Home News غلاف غزة جديد.. المقاومة تنقل المعركة إلى قلب إسرائيل | البرامج

غلاف غزة جديد.. المقاومة تنقل المعركة إلى قلب إسرائيل | البرامج

7
0

لم تعد دولة الاحتلال معنية بمواجهة المقاومة المتمركزة في قطاع غزة فقط لكنها أصبحت أيضا مطالبة بمواجهة المقاومة الجديدة التي بدأت تنتشر بالضفة الغربية وتحديدا في مدينة ومخيم جنين، بل وداخل الخط الأخضر كما يقول خبراء ومحللون.

ففي وقت سابق اليوم، أعلنت كتيبة جنين، التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تصديها لعملية اقتحام واسعة قامت بها قوات الاحتلال لمخيم جنين، وشاركت فيها جرافات ومسيّرات وقوات خاصة.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي أن عمليته حققت أهدافها المتمثلة في اعتقال 3 من عناصر المقاومة حاولوا إطلاق صواريخ محلية الصنع على مستوطنات شمال إسرائيل خلال الشهور الماضية، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المقاومة خاضت اشتباكات قوية مع قوات الاحتلال بمخيم جنين وأفشلت هدف هذه العملية الرئيسي.

وهذه هي محاولة الاقتحام الثانية التي تقوم بها قوات الاحتلال في مخيم جنين بعد محاولة جرت في يوليو/تموز الماضي، وتصدت لها المقاومة أيضا.

غلاف غزة جديد

وفقا للمستشار السابق للشؤون العربية بوزارة الدفاع الإسرائيلية ألون أفيتار، فإن الحكومة تحاول مواجهة تهديد جديد كبير يتمثل في محاولات تحويل شمال إسرائيل إلى “غلاف غزة جديدة” بعدما بدأت كتائب المقاومة الجديدة إطلاق الصواريخ من داخل جنين على المستوطنات والمدن الإسرائيلية.

وخلال حديثه لبرنامج ما وراء الخبر (2023/9/4) قال أفيتار إن كافة المكونات الفلسطينية بدأت تتعاون لتنفيذ هذه الهجمات التي لا يمكن لإسرائيل السكوت عليها، مشيرا إلى أن اليوم فقط شهد 5 أو 6 محاولات إطلاق صواريخ باتجاه الشمال الإسرائيلي.

ولم تعد المسألة تقف عند حد تشكل كتائب مقاومة جديدة في جنين والضفة -بحسب أفيتار- لكنها بدأت تمتد لعمليات تهريب السلاح من الأردن إلى فلسطين، وهي عمليات تزيد من انتشار الأسلحة في جنين تحديدا وداخل “المجتمع العربي” عموما، وتؤثر سلبا على أمن إسرائيل وهو ما جعل حكومة بنيامين نتنياهو متمسكة ببناء جدار على الحدود مع الأردن.

وما يزيد من أهمية هذه العمليات والجدران الفاصلة، التي تعمل عليها دولة الاحتلال، أن السلطة الفلسطينية ليست قادرة على تنفيذ التفاهمات الأمنية التي جرت في العقبة وشرم الشيخ بمشاركة أميركية وعربية، حسب أفيتار.

البحث عن نصر

في المقابل، يعتقد حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن دولة الاحتلال تعيش انقساما سياسيا داخليا حادا يدفعها للبحث عن انتصارات عسكرية من خلال تنفيذ هذه الاقتحامات أو سياسية من خلال محاولة ضم دول عربية أخرى لاتفاقيات التطبيع، وخصوصا السعودية.

ورغم ذلك، فإن إسرائيل -كما يقول نائب رئيس التشريعي الفلسطيني- لن تتمكن من القضاء على المقاومة التي نجحت مرتين في إفشال محاولات اقتحام مخيم جنين بسبب وحدتها وقوة أجهزتها الاستخبارية التي تجيد قراءة الأحداث.

وما يحدث حاليا -برأي خريشة- أن المقاومة أفشلت التفاهمات الأمنية التي تمت بين حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية في شرم الشيخ والعقبة، فضلا عن ما تقوم به تل أبيب من اقتحامات يؤكد أنها تريد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية العمل تحت إمرتها ضد الفلسطينيين.

واللافت في المواجهات الأخيرة بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال -كما يقول خريشة- أن الفلسطينيين تمكنوا من استنساخ تجربة غلاف غزة داخل الضفة بعدما بدأت إسرائيل قصف المستوطنات بالصواريخ.

وعن أهداف إسرائيل الحقيقية من هذه الاقتحامات، يقول خريشة إن حكومة نتنياهو تعمل فعلا على اجتثاث المقاومة بشكل كامل بعدما تشكلت مقاومة جديدة من فصائل تختلف سياسيا لكنها تتفق على مواجهة الاحتلال.

وهذا التوحد في صفوف المقاومة التي تشكلت خلال العامين الماضيين، مثل كتيبتي جنين والعياش -يضيف خريشة- دفعت حكومة الاحتلال إلى الاستعانة بالأصدقاء العرب والغربيين من أجل التوصل لاتفاقات مع سلطة رام الله، وهدفها الأساسي هو استهداف المقاومة التي بدأت تنتشر في عموم الأراضي المحتلة.

ولكن هذه المحاولات سواء السياسية أو العسكرية لن تفلح -من وجهة نظر خريشة- في القضاء على المقاومة حتى بمساعدة النخبة السياسية الفلسطينية التي تقف اليوم أمام مرحلة تاريخية حيث يمكنها توفير غطاء سياسي لهذه المقاومة وإطلاق سراح المعتقلين من المقاومين أو أن تكف يدها عما يحدث، لأنها بطريقتها الحالية تزيد من عزل نفسها، حسب تعبيره.

لا بديل للمقاومة

هذا الحديث عن جدوى المقاومة، يؤيده وزير الداخلية الأردني الأسبق سمير حباشنة الذي يؤكد أن حكومة الاحتلال تتعامل بمنطق الغيتو والانعزال، ولا ترى في الطرف الآخر إلا خصما يجب القضاء عليه أو التحصن منه خلف جدر كالتي تبنيها حاليا.

غير أن هذه الجدران -التي تقيمها إسرائيل على الحدود مع مصر أو حتى الأردن أو لبنان- لن تكون كافية لحمايتها من الفلسطينيين الذين لا يرون بديلا عن نيل حريتهم وإقامة دولتهم، وهو هدف سوف يتحقق نهاية المطاف، حسب قوله.

ولا يجد حباشنة في اتفاقيات التطبيع -التي أبرمتها إسرائيل مع دول عربية مثل مصر والأردن وغيرهما أو التي تحاول إبرامها حاليا مع السعودية- حلا لمشكلتها، لأن التطبيع نهاية الأمر لن يكون حقيقيا ما لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم، بدليل أن الشعبين المصري والأردني لم يقبلا بالتطبيع رغم مرور 40 و30 عاما على توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة.

بالتالي -يقول حباشنة- فإن ما تقوم به دولة الاحتلال حاليا في جنين من اجتياحات لن يوقف المقاومة بقدر ما يغذيها لأنه يستدعي ردة فعل مشروعة على الطريقة العنيفة الظالمة العنصرية التي تتعامل بها إسرائيل.

وخلص الوزير الأردني إلى تأكيد أن مطالبة الجانب الفلسطيني بإظهار رغبة في السلام، ومحاولة كسب تأييد دول العالم إلى صفه، لا تعني أبدا التخلي عن المقاومة العسكرية التي تتطلب توافقا فلسطينيا على مشروع سياسي موحد وإنهاء حالة الانقسام الراهنة.