Home News نشر أم سحب قوات؟ إشارات فرنسية متضاربة في انتظار ساعة الصفر بالنيجر

نشر أم سحب قوات؟ إشارات فرنسية متضاربة في انتظار ساعة الصفر بالنيجر

13
0


نشر قوات أم سحب عتاد؟ سؤال طرح نفسه على الساحة في النيجر، مع تفاقم الأزمة بين المجلس العسكري الجديد في البلاد، وفرنسا القوة الاستعمارية السابقة.

فرغم مرور أيام على تأكيد وزارة الجيوش الفرنسية، وجود “محادثات” بين الجيشين النيجري والفرنسي حول “سحب بعض العناصر العسكرية” من النيجر، إلا أن المجلس العسكري اتهم يوم السبت، باريس، بـ”نشر قوّاتها” في عدد من دول غرب أفريقيا استعدادا لشنّ “عدوان” على البلاد.

نشر قوات

وقال الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن في بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني إنّ “فرنسا تُواصل نشر قوّاتها في عدد من بلدان إيكواس (الجماعة الاقتصاديّة لدول غرب إفريقيا) في إطار استعدادات لشنّ عدوان على النيجر تُخطّط له بالتعاون مع هذه الجماعة، (خصوصا) في ساحل العاج والسنغال وبنين”.

وكانت مصادر توقعت أن تسحب فرنسا من النيجر قسماً من العديد والعتاد المخصّص لمكافحة الإرهاب والمجمّد حالياً بسبب الوضع السياسي الراهن بين باريس ونيامي، وسط ترجيحات بأن يكون الانسحاب عبر كوتونو في بنين، باتجاه فرنسا وتشاد المجاورة التي تستضيف قيادة الجيش الفرنسي في منطقة الساحل، أو حتى نحو مناطق أخرى تكافح فيها باريس الإرهابيين، مثل الشرق الأوسط.

إلا أن تلك المصادر أكدت أن باريس تنتظر لترى ما إذا كانت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي دانت الانقلاب وفرضت عقوبات شديدة على النيجر وهدّدت بالتدخل عسكريا، قادرة على تحقيق نتائج.

وقال مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن بالمنظمة الإقليمية عبد الفتاح موسى لقناة فرانس 24، إنّ الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لا تريد “تكرار تجارب مالي وغينيا وبوركينا فاسو” في النيجر، عندما تمّ التفاوض على فترات انتقالية مع الانقلابيين، مشيراً إلى أنّ الأولوية هي “للوساطة”.

كسب الوقت

وأوضحت مصادر في باريس أنّ العامل الثاني الذي يدفع فرنسا إلى كسب الوقت هو الخلافات بين الانقلابيين في النيجر، والتي قد تؤدّي إلى تفكّك القوة العسكرية الموجودة وبالتالي حل الأزمة.

واعتبر شوركين أنّه “من المؤكد أن هناك ضباطاً نيجريين يعرفون جيّداً قيمة الشراكة وهم غير راضين عمّا يحدث. ومن المنتظر ربّما أن يتحركوا”.

ورغم ذلك، إلا أن ما أعاد فرضية التدخل العسكري في النيجر إلى الواجهة مرة أخرى، ما أكده مسؤولون أمريكيون، الأسبوع الماضي، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اتخذت قرارا بإعادة تمركز بعض القوات والعتاد داخل النيجر وسحب عدد صغير من الأفراد غير الأساسيين “من باب الحذر الزائد”.

ورفض المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، تحديد عدد الأفراد الذين سيغادرون وعدد من سينتقلون من القاعدة الجوية 101 في نيامي، عاصمة النيجر، إلى القاعدة الجوية 201 في أجاديز. وقبل هذا القرار، كان هناك 1100 جندي في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

تخطيط حذر

وقال أحد المسؤولين إن هذه الإجراءات الإضافية “تمثل تخطيطا عسكريا حذرا يهدف لحماية الأصول الأمريكية مع مواصلة مواجهة تهديد التطرف العنيف في المنطقة”.

وأضاف المسؤول أن “هذا لا يغير وضع قوتنا العام في النيجر، ونحن نواصل مراجعة جميع الخيارات بينما نُقَيم السبيل للمضي قدما”.

وبعد الانقلاب الذي شهدته النيجر في 26 يوليو/تموز الماضي كانت إيكواس قد لوحت بتدخل مسلح لإعادة النظام الدستوري في البلاد وهو قرار أيدته وقتذاك فرنسا.