
اشتبك الجيش السوداني، مساء اليوم الإثنين، مع عناصر ميليشيات قبلية في بورتسودان، وفق ما أفاد شهود، في أولى المعارك بالمدينة الساحلية التي كانت لا تزال بمنأى من الحرب العنيفة المندلعة في السودان منذ أبريل (نيسان).
ويشهد السودان منذ 15 أبريل نزاعا عنيفا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وأفاد شاهد في المدينة المطلة على البحر الأحمر بحصول “تبادل لإطلاق النار بين الجيش ومليشيا يقودها شيبة ضرار”، القيادي في قبيلة البجا في وسط بورتسودان.
وقال شاهد، طلب عدم الكشف عن هويته، إن “جنوداً انتشروا في المنطقة بعد إزالة نقاط تفتيش كانت الميليشيات أقامتها”، في حين أفاد آخرون بـ”عودة الهدوء” بعد فترة قصيرة.
وتضم بورتسودان المطار الوحيد الذي لا يزال يعمل في السودان وتؤوي مسؤولين حكوميين وأمميين غادروا العاصمة الخرطوم هرباً من المعارك.
وبقيت بورتسودان بمنأى من العنف إلى أن اندلعت الاشتباكات فيها ليل الإثنين.
خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة شكلت بورتسودان قاعدة للبرهان الذي بقي حتى أواخر أغسطس (آب) متحصناً في مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم، علماً بأن المقر يحاصره مقاتلو قوات الدعم السريع.
مذاك الحين أجرى البرهان ست رحلات خارجية من بورتسودان في خطوة اعتبر محللون أنها تنطوي على مساع دبلوماسية لتعزيز موقعه في حال إجريت مفاوضات لوضع حد للنزاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان شيبة ضرار، الذي دعم الجيش في بداية الحرب عاد ووجه انتقادات حادة لمسؤولين حكوميين انتقلوا إلى شرق السودان، لكنه لم يعلن الانضواء في تحالف مع قوات الدعم السريع.
وتعهدت قبائل أخرى في شرق السودان دعم الجيش.
ومنذ اندلاع المعارك في أبريل، قُتل نحو 7500 شخص ومن المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير، بينما اضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور الى دول الجوار خصوصاً مصر وتشاد.
الأرض المحروقة
وأمس الأحد، تحول وسط الخرطوم إلى لهيب من النيران المشتعلة بكثافة في مختلف أجزائها وسمائها بسبب احتدام الاشتباكات المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، التي أدت إلى حرق عدد من الأبراج المشهورة في قلب الخرطوم، وهو ما جعل كل طرف يتهم الآخر باتباع سياسة الأرض المحروقة أي تحميله مسؤولية الدمار الذي لحق بالبنى التحتية ومعالم البلاد، في وقت أبدى كثير من السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي حسرتهم على ما أصاب عاصمتهم من دمار لمعظم المنشآت الحيوية والاستراتيجية.
وأكد وزير الصحة المكلف هيثم محمد أن كل المستشفيات الرئيسة في الخرطوم ودارفور خرجت عن الخدمة بسبب تزايد أعمال العنف والاشتباكات بين الجيش والدعم السريع.
وأفاد مواطنون يسكنون الخرطوم وأم درمان “اندبندنت عربية” بأن “حدة القتال ونقص الغذاء والدواء وتوقف ما تبقى من مستشفيات جعل أسراً عدة تفكر في النزوح إلى خارج العاصمة بعدما يئست من أي بوادر تؤدي إلى وقف هذه الحرب أو تراجع حدتها، بيد أن بعض هذه الأسر أجبرت على الخروج من منازلها قسراً من قبل قوات الدعم السريع”.