يستعد مجموعة من الأطفال المصابين بالسرطان لمغادرة قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم لاستكمال رحلة علاجهم التي تعطلت بسبب الحرب.
الجزيرة مباشر التقت مع بعض أمهات الأطفال المرضى الذين نُقلوا من شمال القطاع إلى جنوبه وصولا لمجمع ناصر الطبي، تمهيدًا لسفرهم المتوقع في الأيام المقبلة، إذ تعتبر فرص نجاتهم في القطاع ضعيفة بسبب حصار الاحتلال الإسرائيلي.
أسماء الجرجاوي، قالت للجزيرة مباشر، إن طفلها مريض بسرطان الدم ولديه عيب خلقي في القلب، وبسبب انقطاع الدواء والعلاج اللازم في شمال القطاع تدهورت صحته: “كان يحتاج لنقل دم وصفائح دموية لكن لم يكن هذا الشيء متوفرا”.
من جهتها، تحدثت أميرة الفيومي، عن حالة طفلها الذي يصارع سرطان الغدد الليمفاوية، وتأثرت صحته كثيرًا بسبب حصار الاحتلال، وقالت: “حياته الصحية متعبة، يعاني من الحرارة والالتهابات الجلدية وانتشرت الأورام في رقبته، وعلاجه الوحيد وهو الكيماوي غير المتوفر لا بالشمال ولا بالجنوب”، وذكرت الأم الفلسطينية أنه عندما رأى أحد الأطباء بيانات طفلها شدد على أهمية سفره للعلاج.
في السياق ذاته، تنتظر هالة أبو بشارة، خروج طفلها للعلاج في الأردن، قائلة: “يعاني من فشل في الفص الخلفي في الغدة النخامية (هرمون النمو) ولديه خلل في كرات الدم البيضاء، لا يوجد علاج ولا مواد غذائية يمكن توفيرها له بسبب الأوضاع الكارثية في الشمال”.
وأكملت: “واجهنا مصاعب كبيرة في تحويله للعلاج الخارجي في الإمارات وقطر ومصر لأن الاحتلال دائمًا ما عارض هذا الموضوع”.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت في تقرير لها صدر في يونيو/ حزيران الماضي، إلى أن هناك ما يزيد عن 10 آلاف مريض بحاجة للخروج من قطاع غزة لينقذوا أرواحهم.
يذكر أن القطاعات الصحية، لا سيما المستشفيات، وطواقم الإسعاف، تعرضوا لاستهدافات مباشرة من الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما أدى لخروج غالبيتها عن الخدمة، فضلًا عن الدمار الكلي أو الجزئي الذي أصاب المستشفيات الرئيسية في عموم القطاع المحاصر.