Home News “الموساد” يضع هالة جديدة على رأس “الملاك” المصري

“الموساد” يضع هالة جديدة على رأس “الملاك” المصري

9
0

يواصل جهاز الاستخبارات الخارجية في إسرائيل “الموساد” نشر الوثائق السرية المتعلقة بحرب أكتوبر في ذكرى مرور 50 عاماً على هذه الحرب، ففي خطوة غير مسبوقة أصدر “الموساد” كتاباً تحت عنوان “ذات يوم، عندما يكون الحديث مسموحاً”، تضمن وثائق متعلقة بالمعلومات التي وصلت إلى إسرائيل عبر أشرف مروان صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر ومساعد الرئيس الراحل أنور السادات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذا الجانب، ووفق سياق تفاصيل الوثائق المتعلقة بأشرف مروان، يرى أمنيون وسياسيون أن صدور مثل هذا الكتاب هو محاولة من “الموساد” لإظهار نجاحاته وعدم مسؤوليته عن الإخفاقات التي شهدتها هذه الحرب، وفي الوقت نفسه يظهر الخلافات البارزة اليوم بين “الموساد” وجهاز الاستخبارات العسكرية.

ضمن مناقشة الكتاب أشار مسؤولون سابقون إلى أن “الموساد” بالغ في كيل المديح لرئيسه السابق تسفي زامير، وفي الوقت نفسه لم يعرض أي انتقاد للجهاز أو المسؤولين فيه، وهو أمر يأتي بعد 50 عاماً كرد على الاتهامات التي وجهت لـ”الموساد” بأنه لم يقدم معلومات كانت ستغير وضع إسرائيل في هذه الحرب.

انطلاقة عمل “الملاك”

في شأن وثيقة أشرف مروان، الذي يصفه الكتاب بـ”الملاك”، يعتبر أن المعلومة التي أوصلها إلى إسرائيل “ذهبية”، إذ تشير الوثيقة إلى أن “الموساد” حصل على معلومات دقيقة حول نية مصر وسوريا شن الحرب على إسرائيل. بين هذه المعلومات موعد إطلاق الحرب من طرف الدولتين العربيتين وهو السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، وكذلك معلومات بعد ستة أيام على الحرب.

في هذه الوثيقة يرفض “الموساد” اعتبار أشرف مروان عميلاً مزدوجاً، كما يرفض تعامل مصر معه وكأنه “ذلك البطل القومي الذي نجح في نقل أهم معلومة حول العدو الإسرائيلي”. بالنسبة إلى “الموساد” عمل أشرف مروان “في خدمة إسرائيل، وهو الذي أبلغنا بيوم السادس من أكتوبر كيوم انطلاق الحرب، لقد فحصنا وتأكدنا، وكل الوثائق تثبت هذه المعلومات”.

 

 

وبحسب “الموساد” فقد “قدم أشرف مروان معلومات كثيرة عن الجيشين المصري والسوري، لكن متخذي القرار في إسرائيل لم يتعاملوا معها بجدية، وعلى رغم كونها معلومات ذات جودة فائقة فإنهم لم يستخدموها لمنع الحرب، بالتالي دفع الجيش الإسرائيلي ثمناً باهظاً”.

بحسب ما ورد في البروتوكولات الموثقة فإن أشرف مروان بدأ علاقته مع إسرائيل عام 1970، وكان يوصل المعلومات لضابط يدعى “دوبي”. وكما قال هذا الضابط فإن “أشرف مروان واظب على إيصال الرسائل بشكل مستمر مستغلاً منصبه في مصر، إذ كان البريد يصل أولاً إليه ثم إلى أنور السادات، كما استغل مسؤوليته في نقل تعليمات رئيس الجمهورية إلى الأجهزة الحكومية، والأهم من هذا وصول جميع معلومات أجهزة الاستخبارات المصرية إليه لينقلها إلى الرئيس”، وفق “دوبي” الذي شدد أيضاً على أهمية علاقة أشرف مروان بقيادة الجيش المصري.

مروان ورئيس “الموساد”

إحدى الوثائق تطرقت إلى اللقاء الذي طلب أشرف مروان عقده يوم الخامس من أكتوبر في لندن، رافضاً أن يكون مع أي ضابط أو مسؤول إسرائيلي أقل من رئيس “الموساد” تسفي زامير، لكن الوثيقة تشير إلى أن كثيراً من مضمون مكالمة هاتفية لأشرف مروان ما زالت قيد السرية ويمنع نشرها.

وجاء في الوثيقة أن “مروان اتصل عند الساعة التاسعة والنصف مساء، وأبلغ في محادثته أنه سيصل مساء غد الجمعة الخامس من أكتوبر إلى لندن ليتحدث عن الحرب”.

