
دفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ببراءته من تهمة محاولة التلاعب بنتائج انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020 في ولاية جورجيا، وهي واحدة من أربع محاكمات يواجهها الرئيس السابق وأبرز الجمهوريين الساعين إلى خوض المنافسة في انتخابات 2024.
ويواجه ترمب (77 سنة)، 13 تهمة بـ”الابتزاز” وارتكاب عدد من الجرائم الجنائية سعياً لقلب نتيجة الانتخابات في الولاية الواقعة بجنوب الولايات المتحدة، والتي انتهت لصالح الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن.
ودفع ترمب ببراءته في مستند رفع إلى المحكمة وتخلى فيه عن المثول أمامها في استدعاء مقرر الأربعاء المقبل.
وحضر ترمب الخميس الماضي إلى سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا بولاية جورجيا حيث وجه القضاء له ولـ18 شخصاً آخرين تهمة “الابتزاز” وارتكاب عدد من الجرائم سعياً لقلب نتيجة الانتخابات في هذه الولاية التي خسرها بأقل من 200 ألف صوت.
صورة تاريخية
وتعني إجراءات التوقيف أن تؤخَذ بصمات المتهم وتُلتقط له صور جنائية قبل إطلاق سراحه بكفالة حُددت قيمتها في حالة ترمب بـ200 ألف دولار.
واللقطة التي ظهر فيها ترمب عبوساً وعاقداً حاجبَيه ومُحدقاً في الكاميرا، كانت تاريخية بوصفها أول صورة جنائية لرئيس أميركي سابق.
وأكدت حملة ترمب الانتخابية أنها جمعت ملايين الدولارات منذ نشر صورته الجنائية، بعدما سارعت إلى طبعها على قمصان قطنية تي-شيرت وأكواب وغيرها من التذكارات الترويجية للانتخابات.
وقانون الجريمة المنظمة الذي استندت إليه المدعية العامة لمقاطعة فولتون فاني ويليس لتوجيه التهم في هذه القضية، يُعاقَب عليها بالسجن لمدة تراوح بين خمس سنوات وعشرين سنة.
يواجه ترمب أربع محاكمات جنائية العام المقبل خلال موسم الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الذي يبدأ في يناير (كانون الثاني)، وفي ذروة الحملة الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وأتى توقيف ترمب غداة غيابه عن مناظرة تلفزيونية في ميلووكي شارك فيها ثمانية من منافسيه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات السنة المقبلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الاستطلاعات تمنحه الأفضلية
وتمنح استطلاعات الرأي الرئيس السابق الأفضلية على كل هؤلاء.
وخلال المناظرة، أكد ستة من المرشحين الثمانية أنهم سيدعمون ترمب في حال فوزه بالانتخابات التمهيدية للحزب حتى وإن دانه القضاء، علماً بأنه أول رئيس أميركي يواجه تهماً جنائية.
مطلع الأسبوع الحالي، حددت القاضية الفيدرالية تانيا تشاتكن الرابع من مارس (آذار) 2024 موعداً لبدء محاكمة ترمب بتهمة محاولة قلب نتائج انتخابات 2020. ويصادف ذلك عشية “الثلاثاء الكبير”، اليوم الذي يدلي فيه الناخبون الجمهوريون بغالبيتهم بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية للحزب لاختيار مرشحهم.
وشددت القاضية تشاتكن على أن “موعد المحاكمة لا يحدد وفق الالتزامات المهنية للمدعى عليه”، بعد رفضها بشدة طلب الدفاع إرجاء الموعد سنتين.
دعاوى أخرى
ويواجه ترمب أيضاً سلسلة من الدعاوى الأخرى. والأربعاء، اتهمته المدعية العامة في نيويورك بتضخيم قيمة ثروته الصافية بمليارات الدولارات كل سنة بين عامَي 2011 و2021.
وفي الوثائق المقدمة لدعم دعوى مدنية رفعتها عام 2022 مطالبة بفرض غرامات مقدارها 250 مليون دولار على الرئيس السابق، قالت المدعية العامة لولاية نيويورك ليتيشا جيمس إن ترمب وبعض شركائه قدموا أرقاماً “مضخمة بشكل صارخ” للمصارف وشركات التأمين “لضمان الحصول على قروض وتأمين بشروط أفضل”.
وأظهرت الوثائق أن ذلك المخطط أنتج “مئات ملايين الدولارات من المدخرات والأرباح غير المشروعة”.
وتعود هذه الدعوى القضائية إلى سبتمبر (أيلول) 2022، عندما اتهمت المدعية العامة ترمب وبعض أبنائه ومجموعة “ترمب أورغنايزيشن” بالاحتيال الضريبي والمالي.
ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) مع جلسة استماع أولية في 22 سبتمبر (أيلول)، علماً بأن الديمقراطية جيمس تسعى إلى تسوية القضية قبل رفعها للمحاكمة.
وسبق لعشرة متهمين آخرين في قضية التلاعب بانتخابات جورجيا أن سلموا أنفسهم وأطلق سراحهم جميعا بكفالة، آخرهم كبير الموظفين السابق في البيت الأبيض مارك ميدوز الذي دفع كفالة بقيمة 100 ألف دولار وخرج.
وهناك متهم وحيد في هذه القضية أُبقي خلف القضبان بعد أن سلم نفسه، هو هاريسون فلويد وقد احتُجز لأنه لم يبرم مع القضاء بصورة مسبقة اتفاقاً لدفع كفالة مقابل إطلاق سراحه.
والأربعاء سلم رئيس بلدية نيويورك السابق ومحامي ترمب السابق رودي جولياني المتهم بمساعدته على التلاعب بالانتخابات، نفسه لسلطات ولاية جورجيا التي أطلقت سراحه لاحقاً بكفالة قدرها 150 ألف دولار.