دافع مصدر رسمي يعمل في المركز الوطني للأرصاد في السعودية عن “الفيديو التوعوي” الذي نشرته الهيئة وسبب جدلاً كبيراً بالقول، “هو توعوي، وليس سينمائياً، وكنا ندرك حجم ردود الفعل قبل نشره”، مؤكداً أن قيمة إنتاج الفيديو الذي تجاوزت مشاهداته مليوني مشاهدة في أقل من 24 ساعة “لا تتعدى خمسة آلاف ريال” ما يعادل (1335 دولاراً أميركياً).
وكان مركز الأرصاد السعودي قد نشرت مقطعاً ضمن حملة حكومية شاملة تحت اسم “ما توقعت” شاركت فيها جهات حكومية يتجاوز عددها 20 جهة.
وفي تفاصيل مقطع الفيديو العاصف الذي لا يتجاوز دقيقة وثلاث ثوانٍ كانت تهم فتاة بالخروج من المنزل قبل أن يودعها زوجها بكلمات تحذيرية “انتبهي، مكياجك بيسيح، ترى الأرصاد منبهين إن الرطوبة عالية”، وفي مشهد ختامي “تتفاجأ الفتاة بفقدان مكياجها” وهي تقول “ما توقعت” قبل أن ينتهي المشهد بعبارة تحذيرية “كوني على اطلاع دائماً بتنبيهات المركز الوطني للأرصاد… نحيطكم بأجوائكم”.
ويقول المسؤول الحكومي الذي تحدث لـ”اندبندنت عربية”، “أكثر المعترضين على الفيديو هم الرجال، لأن المجال (مجال الطقس) مجال ذكوري بامتياز، ولذلك استاؤوا لأن المرأة خرجت في فيلم توعوي عن الطقس”. ويضيف “المقطع كان موجهاً للمرأة في الأصل، وفيه رسالة إلى أن الأرصاد معنا في كل تفاصيل حياتنا، وليست فقط مرتبطة بالتنبيه عن الأمطار والكوارث”.
ويضيف الرجل الذي يعمل في مجال الطقس لأكثر من عقدين، “الفيديو لا يمس الأخلاق العامة، ولا يخترق العرف المجتمعي ولا النظام.. فلماذا كل هذا الصخب؟ هو يشرح حدث يومي يحدث في تفاصيل الحياة”.
وعن ردود الفعل التي استنكرت الطريقة التمثيلية في المشهد، رد بالقول “نحن جهة توعوية ولسنا قناة (أم بي سي) لننتج الأفلام. وعلى رغم من هذا فإننا حققنا تفاعلاً واسعاً بمبلغ لا يتجاوز خمسة آلاف ريال”، مؤكداً تنامي أعداد المتابعين في الحساب الرسمي للهيئة منذ نشر الفيديو لأكثر من 15 ألف متابع. وبحسب المسؤول فإن “الفكرة أتت من الشريك الاستراتيجي بمشاركة من فريق لدى الهيئة”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأنتج المركز خلال الفترة القصيرة الماضية ثلاثة أفلام وثائقية قصيرة تتحدث عن “الحالة المطرية بجدة، والشواهق المائية، وموسم الغبرة التي تعانيه مناطق الجنوب”. ويقول معلقاً “الناس لم يتفاعلوا مع تلك الأفلام بقدر تفاعلهم مع الفيديو اليوم”.
وسادت مناخ منصة “إكس” حالة من الجدل حول ما وصفوه بـ”فيديو المكياج” بسبب المشهد الذي وصفه أحدهم “بالمبتذل”، فيما رد عبدالرحمن المقبل، وهو ناشر في المنصة الشهيرة، “يبدو أن الإعلان موجه بشكل مكثف للمجتمع النسائي، وهو أمر لم نعتد عليه في السياق الإعلامي العام”.
وكتبت غلا أبو شرارة، وهي متخصصة في الإعلام الاستراتيجي، “الفكرة مبتكرة نوعاً ما، لكن التنفيذ غير جيد، والمحتوى سطحي وغير منطقي”. وراح فريق من الناقدين إلى تفسير الإعلان بالإسقاط على الحجاب والسخرية منه.
يقول عبيد بن سعد العبدلي، وهو أستاذ جامعي سابق، “رصد رد فعل المتلقي والتعامل معه مهم جداً”.
والمركز الوطني للأرصاد جهة حكومية مهمتها بحسب الموقع الرسمي “تقديم خدمات عالية الجودة للطقس والمناخ لحماية الأرواح ودعم التنمية، إضافة إلى كل ما يتعلق بالأرصاد محلياً وإقليمياً ودولياً”.