 

 

في لندن التقى مروان رئيس “الموساد” وأبلغه أن احتمال وقوع حرب يصل إلى نسبة 99 في المئة، وستبدأ على الجبهتين السورية والمصرية في وقت واحد. بداية أبلغ أنها ستقع مساء ثم عاد وعدل الوقت وأبلغ أنها ستقع عند الساعة الرابعة بعد الظهر، وفق الوثيقة التي جاء فيها أن زامير سأله “لماذا غداً؟”، فأجاب مروان “لأن هذا ما تقرر، وهو يصادف يوم عيد بالنسبة إليكم”.

ومما جاء في بروتوكول جلسة أشرف مروان مع رئيس “الموساد” قول الأول “قرر السادات تاريخ الحرب في 25 سبتمبر (أيلول) لكنه لم يخبر أحداً، ثم طلب تجهيز مقره في القصر ومن هذا شعرت أنه جاد. في 29 سبتمبر، دعا السادات أعضاء مجلس الأمن القومي إلى اجتماع سري وأبلغهم بأنه قرر بدء الحرب قريباً. لم يذكر ما التاريخ. قبل يومين (الثالث من أكتوبر) أبلغ السادات السوفيات بنيته انتهاك وقف إطلاق النار قريباً. لم يعطهم التاريخ أيضاً”.

ومما كشف عنه أشرف مروان لرئيس “الموساد” في الاجتماع الذي بدأ نحو الـ12 ليلاً واستمر حتى الثانية فجراً، أن المصريين يعتزمون عبور قناة السويس إلى سيناء، و”الخطة هي انتهاك وقف إطلاق النار من قبل المدفعية والقوات الجوية ثم عبور القناة. سيتم تنفيذ المعبر بواسطة خمسة أو ستة جسور، أي احتلال منطقة لا يزيد عمقها على 10 كيلومترات”.

كما نقل أشرف مروان لرئيس “الموساد” تفاصيل الضربات الجوية المتوقعة من الجيشين السوري والمصري، ومما جاء في الوثيقة أنه “سيهاجم سلاح الجو المصري أهدافاً في سيناء وليس عمق إسرائيل. وستهاجم القوات الجوية السورية ثلاث قواعد عسكرية، إحداها رمات داوود”.

الرئيس الغبي ومفاجآته

جاء في الوثيقة أيضاً أن أشرف مروان قال في اللقاء إن “السادات كان يخطط لحرب طويلة”، وعندما سئل لماذا قال إن هناك فرصة بنسبة 99 في المئة للحرب، أجاب “من تجربتي مع الرئيس يمكنه تغيير رأيه حتى لمجرد ضغط إصبعه على الزر. إنه غبي جداً. إنه يعتقد أنه سيفاجئك، لكنني شخصياً لست متأكداً”. وأضاف “الرئيس السادات واثق من أن الأسد سيذهب معه لأنه يراها الفرصة الوحيدة للحرب”.

 

 

وسئل مروان عن أهداف السوريين في الحرب، فأجاب “كما قلت احتلال الجولان. لديهم 200 ألف جندي في الجبهة”. وشدد على أن الأردن لن يشارك في القتال. وفي وقت لاحق من الاجتماع، أثيرت تساؤلات حول المعلومات التي يحتفظ بها السوفيات. وكشف مروان عن أن بلاده تتلقى مساعدات من دولة أخرى وقال “لدينا 30 طياراً مقاتلاً من كوريا الشمالية سيشاركون فقط في الدفاع”.

كما قدم “الملاك” تفاصيل عن موقع الطائرات وعددها وأهداف القصف ومعلومات عن المواقع الاستراتيجية في مصر. ومما قاله “سد أسوان محمي بشكل جيد، والإسكندرية محمية بشكل جيد، لكنها تشكل مشكلة للطائرات القادمة للهجوم من البحر”.

بعد نحو نصف ساعة من انتهاء الاجتماع أبلغ رئيس “الموساد” كبار المسؤولين الإسرائيليين عبر برقية أن المصريين سيهاجمون غداً. وبدأت حرب “يوم الغفران” بالفعل في اليوم التالي وقبل ساعتين من الوقت الذي قدره “الملاك”، وفق ما كتب “الموساد”.

في وثيقة أخرى عرضها “الموساد” تتطرق إلى ما سماها “المعلومة الذهبية” التي أوصلها أشرف مروان في الـ12 من أكتوبر بعد ستة أيام من اندلاع الحرب. وجاء فيها “في يوم 12 أكتوبر من عام 1973 عندما كان وضع الجيش الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية صعباً للغاية، أجرى رؤساء الأجهزة الأمنية نقاشاً ساخناً حول خطة دراماتيكية لعبور قناة السويس. خلال المناقشة تلقى زامير معلومة ذهبية تفيد أن المصريين كانوا يخططون لعبور القناة في الـ14 من أكتوبر”. وإزاء هذه المعلومة، وفق ما أضافت الوثيقة، تم تغيير الخطة الإسرائيلية، وبدل عبور القناة تقرر نصب كمين لمصر.