Home News البرهان يفتح النار على المنظمات الأفريقية

البرهان يفتح النار على المنظمات الأفريقية

10
0

أكد قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، اليوم السبت، أنه “في غنى” عن مساعدة الاتحاد الأفريقي لإيجاد حل للنزاع بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، والذي أودى بأكثر من سبعة آلاف شخص في زهاء خمسة أشهر.

وأثار لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد مع المستشار السياسي لقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يوسف عزت، غضب السلطات في الخرطوم التي يشرف عليها البرهان.

ومنذ الـ 15 من أبريل (نيسان) حصد النزاع بين الحليفين السابقين “زهاء 7500” قتيل، وفق ما أفادت الجمعة منظمة “أكليد” غير الحكومية التي ترجح، كغيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك.

وتركزت المعارك في الخرطوم ومحيطها وإقليم دارفور في غرب البلاد، حيث أفاد شهود، اليوم السبت، بمعارك إضافية بين الجيش وقوات “الدعم السريع” عند أطراف مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، فيما يتواصل النزاع بين الحليفين السابقين من دون أفق للحل.

تصحيح موقف

وكانت وساطات سعودية – أميركية أثمرت في السابق عن اتفاقات لوقف إطلاق النار من دون أن تصمد سوى لأيام أو ساعات معدودة على الأكثر، كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا “إيغاد” مبادرة إقليمية لم تثمر حالها كحال جهود الاتحاد الأفريقي.

وزار البرهان أخيراً مصر وجنوب السودان وقطر، مما لمح إلى احتمال تعزيز الجهود الدبلوماسية على رغم غياب أية مبادرات ملموسة في العلن.

وفي خطاب له، اليوم السبت، في مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق، انتقد البرهان بشكل لاذع الاتحاد الأفريقي وأي دور محتمل قد يؤديه في البحث عن تسوية، حيث قال “بعض منظماتنا الإقليمية لم تتمكن من النظر للأزمة بشكل صحيح”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف البرهان “رسالتنا للاتحاد الأفريقي إذا كان هذا نهجكم فنحن في غنى عن مساعدتكم”، مطالباً التكتل القاري “بتصحيح موقفه وموقف منسوبيه”.

واستنكرت وزارة الخارجية السودانية هذا الأسبوع استقبال موسى فكي محمد ليوسف عزت، معتبرة أن اللقاء “سابقة خطرة في عمل الاتحاد الأفريقي ومخالفة واضحة لنظم وأعراف المنظمة القارية باعتبارها تجمعاً لدول ذات سيادة، لا مكان فيها للحركات الإرهابية والميليشيات الإرهابية المتمردة”.

وكان المتحدث باسم مفوضية الاتحاد محمد الحسن ولد اللبات أكد أول من أمس الخميس التزام المنظمة التفاعل “مع كل الأطراف”. ولفت إلى أن أي طرف في السودان لم يبد “أي تحفظ” عندما اتبع أطراف دوليون آخرون المقاربة ذاتها.

وعلق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان عام 2021 بعدما قاد البرهان ودقلو انقلاباً أبعد المدنيين من المرحلة الانتقالية التي أعقبت إطاحة نظام عمر البشير في 2019 بعدما أمضى زهاء ثلاثة عقود في الحكم.

وفي كلمته السبت، انتقد البرهان كذلك الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا “إيغاد”، محذراً من أنه إذا “انحرفت عن مسارها، فنحن السودانيون قادرون على حل مشكلاتنا دون الحاجة لأحد”.

قبول المبادرات

وقادت الهيئة محاولة لحل النزاع عبر لجنة رباعية برئاسة كينيا تضم جيبوتي وإثيوبيا وجنوب السودان، إلا أن الخرطوم تمسكت بتنحية كينيا، إذ تتهمها بتأييد قوات “الدعم السريع”، وطالبت بإعادة جنوب السودان إلى رئاسة اللجنة التي كانت ثلاثية قبل ضم إثيوبيا إليها في يونيو (حزيران) الماضي.

وشدد البرهان على “أننا لا نرفض السلام، والدليل على ذلك قبولنا بعديد من المبادرات بما فيها منبر جدة”، مؤكداً أنه “ليس من المقبول سلام يعيدنا إلى ما قبل 15 أبريل”.

واعتبر أن السلام سيحل “بعد التخلص من كل من يحاول تكوين جيش آخر ويعتدي على الآخرين ويعمل للسيطرة على الدولة وبوسائل غير مشروعة”.