Home News تدفع به واشنطن لحرب أوكرانيا.. ما هو اليورانيوم المنضب ومخاطره؟

تدفع به واشنطن لحرب أوكرانيا.. ما هو اليورانيوم المنضب ومخاطره؟

17
0


كشفت وزارة الدفاع الأمريكية أمس الأربعاء عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، ستشمل ذخائر اليورانيوم المنضب لشجن دبابات “أبرامز”.

وقوبل الإعلان برفض روسي قوي، إذ قالت سفارة موسكو لدى واشنطن إن “قرار الإدارة الأمريكية بتزويد الأسلحة باليورانيوم المنضب هو دليل على اللاإنسانية”، مشيرة إلى أن رغبة الولايات المتحدة  في تحقيق ’هزيمة استراتيجية’، قد تقودها إلى “ليس فقط للقتال حتى آخر أوكراني وإنما أيضا للتخلص من أجيال بأكملها”. 

وهذا التنديد يتكرر بعد أن حذرت روسيا في مارس/ آذار الماضي، على لسان الرئيس فلاديمير بوتين المملكة المتحدة من إرسال قذائف مصنوعة من اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا.

وردت بريطانيا وقتها بأن اليورانيوم المنضب ليس سلاحا نوويا، مشيرة إلى أن القذائف التي تستخدمها دبابات “تشالنجر 2” تحتوي فقط على عناصر ضئيلة من هذه المادة.

وتتبع “العين الإخبارية” في هذا التقرير الأسئلة التي تثور بشأن اليورانيوم المنضب، سواء حول طبيعته، أو مخاطره الصحية، ومسار استخدامه لدى الجيوش، في الحروب والنزاعات السابقة. 

ما هو “اليورانيوم المنضب”؟

تعرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليورانيوم المنضب، استنادا إلى اللجنة التنظيمية النووية الأمريكية (NRC) بأنه “هو اليورانيوم الذي تكون نسبة اليورانيوم فيه من حيث الوزن أقل من 0.711%. عادة، وتكون النسبة المئوية لتركيز نظائر اليورانيوم بالوزن في اليورانيوم المنضب المستخدم للأغراض العسكرية هي: U-238: 99.8%؛ اليورانيوم 235: 0.2%؛ واليورانيوم 234: 0.001%.

أول استخدام لذخائر اليورانيوم المنضب

تم نشر اليورانيوم المنضب لأول مرة على نطاق واسع خلال حرب الخليج، وقد تم استخدام الذخيرة التي تحتوي على اليورانيوم المنضب في حربي الخليج عامي 1991 و2003، وكذلك في نزاع صربيا وكوسوفو بين 1994و1999.

ويستخدم الجيش الأمريكي اليورانيوم المنضب في دروع الدبابات وبعض الرصاص بسبب كثافته العالية، مما يساعده على اختراق مركبات العدو المدرعة.

هل اليورانيوم المنضب سلاح نووي؟

اليورانيوم المنضب هو منتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم حيث يتم “إثراء” نسبة نظائر اليورانيوم الطبيعية من القشرة الأرضية بنظائر اليورانيوم ذات الطاقة الأعلى لإنتاج اليورانيوم المناسب للاستخدام في المفاعلات النووية.

أما اليورانيوم المتبقي فهو “منضب” بحوالي 40% من نشاطه الإشعاعي، ولكنه يحتفظ بنفس السمية الكيميائية مثل اليورانيوم الطبيعي.

وعندما يخترق مقذوف مصنوع من اليورانيوم المنضب مركبة، يمكن أن تتشكل جزيئات صغيرة من اليورانيوم المنضب ويستنشقها أو يبتلعها أفراد الخدمة في المركبة المصابة. يمكن أيضًا لشظايا اليورانيوم المنضب الصغيرة أن تتناثر وتنغرس في العضلات والأنسجة الرخوة.

وفقاً لمعهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح، فإن اليورانيوم المنضب لا يتوافق مع التعريفات القانونية للأسلحة النووية أو الإشعاعية أو السامة أو الكيميائية أو الحارقة.

وتزعم الجيوش التي تستخدم اليورانيوم المنضب كذخيرة للدبابات، بأنه لا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال مشابهًا لسلاح إشعاعي، ويعرفونه بأنه “سلاح تقليدي يتميز ببعض خصائص النشاط الإشعاعي المنخفض للغاية”.

مخاطر اليورانيوم المنضب

ذكر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة صدر عام 2022، أن اليورانيوم المنضب يمثل مصدر قلق بيئي في أوكرانيا.

وأشار إلى أن “اليورانيوم المنضب والمواد السامة في المتفجرات الشائعة يمكن أن يسببا تهيج الجلد والفشل الكلوي، بالإضافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان”.

غير أن دراسات أجريت على صحة الأفراد العسكريين الذين شاركوا في حرب الخليج (1990-1991) وأثناء صراعات البلقان (1994-1999)، أظهرت أن عددا قليلا منهم، لديهم شظايا من تلك المادة غير قابلة للتشغيل مغروسة في أجسادهم.

وقد أظهر هؤلاء المحاربون القدامى مستويات مرتفعة من إفراز اليورانيوم المنضب في البول، ولكن حتى الآن، لم تكن هناك أي آثار صحية ملحوظة في هذه المجموعة.

وكانت هناك أيضًا دراسات وبائية حول صحة الأفراد العسكريين الذين شاركوا في النزاعات التي تم فيها استخدام اليورانيوم المنضب، وبمقارنتها بصحة الأفراد الذين لم يكونوا في مناطق الحرب ظهر أن الاستنتاج الرئيسي هو أن قدامى المحاربين يظهرون زيادة صغيرة (أي ليست ذات دلالة إحصائية) في معدلات الوفيات، ولكن هذه الزيادة ترجع إلى الحوادث وليس المرض. ولا يمكن ربط هذا بأي تعرض لليورانيوم المنضب.