
قتل خمسة أفراد من فريق إغاثة يوناني في حادثة سير بعيد وصولهم، أمس الأحد، إلى ليبيا للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ إثر الفيضانات في مدينة درنة، بحسب ما أفاد الجيش اليوناني، اليوم الإثنين، في حصيلة جديدة.
وأدت الحادثة كذلك إلى مقتل ثلاثة من أفراد عائلة ليبية وجرح اثنين آخرين، وفق وزير الصحة في شرق ليبيا عثمان عبدالجليل، الذي أشار إلى أن الحادثة وقعت حين اصطدمت مركبة الفريق اليوناني بسيارة كانت تقل العائلة.
ووصف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الحادثة بأنها “مأسوية”، معرباً على صفحته عبر “فيسبوك” عن أسفه لأن “هذه المأساة حدثت أثناء قيامهم بالواجب النبيل المتمثل في العمل الإنساني والتضامن الدولي. البلاد بأكملها في حالة حداد”.
وذكرت هيئة أركان الجيش اليوناني، في بيان، “ستتم إعادة خمس جثث، بينهم ثلاثة مسؤولين من الجيش اليوناني ومترجمان من وزارة الخارجية اليونانية كانوا يشاركون في فريق الإنقاذ، إلى أثينا الإثنين” على متن طائرة عسكرية يونانية. وأصيب العناصر الـ14 الآخرون في الفريق.
وأشارت هيئة الأركان العامة اليونانية إلى أن الضحايا الثلاثة للجيش اليوناني هم مواطنون. وأعلن وزير الدفاع نيكوس ديندياس، الإثنين، فترة حداد في الجيش لمدة ثلاثة أيام.
وكانت هيئة الأركان قد أوردت في حصيلة أولية الأحد مقتل ثلاثة أشخاص وفقدان اثنين، في حين أشار الوزير الليبي إلى “مقتل أربعة أفراد من هذا الفريق اليوناني وإصابة 15 آخرين”.
وقال وزير الصحة، أمس الأحد، في مؤتمر صحافي بمدينة درنة، إن “الحادثة الرهيبة” وقعت عندما كان الفريق اليوناني في طريقه من بنغازي إلى درنة الواقعة على بعد 300 كيلومتر شرقاً. وأوضح أن “الفريق كان مؤلفاً من 19 شخصاً”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تمت إعادة 13 من المصابين الـ14 إلى أثينا، ليل الأحد إلى الإثنين، على متن طائرة عسكرية للجيش اليوناني أرسلت إلى ليبيا لهذا الغرض وعلى متنها طاقم طبي. وتم نقلهم إلى مستشفى عسكري في أثينا، بحسب هيئة الأركان العامة اليونانية.
وقال المتحدث باسم الهيئة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن أحد المصابين أدخل المستشفى في ليبيا، لأن نقله لم يكن ممكناً بسبب حالته الصحية.
انتشار الأمراض
من ناحية أخرى، حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، من أن مدينة درنة الليبية المنكوبة جراء فيضانات خلفت آلاف القتلى، تواجه خطر تفشي الأمراض التي قد تؤدي إلى “أزمة ثانية مدمرة”.
وضربت فيضانات هائلة، الأسبوع الماضي، المدينة الساحلية في شرق ليبيا، وأودت بأكثر من ثلاثة آلاف شخص، بينما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.
وحذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن المتضررين الذين بات 30 ألفاً منهم بلا مأوى، في حاجة ماسة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية، في ظل تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إن “فرقاً من تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية على الأرض لتقديم مساعدات ودعم للمتضررين من الإعصار دانيال والفيضانات”.
لكنها حذرت من أن المسؤولين المحليين ووكالات الإغاثة ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة “يساورهم القلق في شأن خطر تفشي الأمراض، خصوصاً بسبب المياه الملوثة ونقص الصرف الصحي”.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان، إن “الفريق يواصل العمل لمنع انتشار الأمراض، والتسبب بأزمة ثانية مدمرة في المنطقة”.
وأدت الأمطار الغزيرة التي تساقطت بكميات هائلة على مناطق في شرق ليبيا، في 11 سبتمبر (أيلول) الجاري، إلى انهيار سدين في درنة، مما تسبب بتدفق المياه بقوة في مجرى نهر يكون عادة جافاً.
وجرفت المياه أجزاء من المدينة الساحلية، التي يقطنها 100 ألف نسمة، بأبنيتها وبناها التحتية. وتدفقت المياه بارتفاع أمتار عدة، ما وصفه البعض بـ”تسونامي”، وحطمت الجسور التي تربط شرق المدينة بغربها.
وتوجد فرق الأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي، في درنة وما حولها خلال الأيام القليلة الماضية لمساعدة الناجين.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إن فرق “يونيسف” سلمت “مستلزمات طبية لمقدمي خدمات الرعاية الأولية لدعم 15 ألف شخص لمدة ثلاثة أشهر”، بينما وزعت مفوضية اللاجئين إمدادات تشمل بطانيات وأغطية النايلون وأدوات المطبخ على 6200 أسرة نازحة في درنة وبنغازي.
وأضافت، “حتى الآن، تم توزيع حصص غذائية على أكثر من خمسة آلاف أسرة من خلال برنامج الأغذية العالمي، وتم شحن 28 طناً من الإمدادات الطبية بدعم من منظمة الصحة العالمية التي تبرعت أيضاً بسيارات إسعاف ومستلزمات طبية”.
وأطلقت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، نداء لجمع أكثر من 71 مليون دولار للاستجابة الطارئة في درنة وأجزاء أخرى من شرق ليبيا.