أعلنت 3 مصادر عسكرية لوكالة رويترز، أنّ النظام السوري أغلق مطار حلب وجميع الطرق المؤدية إلى المدينة اليوم السبت، بعد وصول مقاتلي الفصائل المعارضة السورية إلى وسط المدينة.
وبينما نفى التلفزيون السوري التابع للنظام أمس الجمعة، وصول مقاتلي المعارضة إلى حلب، ذكرت وسائل إعلام أنّ الفصائل المعارضة فرضت سيطرتها على 108 نقاط وتجمع سكني في محافظتي حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب)، في اليوم الثالث من معركة “ردع العدوان” التي شنّتها الفصائل المسلّحة الأربعاء الماضي.
وذكرت المصادر العسكرية لوكالة رويترز، أنّ جيش النظام أصدر تعليمات لقواته باتباع أوامر “انسحاب آمن” من الأحياء التي اجتاحها مقاتلو المعارضة.
وأضافوا أنّ مدينة حلب أُغلقت فعليًا، بعد أن أصدر جيش النظام تعليمات عند نقاط التفتيش خارج المدينة بالسماح فقط لقواته بالمرور والدخول.
وقال مصدران عسكريان إنّ روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري، وعدت دمشق بمساعدات عسكرية إضافية للتصدّي للمسلحين، وأضافا أنّ العتاد الجديد سيبدأ في الوصول خلال 72 ساعة.
أما وزارة الدفاع الروسية فقالت إنّ قواتها الجوية “قضت على 200 مسلح في محافظتي حلب وإدلب خلال يوم واحد”.
ولفت دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إلى أنّ روسيا تعتبر هجوم “ردع العدوان” انتهاكًا لسيادة سوريا، وتُريد من السلطات التحرّك سريعًا لاستعادة النظام.
المعارضة ستُعلن تأمين حلب
وسيطرت الفصائل المسلّحة المعارضة على “ساحة سعد الله الجابري” المركزية وسط حلب، وأحياء الحمدانية والشهباء والأعظمية والفرقان والراموسة والأشرفية والأنصاري، وقلعة حلب والجامع الأموي، إضافة إلى مدينة سراقب الإستراتيجية التي تُعدّ نقطة تقاطع على طريقي حلب-اللاذقية، وحلب-دمشق.
كما سيطرت على عدد من السجون في المدينة، ونشرت صورًا لعدد من السجناء وهم يخرجون من بوابة أحد السجون.
كما فرضت المعارضة حظر التجول في المدينة حتى صباح اليوم، مضيفة أنّه خلال ساعات قليلة سيتم تأمين مدينة حلب عسكريًا وأمنيًا “ليُعلن بعدها تحرير المدينة كاملًا”.
وسبق أن أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على مبنى محافظة حلب والقصر البلدي ومقر قيادة الشرطة وجامعة حلب وسط المدينة، ومركز البحوث العلمية والكليتين العسكرية والمدفعية ومبنى الأمن العسكري ومواقع عسكرية أخرى.
وتُقدّر مساحة المناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية، بما لا يقل عن 850 كلم مربع في محافظتي حلب وإدلب.
إلى ذلك، قُتل 8 عناصر من “الجيش الوطني السوري” المعارض جراء قصف جوي نفّذته طائرات حربية روسية على منطقة مارع شمال مدينة حلب مساء الجمعة.
بدورها، ذكرت وكالة أنباء النظام أنّ أربعة مدنيين بينهم طالبان، قُتلوا أمس الجمعة في قصف شنّته قوات المعارضة على المدينة الجامعية في حلب.
وفي هذا الإطار، قال ديفيد كاردن نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية: “قلقون جدًا من الوضع في شمال غرب سوريا. أودت الهجمات المتواصلة على مدى الأيام الثلاثة الماضية بحياة ما لا يقلّ عن 27 مدنيًا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات”.
وأضاف أنّ “البنية التحتية المدنية والمدنيون ليسوا أهدافًا، ويجب حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني”.