبب في مشكلات نفسية طويلة الأمد للعائلات أو قد يحدث مخاطر صحية إذا كانت الجثث مدفونة بالقرب من المياه.

وجاء في تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص دفنوا بهذه الطريقة حتى الآن منذ أن تعرضت ليبيا لأمطار غزيرة يوم الأحد أدت إلى انهيار سدين. ولقي الآلاف حتفهم وما زال آلاف آخرون في عداد المفقودين بسبب الكارثة.

 

وقال بلال سبلوح مدير الطب الشرعي لمنطقة أفريقيا باللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفادة صحفية في جنيف “الجثث متناثرة في الشوارع، أو تعيدها الأمواج إلى الشاطئ، أو مدفونة تحت المباني المنهارة والأنقاض. في غضون ساعتين فقط أحصى أحد زملائي أكثر من 200 جثة على الشاطئ بالقرب من درنة‭‭”‬‬.

وقال إبراهيم العربي وزير الصحة في الحكومة الليبية التي مقرها طرابلس في غرب البلاد لـ “رويترز” إنه متأكد من أن المياه الجوفية لوثتها المياه الممزوجة بجثث البشر والحيوانات النافقة والقمامة والمواد الكيماوية. وحث السكان على عدم الاقتراب من مياه الآبار في درنة.

وقال محمد القبيسي رئيس مستشفى الوحدة في درنة إن هناك مستشفى ميدانياً يعالج من يعانون من أمراض مزمنة تتطلب رعاية منتظمة. وأضاف أن هناك مخاوف من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه لكن لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بالكوليرا حتى الآن.

ودمرت السيول والفيضانات مساحات واسعة من مدينة درنة في شرق ليبيا عندما اجتاحت مجرى نهر يخلو عادة من الماء وأدت لانهيار سدين وأسقطت مباني بأكملها بينما كانت العائلات نائمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا الجمعة إن أكثر من خمسة آلاف في عداد القتلى، مع تسجيل 3922 حالة وفاة في المستشفيات، كما نزح أكثر من 38640 في المنطقة الشمالية الشرقية التي ضربتها الفيضانات.

وقال مسؤولون إن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير.

مخاوف من الأوبئة

وقال نوري محمد (60 سنة) بينما كان يقف في مخبز يقدم أرغفة من الخبز مجاناً لمساعدة أهالي درنة “يجب أن نخاف من حدوث وباء… لا تزال هناك جثث مطمورة… والآن بدأت الروائح تفوح من الجثث”.

ودعت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بشكل مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى تحسين إجراءات الدفن.

وقال كازونوبو كوجيما المسؤول الطبي عن السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة في البيان المشترك “نحث السلطات في المناطق المنكوبة بالمأساة على عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث بشكل جماعي”.

ودعا البيان إلى تحسين إدارة عمليات الدفن لتكون في مقابر فردية محددة وموثقة بشكل جيد، قائلاً إن عمليات الدفن المتسرعة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا بالإضافة إلى مشاكل اجتماعية وقانونية.

 

وأضاف البيان أن جثث ضحايا الكوارث الطبيعية لا تشكل “على الإطلاق تقريباً” أي تهديد صحي، وأن الاستثناء هو وجود الجثث عند مصادر المياه العذبة أو بالقرب منها بسبب احتمال تسرب فضلات إليها.

التعامل مع الجثث 

قال طبيب في درنة هذا الأسبوع إن جثثاً مجهولة الهوية التقطت لها صور قبل دفنها على أساس احتمال بأن يتمكن الأقارب من التعرف عليها لاحقاً.

قال تقرير للأمم المتحدة الخميس إن أكثر من ألف جثة في درنة وأكثر من 100 جثة في مدينة البيضاء، وهي مدينة ساحلية أخرى اجتاحتها الفيضانات، دفنت في مقابر جماعية.

وأرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة طائرة شحن إلى بنغازي، أكبر مدن شرق ليبيا، محملة بخمسة آلاف كيس للجثث. كما تأتي مساعدات أخرى من الخارج.

وقال المجلس النرويجي للاجئين، الذي لديه فريق مكون من 100 فرد في ليبيا، إن التعامل مع الجثث هو مصدر القلق الأشد إلحاحاً.

وقال أحمد بيرم من المجلس النرويجي للاجئين “سمعت من فريقي أن هناك مقابر جماعية حيث يقول عمال الإنقاذ: لا تجلبوا لنا الطعام، لا تجلبوا لنا الماء، أحضروا لنا أكياس الجثث”.

الألغام الأرضية

وقال المجلس الدنماركي للاجئين إنه سيرسل فريقاً متخصصاً في التخلص من الإلغام خشية تحرك الألغام الأرضية من مواقعها بسبب الفيضانات.

ويشعر بعض السكان بخيبة أمل من عدم تحرك السلطات المنقسمة في البلاد بسرعة أكبر لتقديم المساعدة.

وقال سعد رجب محمد (50 سنة)، وهو أحد أفراد الأمن ويعيش في بلدة سوسة التي تبعد نحو 60 كيلومتراً وتضررت أيضاً من الفيضانات “الدولة لا تفيدنا… والآن أنا في الشارع مع أطفالي وزوجتي”.

وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في مؤتمر صحفي في جنيف إن ليبيا بحاجة إلى معدات للعثور على الأشخاص المحاصرين في الوحل والمباني المتضررة بعد السيول والفيضانات، كما تحتاج إلى رعاية صحية أولية لمنع تفشي الكوليرا بين الناجين.